توجنى المجلس الأعلى للصحافة المعين من قبل الرئيس المؤقت القادم من خلال قائد الانقلاب العسكرى ، من حيث لا يدرى ، بشرف عزلى من منصب رئيس مجلس ادارة مؤسسة الأهرام ، بسبب انتقادى للمجازر التى تسبب فيها قادة الانقلاب العسكرى . ليبقى التاريخ شاهدا على مجلس أعلى للصحافة ، مكون من صحفيين يتشدقون بالدفاع عن الحريات ومثلهم قانونيون واكاديميون ، يقومون بعزل صحفى من موقعه بسبب ابداءه رأيا يخالف الانقلاب العسكرى . والطريف أن نفس المجلس وبنفس الجلسة قد كون لجنة لتحديد النصوص الخاصة بالدفاع عن حرية الصحافة ، التى سيقدمونها للجنة الخمسين الخاصة بتعديلات الدستور !. ولقد ذكرت رأيى فى ممارسات الانقلابيون على حسابى على تويتر ، منذ مذبحة نادى الحرس الجمهورى وكلام المتحدث العسكرى وقتها الذى لا يصدقه طفل ، كما أعلنت رأيى مع مذبحة المنصة وعدم قناعتى بما ذكره وزير الداخلية وقتها من مبررات . وواصلت ملاحظاتى على أداء قادة الانقلاب ضد الحريات ، كما أعلنت براءتى من الأكاذيب التى وردت فى عدد من اصدارات مؤسسة الأهرام ، على اعتبار أن مسؤليتى تنحصر فى النواحى الادارية والمالية ولا تتدخل فى التحرير . كما أصدرت بيانا عقب مجزرتى فض اعتصام رابعة والنهضة حملت فيه وزيرى الدفاع والداخلية المسؤلية عن الدماء التى سالت والاعتقالات والحرائق التى تمت . وعقب بيانى هذا سارع الانقلابيون باعلان تشكيل المجلس الأعلى للصحافة ليقوم بمهمة العقاب نيابة عن قادة الانقلاب ، ولو كان مجلسا صحفيا حسب مسماه لسعى للتعرف على ما قمت به خلال عام مضى على المسار المالى والادارى للمؤسسة ، حتى يجد مبررا عمليا لقراره . إلا أن التعليمات كانت متعجلة بتنفيذ قرار العزل من أول جلسة بعد التشكيل ، وكشخص وحيد بين رؤساء مجالس ادارات المؤسسات القومية الثمانية ، وبين رؤساء تحرير الاصدارات القومية الخمسة والخمسين . وتعجل أعضاء المجلس الأعلى بحيث لم يكن لديهم وقت لنعى القتلى من الصحفيين خلال ممارستهم عملهم ، أو المطالبة بالافراج عن المحبوسين والمعتقلين من الصحفيين والاعلاميين ، لسبب بسيط وهو كون هؤلاء من المناهضين للانقلاب ، حتى لا يعكروا صفو علاقتهم مع من عينوهم بالمجلس . ونسى هؤلاء الذين سيفضحهم التاريخ ، أن ترك منصب رئيس مؤسسة الأهرام ثمن بخس بجانب ما دفعه شهداء الوطن والمصابين من دمائهم الزكية ، وكذلك ما قدمه المعتقلون والمطاردون بسبب خلافهم فى الرأى مع الانقلابيين ، ونسوا أن هناك فرقا كبيرا بين من يتلون من أجل المنصب ، وبين من يختار التمسك برأيه على حساب المنصب . ولن تثنينا تهديدات أذناب الانقلاب بالتصفية الجسدية ، وشتائم وافتراءات أعوان الانقلاب بالفضائيات التى لا تتوقف تجاه كل من عارض الانقلاب حتى لو كان لاعب كره ، وسنظل نعتز ونفخر بهويتنا الاسلامية رغم كيد الانقلابيين وحقدهم على كل ماهو اسلامى من رموز وفعاليات . وسنواصل بالمشاركة مع البسطاء من المصريين من الرجال والشباب والشابات والنساء والأطفال ، الذين أضيروا من الانقلاب ، المطالبة بالحريات التى سلبها الانقلابيون وبعودة الحياة المدنية للمجتمع المصرى .