تثبت كل يوم حرائر مصر كونهن علي قدر المسئولية وأنهن يحتللن الصفوف الأولي، في الدفاع عن الشرعية وفي رفض الانقلاب العسكري الغاشم. وفي إحدي المسيرات المؤيدة للشرعية، وجدنا سيدة وابنتها لافتين للنظر حيث جاءتا للمشاركة من الطريق، ودون ترتيب، وقد بدا أنهما منهكتان من أثر سفر أو طريق طويل، ومع ذلك أصررن علي المشاركة. بسؤالها "أمل محمد عمر"-من منطقة إمبابة بالجيزة- قالت:" جئت للتو من زيارة زوجي المعتقل منذ ما يقرب من شهر تقريبا-عبد اللطيف صبري-؛ حيث اعتقلته قوات الانقلاب من مقر عمله في عصر أحد الأيام، وهو يعمل مصحح لغوي وباحث إسلامي بإحدي مواقع الإنترنت-الإسلام اليوم-، وقد جاءت قوات الداخلية و"أمن الدولة" ومعهم عدد من أفراد البلطجية واقتحموا الموقع بعد إطلاق عدد من قنابل الغاز المسيل للدموع عليه". وببراءة وبساطة السيدة المصرية الصابرة المحتسبة لم تجد"أمل" جريمة ارتكبها زوجها بعد أن ضيقنا الخناق عليها في السؤال ربما تجد شيئا فعله، فقالت:"اعتقلوه علشان سني"، فأظهرت بذلك ألم أن يعيش المسلم غريبا في بلده، ويتعرض للإيقاف والاعتقال لا لشيء إلا لما يبدو علي مظهره وسلوكه من إتباع سنة النبي-صلي الله عليه وسلم-. أضافت:"كان زوجي معتقلا من قبل في عهد نظام المخلوع مدة 14 سنة، لاقي فيها الكثير من صنوف التعذيب، ولاقينا نحن معه بخلاف ألم فقده، تتبعه في السجون والمعتقلات المختلفة، حيث كان لا يلبث أن يستقر في سجن حتي ينقوله إلي سجن آخر، ونحن خلفه نبحث، وننظتر السماح بدقائق الزيارات الغالية، وكان أصعبها وجوده في سجن الوادي الجديد، واضطرارنا إلي السفر الطويل حتي نفوز بزيارة لدقائق معدودة وعبر سلك من وراءه سلك، وكل ذلك لأن تصنيف زوجي لديهم كان "جماعة إسلامية" لا لشيء إلا لأنه كان يصلي بإحدي المساجد التي تحمل هذا التصنيف في منطقة إمبابة، ويتطوع هناك لتحفيظ القرآن، وقد تربت علي يديه أجيال؛ ورغم أن النيابة دائما في وقت التمديد كانت تعطي له إفراجا مما يعني عدم وجود أي اتهام بحقه إلا أن التجديد كان يتم في الوقت نفسه ودون خروج لمدة 14 سنة". وحول تفاصيل زيارته اليوم أضافت:"عادت أجواء الاضطهاد تلك وبنفس الاتهامات بعد الانقلاب، حيث أن التهمة الموجهة أو الملفقة لزوجي بحسب ما أعلم هي -محاولة قلب نظام الحكم- واليوم لم أتمكن من الزيارة، لكني في زيارات سابقة وجدته وعليه أثر التعذيب واضح، أبسطه كسر نظارته التي لا يستطيع أن يري بدونها لمعاناته من انفصال شبكي، وكذلك حلق شعر رأسه بالكامل، وهذا هو الواضح أمامي، لأني لم أستطع الحديث معه، فالزيارة لا تتعدي الدقيقة الواحدة فقط ،مسافة أن أعطي له بعض اللقيمات وكفي". وحول مدي إيمانها بالبلاد وقضيتها رغم كل تلك التبعات، قالت:"نحن نشارك في كافة الفعاليات المؤيدة للشرعية حرصا علي مصلحة الوطن ومستقبله، وقد شارك ابني-بلال عبد اللطيف- في ثورة 25 يناير وكان من شبابها، وكذلك شاركنا في اعتصام رابعة وعقدنا قران ابني هناك، وكنت كذلك أشارك في اعتصام النهضة، فيقيننا أن الأمور ستكون أفضل بإذن الله، وأن قضية بلادنا العادلة هي التي سوف تنتصر في النهاية، كذلك نؤمن أن الله معنا ولذا لا نخاف من أي شيء مهما كان".