المستشار الألماني تعليقًا على قمة ألاسكا: بوسع ترامب اتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام    بريطانيا تدين خطة إسرائيلية لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية    الإسماعيلى يفقد مروان حمدى شهرا.. يغيب عن مباراتى الاتحاد والطلائع بالدورى    معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو اليوم الجمعة فى الدورى المصرى    حكام مالي العسكريون يعتقلون جنرالين وآخرين في مؤامرة انقلاب مزعومة    الشرطة الفرنسية تضبط 1.3 طن من الكوكايين بمساعدة الشرطة الإسبانية    اليوم، الإدارية العليا تبدأ في نظر طعون نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025    لا اتفاق يلوح في الأفق بشأن معاهدة أممية لمنع النفايات البلاستيكية    شاب يتخلص من حياته ب"الحبة القاتلة" في الفيوم    تامر عاشور يشعل بورتو العلمين الجديدة في واحدة من أضخم حفلات صيف 2025    كم فوائد 100 ألف جنيه في البنك شهريًا 2025؟ أعلى عائد شهادات في البنوك اليوم    مفتي الجمهورية يستنكر التصريحات المتهورة حول أكذوبة «إسرائيل الكبرى»    15.8 مليون جنيه حصيلة بيع سيارات وبضائع جمارك الإسكندرية والسلوم في مزاد علني    خالد البلشي يستقبل الصحفي التلفزيوني عادل العبساوي في مكتبه    بعد انتهاء مباريات اليوم .. تعرف علي ترتيب جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025    ملف يلا كورة.. وداع منتخب اليد.. اكتساح مصر للسلة.. وقائمة الأهلي    قبل عمرة المولد النبوي.. سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025    مصرع طالب في تصادم سيارة ودراجة بخارية بقنا    ليلة رعب بالقليوبية.. معركة بالأسلحة البيضاء تنتهي بسقوط المتهمين بالخصوص    بعد ظهور سحب رعدية.. محافظ أسوان يكلف برفع درجة الاستعداد بالمراكز والمدن    الحر يضرب بقوة ودرجة الحرارة تصل ل49.. حالة الطقس اليوم وغدًا وموعد انتهاء الموجة الحارة    تراجع عالمي جديد.. سعر الذهب اليوم في مصر الجمعة 15-8-2025 وعيار 21 بالمصنعية    هشام عباس يحيي حفلًا كبيرًا في مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء 18 أغسطس    علاء زينهم: أعيش في سلام نفسي وتعلمت مواجهة التنمر بروح التحدي    تامر حسني: «نفسي أعمل حفلات في الصعيد والأقصر وأسوان والشرقية» (فيديو)    لا تتجاهل هذه العلامات.. 4 إشارات مبكرة للنوبة القلبية تستحق الانتباه    أول ظهور للفنانة ليلى علوي بعد تعرضها لحادث سير بالساحل الشمالي (فيديو)    لافروف ودارتشييف يصلان إلى ألاسكا حيث ستعقد القمة الروسية الأمريكية    بدرية طلبة تتصدر تريند جوجل بعد اعتذار علني وتحويلها للتحقيق من قِبل نقابة المهن التمثيلية    نفحات يوم الجمعة.. الأفضل الأدعية المستحبة في يوم الجمعة لمغفرة الذنوب    د.حماد عبدالله يكتب: الضرب فى الميت حرام !!    ما هو حكم سماع سورة الكهف من الهاتف يوم الجمعة.. وهل له نفس أجر قراءتها؟ أمين الفتوى يجيب    النيابة تصدر قرارًا بحق المتهمين بمطاردة فتيات على طريق الواحات    طريقة عمل سلطة التبولة بمذاق مميز ولا يقاوم    رسميًا الآن.. رابط نتيجة تنسيق رياض أطفال 2025 محافظة القاهرة (استعلم)    «هتستلمها في 24 ساعة».. أماكن استخراج بطاقة الرقم القومي 2025 من المولات (الشروط والخطوات)    من الأطباء النفسيين إلى اليوجا.. ريهام عبد الغفور تكشف ل يارا أحمد رحلة تجاوز الفقد    خالد الغندور: عبد الله السعيد يُبعد ناصر ماهر عن "مركز 10" في الزمالك    بيراميدز يخوض ودية جديدة استعدادا للمواجهات المقبلة في الدوري    الفصائل الفلسطينية: نثمن جهود الرئيس السيسي الكبيرة.. ونحذر من المخطط التهويدي الصهيوني في الضفة    «اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم».. دعاء يوم الجمعة ردده الآن لطلب الرحمة والمغفرة    #رابعة يتصدر في يوم الذكرى ال12 .. ومراقبون: مش ناسيين حق الشهداء والمصابين    رسميًا ..مد سن الخدمة بعد المعاش للمعلمين بتعديلات قانون التعليم 2025    هترجع جديدة.. أفضل الحيل ل إزالة بقع الملابس البيضاء والحفاظ عليها    تناولها يوميًا.. 5 أطعمة تمنح قلبك دفعة صحية    تعرف على عقوبة تداول بيانات شخصية دون موافقة صاحبها    بالصور| نهضة العذراء مريم بكنيسة العذراء بالدقي    ترامب يعرب عن ثقته بأن بوتين وزيلينسكي سيتفقان على تسوية النزاع    ظهرت الآن، نتيجة المرحلة الأولى لرياض الأطفال بمحافظة القاهرة    "بعد اتهامها بتجارة الأعضاء".. محامي زوجة إبراهيم شيكا يكشف لمصراوي حقيقة منعها من السفر    طرائف الدوري المصري.. لاعب بيراميدز يرتدي قميص زميله    ستيفان مبيا: محمد صلاح كان يستحق الفوز بالكرة الذهبية في السنوات الماضية    وزير البترول يكلف عبير الشربيني بمهام المتحدث الرسمي للوزارة    القانون يحدد ضوابط استخدام أجهزة تشفير الاتصالات.. تعرف عليها    بعد موافقة النواب.. الرئيس السيسي يصدق على قانون التصرف في أملاك الدولة    لأول مرة بمجمع الإسماعيلية الطبي.. إجراء عملية "ويبل" بالمنظار الجراحي لسيدة مسنة    هل دفع مخالفة المرور يسقط الإثم الشرعي؟.. أمين الفتوى يجيب    درة تاج الصحافة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الأسوانى: القصة الكاملة للهروب الكبير من ليمان طرة عام 88
نشر في المصريون يوم 17 - 07 - 2012

تفاصيل هروب الأسوانى وعصام القمرى وخميس مسلم وكيف نجا من الموت المحقق
هربنا من سجن الليمان بعد حصول الضباط الذين عذبونا على البراءة
وزارة الداخلية انتقمت منى انتقاماً شديداً لهروبى حتى أصبت بعاهات مستديمة أفقدتنى القدرة على الحركة
علاقتى بجيرانى المسيحيين فى حى شبرا جيدة واستقبلونى فى منازلهم عقب خروجى من السجن
بعد الحكم على الضباط الذين عذبونا بالبراءة أذاعوا علينا فى ميكروفون السجن أغنية فريد الأطرش "يا عوازل فلفلوا"
عصام القمرى كان أصغر أركان حرب فى الجيش وسمعته يقول عند موته "وعجلت إليك ربى لترضى"
عقب القبض علىّ أتوا بكل العساكر التى قمنا بالهروب منهم وأمروهم بأن يأخذوا حقهم منى سواء بالضرب أو السب والشتائم
لست نادماً على أفكارى ومبادئى التى آمنت بها واعتنقتها
مبارك اعتقل أحد أقاربه وقال لأمه بكل برود: اعتبرى أولادك الثلاثة اثنين فقط
محمد الأسوانى شخصية فريدة من نوعها وسط المعتقلين السياسين والتى تفردت بالتمرد على الظلم وخاصة وهى لا حول لها ولا قوة داخل جدران السجن وليس بأى سجن، فإنه العقرب شديد الحراسة ومن قبلة سجن ليمان طرة, ويعتبر الأسوانى أقدم معتقل سياسى فى مصر وقد قرر بعد خروجه من قفص السجن أن ينتقل وبكامل إرادته إلى قفص الزوجية، فقد تم عقد قرانه يوم الخميس الماضى بقاعة الرضوان بمسجد السلام بمدينة نصر وسط أقاربه وأصحابه وزملاء الزنزانة بالسجن والذين شاركوه فى أحلى لحظات العمر, والتى كان يتمناها منذ زمن طويل جدا وهو فى سن العشرين, ولكن شاءت الأقدار أن تمنحه الفرحة فى عمر الخمسة والخمسين وبعد قيام ثورة 25 يناير وتغير النظام السياسى المصرى وتولى الرئيس الدكتور محمد مرسى, فوسط كل هذه الأفراح كلل الله عز وجل صبر محمد الأسوانى على الظلم وعلى امتهان السجان بالنصر المبين والعزة لكل المعتقلين السياسيين الذين ظلموا وانتهكت كرامتهم فى ظل النظام الفاسد والبائد: "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعساً لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها". (سورة محمد الآية 7-10).
ومكث الأسوانى فى المعتقل أكثر من 30 عاما ودخل العديد من السجون أولها سجن استقبال طره، وكان ذلك أثر اغتيال السادات لاتهامه بالتخطيط لقتل الرئيس الراحل السادات وذلك لأنه كان صاحب خالد شوقى الإسلامبولى، حيث كان وقتها طالبا بكلية دارالعلوم بجامعة القاهرة, ويسكن بحى شبرا ثم تم سجنه فى ليمان طره، والذى قررالهروب منه هو وأصدقاؤه عصام قمرى وخميس أبو مسلم، عندما تم تكريم الضباط الذين قاموا بتعذيبهم.
وردا منهم على ما حدث من استفزاز لمشاعرهم التى كانت لا تهدأ منذ سماعهم الخبر, وثورة منهم على الظلم الذى تعرضوا له, حيث اتفقوا الثلاثة على "الهروب الكبير من ليمان طره"، وكانت قصة الرأى العام وجميع الصحف وقتها, وأثناء الهروب تم تعذيب أسرة محمد الأسوانى أشد أنواع التعذيب، حيث تم أخذ أخيه الأصغر طارق الأسوانى, وتم حبسه 15 سنة بسجن العقرب, ولم يرحم ضباط أمن الدولة أمه الضريرة وأخذوها بملابس النوم وأخته الصغيرة عبير والتى كان سنها لا يتعدى الاثنى عشر عاما, وتوفى أبوه الذى كان يعمل مدرسا حسرة على سجنه هو وأخوه، وما حدث لأمه وأخته.
وكان الأسوانى من أصول أسوانية لذلك أطلق عليه لقب الأسوانى من قبل جماعة الجهاد القديمة التى كان ينتمى إليها وأيضا من مباحث أمن الدولة, وأصيب محمد الأسوانى فى السجن بجلطة دماغية أصابته بالشلل فى اليد والقدم اليسرى, ووسط فرحة الأسوانى بانتقاله إلى قفص الزوجية، كان ل"المصريون" سبق الحصول على أول حديث منه للصحافة المقروءة.
حدثنى عن السيرة الذاتية لك.
اسمى محمد محمود محمد الأسوانى ولدت فى مدينة المنصورة فى عام 1957، وقضيت فترة الدراسة الابتدائية فى ليبيا، حيث كان والدى يعمل مدرسا هناك, وبعدها جئنا للقاهرة وأتممت المرحلة الإعدادية فيها, ثم ذهبنا إلى أسوان وأتممت هناك مرحلة الثانوية العامة, والتحقت بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، ثم التحقت أثناء وجودى بالسجن بكلية الآثار ثم كلية حقوق عين شمس ثم كلية تجارة ثم دراسات إسلامية، وتخصصت فى دراسة الاقتصاد الإسلامى وأخذت منه ماجستير اقتصاد إسلامى من جامعة القاهرة, وكنت أسكن مع الأسرة "بمنية السيرى" بالخلفاوى بشبرا.
ماذا كانت علاقتك بأصدقائك المسيحيين بحى شبرا قبل اعتقالك؟
فى الحقيقة كانت تربطنى بهم علاقة جيدة قوية, وأنا دينى علمنى أن الذى يحترمنى أحترمه, فلماذا أبغى عليه, ولم أر منه أى شىء، فانا لدى أصدقاء مسيحيين كثيرين وأقربهم منى كان عادل وليم، وكنا دائما مع بعضنا البعض ولنا ذكريات كثيرة فى منطقة الخلفاوى بشبرا، وأول ما خرجت من السجن ذهبت إلى شقتنا القديمة بشبرا وبمجرد معرفة عادل أنى خرجت من السجن نزل لى وسلم علىّ وضايفنى عنده فى شقته.
ما هو شعورك اليوم وأنت تدخل قفص الزوجية بإرادتك بعد خروجك من قفص السجن؟
أشعر أن الله عز وجل أكرمنى كثيرا جدا وخاصة بعد أن أتم نعمته علىّ بالزواج بعد خروجى من سجن العقرب والذى كنت لا أتصور أبدا أن أخرج منه, فأنا أشعر اليوم بأنى فى حلم جميل ولا أستطيع القيام منه أبدا.
ماذا تقول فى يوم زواجك لروح والدك ووالدتك وإخوتك؟
أقول لهم ارتاحوا فى قبوركم فقد ولى عهد الاستبداد والظلم وأشكر أخى طلعت الذى تحمل الكثير من الظلم من أجلى وأحتسبه عند الله من الصابرين وأيضا أشكر أختى عبير الصغيرة التى تحملت من أجلى الكثير والكثير ولكن نحن أسرة مؤمنة ونعرف جيدا أن الله عز وجل لن يتركنا أبدا, والحمد لله أنه منّ علينا بكل هذه الأفراح فنحمده ونشكره.
من الذى أثر فى مسيرتك وخاصة فى بداية التحاقك بالجماعة الجهادية القديمة؟
فى الحقيقة إننا جميعنا من أسرة متدينة والحمد لله، فوالدى رجل متدين وأمى أيضا كانت مدرسة بمدرسة النور والأمل وكانت متدينة جدا فتعلمت على أيديهم الصلاة والصوم والأخلاق الحميدة ومبادئ التدين السليم وهم أول من تعرفت منهم على مبادئ التدين وتأثرت بهم جدا من البداية.
لماذا لم يتم خروجك من المعتقل السياسى بعد تولى مبارك الحكم؟
لأنهم يعلمون جيدا أننى كنت لا أريد أن يتولى حسنى مبارك الحكم وبعد توليه رفضت بشدة حكم مبارك وكنت من أشد معارضيه لذلك رفضوا خروجى من السجن حتى بعد انتهاء المدة استمر حبسى فى سجن العقرب لهذا السبب ولم يتم إدراج اسمى فى المفرج عنهم.
متى تم القبض عليك لأول مرة؟ ولماذا؟
قبض علىّ بتهمة التخطيط لقتل السادات ولأنى كنت صاحب خالد شوقى الإسلامبولى، وكنا نتقابل دائما فى مسجد آدم بعين شمس فتم القبض علىّ, وسجنت فى سجن القلعة فى عهد وزير الداخلية النبوى إسماعيل وتم تعذيبى أشد أنواع التعذيب فى هذا السجن من المشى على البطن والتغطيس فى المياه وسكب المياه الباردة والساخنة على والضرب المبرح والشديد بجميع أنواع العصى وتشغيل المروحة فى وجهى وأنا مبلل وذلك لكسر كرامة الرجل ليصبح مسلوب الإرادة ويستطيعون التحكم فيه.
ما هو الدافع لتنفيذ عملية الهروب الكبير من سجن ليمان طره؟
القصة بدأت حين تم الحكم علىّ من قبل المستشار عبد الحميد عبد الغفار محمد ب 25 سنة فى قضية الجهاد الكبرى وكانت تضم العديد من القضايا منها قضية أحداث أسيوط, وبعض الأحداث التى حدثت بعد مقتل السادات وكان عبد الغفار محمد مقتنعا أشد الاقتناع بأن ضباط أمن الدولة أخذوا منا الاعترافات تحت التهديد والتعذيب الذى كان موجودا على أجسادنا وأثبتُّ ذلك، ولكن أصدرت محكمة أخرى بعد ذلك حكما ببراءة جميع الضباط فى هذه القضية، وهم اللواء محمد تاج ومحمد عبد الفتاح وصفوت جمال الدين وآخرون, ومنحهم جائزة حج وعمرة برغم أنهم قاموا بقتل إخواننا ودفنهم فى الصحراء، وبعد ذلك يكافئون على جريمتهم ويعيشون طلقاء دون أى عقوبة, ووزارة الداخلية قامت بترقية صفوت جمال الدين مأمور السجن، وكان أحد ضباط التعذيب وفوجئنا حينها بتشغيل ميكرفونات فى السجن وتشغيل أغنية فريد الأطرش "ما قالى وقولتلوا وباحلى وبوحتله يا عوازل فلفلوا"، وقام شاويش منهم بتهنئة الضباط اللذين قاموا بتعذيب فلان وفلان وبدا يسرد الأسماء بمن فيهم الذين قتلوا وماتوا من التعذيب فى ميكروفون السجن واستفزوا جميع المعتقلين بشكل رهيب.
من المشتركون معك فى تنفيذ عملية الهروب الكبير من ليمان طره ودور كل واحد فيهم؟
المشتركون معى فى تنفيذ عملية الهروب الكبير داخل سجن ليمان طره أنا والشيخ عصام قمرى والشيخ خميس مسلم, حيث قررنا أن نعطى مبارك ومعاونيه درسا لن ينسوه أبدا بعد الاستفزاز الشديد لنا فى السجن, فاتفقنا أنا وعصام قمرى وهو كان أصغر أركان حرب فى الجيش المصرى وخريج الكلية الحربية من مواليد الجيزة, وكان متخصصا فى عمل المفرقعات على أنه يقوم بعمل مادة كيميائية لها صوت شديد العلو وشديدة الضوء ولا يكون لها أثر تدميرى لمجرد الهروب وبدا يصنع المادة من حمض "الكبريتيك" وتجميعه من الكبريت والفحم ومن النترات التى كانوا يرشونها فى الأراضى الزراعية التابعة للسجن, وذلك لعمل قنبلة صوتية صغيرة وقام بتصنيع حوالى 12 قنبلة من هذا النوع, أما الشيخ خميس مسلم فإنه كان من الصاعقة وصول فى الجيش المصرى ودوره كان عمل سلم من الحبال للتسلق عليه أثناء عملية الهروب، وبالفعل نجح فى عمل سلم صاعقة واستغرقت الخطة حوالى 7 شهور وقمنا بتصنيع 6 قنابل مولوتوف, للدفاع عن أنفسنا وقت الهروب، أما أنا كان دورى تأمين الهروب من داخل ليمان طره.
احكِ لى خطة الهروب الكبير وكيف تمت من ليمان طره؟
فى الحقيقة تمت خطة الهروب من سجن ليمان طره كالآتى: بدأنا نقوم بعمل دائرة فى سقف الزنزانة باستخدام السنبك والشاكوش، وأيضا بعمل شباك فى جنب الحجرة القريب من باب الزنزانة وقمنا ببناء حيطة بالطوب صورية أمام الشباك، بحيث نستطيع هدم الحيطة بسهولة وبعدها قمنا بإعطاء العساكر مخدرا فى الشاى وقمنا بتنفيذ عملية الهروب، وفوجئت بالشيخ خميس والشيخ عصام خرجوا باستعمال سلم الصاعقة من خلال فاتحة السقف, وقاموا بفتح باب الزنزانة لى من الخارج وبقى فتح باب العنبر، فقام الشيخ خميس بتطيير ريشتين من كالون باب العنبر ليفتح بسهولة شديدة ولكننا انتظرنا حتى نام العساكر وهدأ الجو فى الثالثة فجرا وكنا بملابس السجن واتجهنا إلى غرفة الحرس لنأخذ ملابسهم العسكرية ونخلع ملابس السجن بعد تخديرهم, وأثناء الخروج، قام الشيخ عصام برمى بعض من قنابل الصوت والضوء للغلوشة وإرباك العساكر وبث الرعب بداخلهم لكى لا يطلقوا النار علينا واستطعنا الهروب من السجن بعد إلقاء جميع قنابل المولوتوف والصوت والضوء على السجن لإلهائهم عنا حتى نستطيع المضى بعيدا عن السجن.
بعد الهروب من سجن ليمان طره ماذا حدث وإلى أين تم الهروب؟
بعد الهروب من الليمان اتجهنا إلى طريق مصنع الأسمنت بطره ومنه إلى طريق كورنيش النيل، حيث وجدنا مركبا وقمنا بخلع ملابسنا فى هذه المركب ولم نحاول أن ندخل المعادى خوفا من غلقها علينا وعرضت عليهم فكرة اجتياز النيل إلى ناحية الجيزة فى منطقة "أم خنان" عند أحمد راشد أحد أصدقائنا فى الجماعة، وعرفنا ونحن فى الطريق أنهم عرفوا مكان الشيخ راشد، فاتجهنا إلى المنصورية بعد ثلاث ساعات من هروبنا إلى "منطقة الراهاوى" والتى اتجهنا منها إلى المنوفية، وحاولنا أن نتحدث فى التليفون فوجدنا صورنا فى الجرائد هناك فأسرعنا إلى الهروب مرة أخرى إلى القاهرة، حيث كنا نريد معالجة الشيخ خميس لأنه كان فى حالة إعياء شديدة جدا, وذهبنا إلى منطقة إمبابة وأخذنا شقة هناك وكان معنا ذخيرة وبنادق وبعض القنابل وبدأنا نقوم بالحراسة بالتبادل كل واحد 7 ساعات وخلال وجودنا بالشقة تم العثور علينا واقتحام الشقة من قوات الشرطة بقيادة اللواء نجم الدين وكسروا باب الشقة وكنا ملتزمين بخطة لمواجهتهم من الداخل للدفاع عن أنفسنا واستطعنا الهروب من الشقة وقمنا بالجرى على السلالم بسرعة فائقة وقوات الشرطة وراءنا, ثم دخلنا فى مدخل شارع جانبى فى منطقة الشرابية ثم فوجئت بالشيخ عصام قمرى وهو يصرخ بصوت عالٍ وتلا الشهادة وقال قول الله عز وجل "وعجلت إليك ربى لترضى"، وتبين بعد ذلك أن هناك قناصا من قوات الأمن كان متواجدا فى البلكونة الخلفية للجيران أصابه بطلقة نارية أثناء جريه فى الشارع مسرعا وزهقت روحه إلى ربها, وذهبنا أنا والشيخ خميس مسلم لصديق لى يدعى خالد فى بيته فى حدائق المعادى واتصلت بصديق لى هو الآن من "رجال الأعمال المعروفين" ليعطينى بعض الفلوس لندبر أنفسنا بها فجاء ومعه البوليس وأبلغ عنا، وتم قتل الشيخ خميس وأنا أصبت فى فخذى اليمنى وفى رأسى, واعتقدوا أننى توفيت وأدخلونى إلى المشرحة و"عملت نفسى ميت"، إلى أن وصلت إلى المستشفى، والجرائد كتبت "مصرع الأسوانى وشقيقه"، وهذا الخبر الذى أدى إلى وفاة والدى فور سماع الخبر.
ماذا فعلت معك الداخلية بعد القبض عليك عقب هروبك من ليمان طره؟
لقد قامت الداخلية بالانتقام منى أشد أنواع الانتقام وكأن أبواب جهنم فتحت علىّ من أفراد قوات الشرطة فتركونى حوالى سنتين أنام وأعيش على البلاط دون غطاء أو مخدة أو اى شىء وفيها جردل لقضاء الحاجة, وبعد القبض علىّ مباشرة انصب علىّ كل غضب الداخلية, عندما عرفوا أننى حى أرزق وتعرضت لكم من التعذيب والترويع وأهملوا فى علاجى حتى تركوا فى قدمى الرصاصة إلى حد أننى أصبت بعاهة مستديمة أدت إلى عدم تمكنى من السير على قدمى بسهولة حتى اليوم, وتنوعت صور التعذيب حيث أخذت إلى حجرة مظلمة وقاموا بتعذيبى بالصعق بالكهرباء والضرب على القدم بالفلكة وأمرونى بالوقوف على قدمى المتورمة من كثرة الضرب 7 أيام وإذا تحركت يمينا او شمالا ينهالون علىّ بالضرب, وتم وضعى بعد ذلك مع المساجين الجنائيين, وأتوا بكل العساكر التى قمنا بالهروب منهم وأمروهم بأن يأخذوا حقهم منى سواء بالضرب أو السب والشتائم, ووضعونى بعدها على مرتبة مبللة بالماء وبدأوا يضعون سلك الكهرباء فى أماكن حساسة فى الجسم وعلى الرأس, ثم قاموا بتعليقى من قدمى مثل الذبيحة.
بعد قضية الهروب الكبير والقبض عليك مرة أخرى.. ما هى التهم التى وجهت إليك بعد ذلك؟
وجدت نفسى متهما فى قضية عسكرية سميت إعلاميا ب "طلائع الفتح خمسة"، وكان رئيس المحكمة اللواء وجدى الليثى وتم الحكم على فيها ب 10 سنوات, فكلما اقترب موعد خروجى من السجن كان نظام مبارك يبتكر لنا قضية أخرى دون تحقيق نيابة أو أدلة أو أى شىء, بحيث يعطينا أحكاما أخرى ولا نستطيع الخروج من السجن, وأيضا وجهت لى تهمة "تسريب معلومات عسكرية", وقضيت فيها 15 سنة حتى خروجى منه.
ما هى الأمراض والإصابات التى أصبت بها فى سجن العقرب؟
فى واقع الأمر، منذ الأحداث التى مرت على من تعذيب ومعاملة قاسية أصبت بأمراض كثيرة منها السكر وارتفاع ضغط الدم وأخيرا أصبت بجلطة دماغية أصابتنى بشلل فى النصف الأيمن من الجسم وآثارها على حتى اليوم وذلك من الأحداث السيئة والمتلاحقة على فى سجن العقرب، حيث كنت كل يوم أستيقظ من النوم على موت أحد زملائى فى الزنازين المجاورة فكنت كل يوم أنتظر الموت بشجاعة وصبر.
هل ندمت على كل ما حدث بسبب ما اعتنقته من أفكار؟
بالعكس لم أندم أبدا على أفكارى ومبادئى التى تعلمتها واعتنقتها وتعذبت من أجلها كل هذا العذاب ولكن الله سبحانه وتعالى عوضنى بانتصار الثورة وإبادة الظالمين والفاسدين من حكم مصر وهذا دليل قاطع على أننا كنا على خير وعلى بينة وعلى يقين بأن الله عز وجل سينصرنا مهما طال الوقت.
ترددت إشاعات مفادها بأن أحد أقارب مبارك كان مسجونا معكم ما مدى صحة هذا الكلام؟
ليست إشاعة، بل حقيقة، فقد سجن معى أحد أقارب مبارك بالفعل، واسمه عبد الرحيم عبد الغفار والذى دخل السجن بتهمة قلب نظام الحكم فى قضية طلائع الفتح وكان من نفس عائلته, ومواليد كفر مصلحة منوفية، واستجارت أمه بمبارك أثناء زيارته فى افتتاح مدرسة هناك, فقال لها عندك كام ولد ردت قائلة: ثلاثة, قال لها اعتبريهم اثنين بمنتهى البرود, وقضى فى السجن 15 عاما بسجن العقرب, ولم يخرجه من السجن إلا بعد الثورة.
ما هو شعورك بعد بحدوث ثورة 25 يناير ومن تعتقده مسئولا عن قيام الثورة؟
أعتقد أن المسئول الأول عن قيام ثورة 25 يناير هو الظلم الشديد الذى تعرض له الناس فى مصر, من بلطجية وأطفال شوارع وعدم وجود لقمة العيش وسلب الحرية، هذا كله أدى إلى قيام الثورة, ولا كنا نصدق ونحن فى السجن أن الثورة ستقوم فى مصر على غرار ما حدث فى تونس أبدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.