حزب الوفد يحيي ذكرى رحيل سعد زغلول ومصطفى النحاس (صور)    عمدة "هوداك" برومانيا يكرم طلاب جامعة سيناء الفائزين بالجائزة الذهبية في مهرجان الفلكلور الدولي    اتحاد المقاولين يطالب بوقف تصدير الأسمنت لإنقاذ القطاع من التعثر    الخارجية الجزائرية: المجاعة بقطاع غزة خيار سياسي ونتاج تخطيط وتدبير الكيان الصهيوني    نهائي السوبر السعودي، الأهلي والنصر يتعادلان 2-2 بالوقت الأصلي ويحتكمان لركلات الترجيح (صور)    بمشاركة فريق مصري.. تعرف على المشاركين في البطولة العربية للأندية لليد    محافظ سوهاج يتابع حادث غرق الطالبات ب شاطئ العجمى في الإسكندرية    نائب وزير السياحة وأمين المجلس الأعلى للآثار يتفقدان أعمال ترميم المواقع بالإسكندرية    بدون أنظمة ريجيم قاسية، 10 نصائح لإنقاص الوزن الزائد    الإتجار في السموم وحيازة خرطوش.. جنايات شبرا تقضي بسجن متهمين 6 سنوات    وزير الصحة الفلسطيني: فقدنا 1500 كادر طبي.. وأطباء غزة يعالجون المرضى وهم يعانون من الجوع والإرهاق    مذكرة تفاهم بين جامعتي الأزهر ومطروح تتضمن التعاون العلمي والأكاديمي وتبادل الخبرات    إسلام جابر: لم أتوقع انتقال إمام عاشور للأهلي.. ولا أعرف موقف مصطفى محمد من الانتقال إليه    إسلام جابر: تجربة الزمالك الأفضل في مسيرتي.. ولست نادما على عدم الانتقال للأهلي    تفعيل البريد الموحد لموجهي اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بالفيوم    مصر القومي: الاعتداء على السفارات المصرية امتداد لمخططات الإخوان لتشويه صورة الدولة    إزالة لمزرعة سمكية مخالفة بجوار "محور 30" على مساحة 10 أفدنة بمركز الحسينية    استقالات جماعية للأطباء ووفيات وهجرة الكفاءات..المنظومة الصحية تنهار فى زمن العصابة    صور.. 771 مستفيدًا من قافلة جامعة القاهرة في الحوامدية    وزير العمل يتفقد وحدتي تدريب متنقلتين قبل تشغيلهما غدا بالغربية    «المركزي لمتبقيات المبيدات» ينظم ورشة عمل لمنتجي ومصدري الطماطم بالشرقية    50 ألف مشجع لمباراة مصر وإثيوبيا في تصفيات كأس العالم    "قصص متفوتكش".. رسالة غامضة من زوجة النني الأولى.. ومقاضاة مدرب الأهلي السابق بسبب العمولات    مصر ترحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية    وزير الدفاع الأمريكي يجيز ل2000 من الحرس الوطني حمل السلاح.. ما الهدف؟    وزارة النقل تناشد المواطنين عدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه أثناء غلقها    «لازم إشارات وتحاليل للسائقين».. تامر حسني يناشد المسؤولين بعد حادث طريق الضبعة    وزير خارجية باكستان يبدأ زيارة إلى بنجلاديش    وفاة سهير مجدي .. وفيفي عبده تنعيها    مؤسسة فاروق حسني تطلق الدورة ال7 لجوائز الفنون لعام 2026    قلق داخلي بشأن صديق بعيد.. برج الجدي اليوم 23 أغسطس    غدا.. قصور الثقافة تطلق ملتقى دهب العربي الأول للرسم والتصوير بمشاركة 20 فنانا    تم تصويره بالأهرامات.. قصة فيلم Fountain of Youth بعد ترشحه لجوائز LMGI 2025    تكريم الفنانة شيرين في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته ال41    موعد إجازة المولد النبوي 2025.. أجندة الإجازات الرسمية المتبقية للموظفين    كيف تكون مستجابا للدعاء؟.. واعظة بالأزهر توضح    الغربية: حملات نظافة مستمرة ليلا ونهارا في 12 مركزا ومدينة لضمان بيئة نظيفة وحضارية    "التنمية المحلية": انطلاق الأسبوع الثالث من الخطة التدريبية بسقارة غدًا -تفاصيل    رئيس «الرعاية الصحية»: تقديم أكثر من 2.5 مليون خدمة طبية بمستشفيات الهيئة في جنوب سيناء    الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدّمت 59 مليون خدمة طبية مجانية خلال 38 يوما    فحص وصرف العلاج ل247 مواطنا ضمن قافلة بقرية البرث في شمال سيناء    رغم تبرئة ساحة ترامب جزئيا.. جارديان: تصريحات ماكسويل تفشل فى تهدئة مؤيديه    نور القلوب يضىء المنصورة.. 4 من ذوى البصيرة يبدعون فى مسابقة دولة التلاوة    محاضرة فنية وتدريبات خططية في مران الأهلي استعدادًا للمحلة    طقس الإمارات اليوم.. غيوم جزئية ورياح مثيرة للغبار على هذه المناطق    ضبط وتحرير 18 محضرا فى حملة إشغالات بمركز البلينا فى سوهاج    محافظ أسوان يتابع معدلات الإنجاز بمشروع محطة النصراب بإدفو    8 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية    مصر تستضيف النسخة الأولى من قمة ومعرض "عالم الذكاء الاصطناعي" فبراير المقبل    تحرير 125 محضرًا للمحال المخالفة لمواعيد الغلق الرسمية    الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 23-8-2025 في محافظة قنا    إعلام فلسطينى: مصابون من منتظرى المساعدات شمال رفح الفلسطينية    حسن الخاتمة.. وفاة معتمر أقصري أثناء أدائه مناسك الحج    تنسيق الجامعات 2025| مواعيد فتح موقع التنسيق لطلاب الشهادات المعادلة    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    «مياه الأقصر» تسيطر على بقعة زيت فى مياه النيل دون تأثر المواطنين أو إنقطاع الخدمة    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الاسواني أقدم سجين سياسي في مصر يگشف أسرار »جهنم المبارگية«
مصر كانت في »سجن كبير«

ظللت 15 سنة بدون أي زيارة وقضيت معظم فترة احتجازي في زنزانة انفرادية
ثورة 25 يناير أحيت الأمل من جديد وأنقذت مصر من الغيبوبة
تخيل نفسك داخل زنزانة انفرادية تقضي فيها 31 عاما من احلي سنوات عمرك بالتمام والكمال .. تخيل نفسك تتعرض لشتي صنوف القهر والتعذيب والاذلال لا لشئ ارتكبته سوي انك كبش فداء يتم الصاق التهم اليك ..
تخيل نفسك وانت تعاني الامرين وتصاب بالامراض الواحدة تلو الاخري وبعد ان تدخل السجن شابا سليما معافا تخرج عجوزا قعيدا مشلولا .
تخيل نفسك وقد تفنن الجلادون والظالمون علي ان يذوقك العذاب صنوفا شتي وان يجبروك ان تسجد لصورة " صاحب الضربة الجوية " كما كان يطلق عليه واذا رفضت السجود كان مصيرك ان يتم اغراقك في بالوعة الصرف الصحي كي تسبح بحمد مبارك .
تخيل بعد ان تضيق عليك الدنيا وتظن انك لن تري النور من جديد تأتي ثورة 25 يناير لتحيي فيك الامل من جديد وتتذوق طعم الحرية .. نعم ضاعت زهرة شبابك واجمل فترات عمرك ولكن عادت مصر من جديد الي المصريين بعد فترة احتلال طويلة .. اغمض عينيك لن نقول لك حاول ان تنسي وتبدأ صفحة جديدة فصفحات العمر الباقية ليست كثيرة ولكن كل ما نطلبه ان ترفع يديك الي مولاك وتطلب منه القصاص وان يكتب لمصر مستقبل مشرق ..
تخيل وتخيل وتخيل .. انك محمد الاسواني أقدم سجين سياسي في مصر والذي دخل السجن في نوفمبر 1981 بعد شهر من تولي مبارك الحكم وخرج من السجن بعد اشهر من تنحيه علي الحكم ..
عاش فترة حكم مبارك رهن الاعتقال والتعذيب والقهر لم يري اسرته طيلة 15 عاما كاملة خرج ليجد ظالمه وجلاده يحاكم علي جرائمه وفساده وقتله لابناء شعبه .. رفع يديه الي السماء وقال يارب " تمهل ولا تهمل " يارب بحق من افسدهم وظلمهم ويتم ابناءهم ورمل نساءهم ان ترينا فيه عجائب خلقك وان تذقه الذل كما أذاقه لشعبه طيلة 30 عاما ..
الان انت جالسا في حضرة اقدم سجين سياسي في مصر .. يكشف عالم السجون الموحشة يلقي الضوء علي دنيا اخري صنعها النظام الفاسد .. عالم ما وراء الشمس حيث جهنم المباركية التي لم ترحم صغيرا او كبيرا طفلا او شيخا رجلا او امراة .. فالقلوب تحجرت والقساة لا يعرفون معني الرحمة .. ذهبنا الي منزله البسيط المتواضع في حلمية الزيتون جالسا علي كرسيه المتحرك بعد ان نالت الامراض منه فأصيب بالشلل ولكن قلبه لا يزال ينبض بالحب لمصر مؤكدا انه لم يشك لحظة واحدة في نصر الله واعاد له شباب مصر الامل من جديد .تعالوا نقرأ معا ماذا قال محمد الاسواني :
في البداية من هو محمد الاسواني ؟
- اسمي محمد محمود محمد صالح ولكن قام الامن بتسميتي محمد الاسواني تمييزا لي عن باقي السجناء لاني بلدي اسوان .
31 سنة بالتمام والكمال قضيتها داخل السجن حدثنا عن ظروف وملابسات اعتقالك ؟
- دخلت السجن في 16 نوفمبر بعد شهر من تولي مبارك الحكم هو الان في السجن وانا خارجه .. ظللت 30 سنة في السجن قضيت فترة طويلة في زنزانة انفرادية ولم يتم السماح باحد بالسكن معي الا بعد اصابتي بجلطة ..كنا شباب متحمس نظن ان بايدينا تغيير الاوضاع السيئة في البلاد ولم تكن كلمة مستحيل موجودة في قاموسنا .. كانت قدراتنا محدودة ولكن الرغبة في التغيير كانت بداخلنا خرجنا في مظاهرات عقب اتفاقية كامب ديفيد .. نجحنا في قهر امريكا في حرب 1973 بتوفيق المولي عز وجل .. وبعد هذا النصر الكبير فؤجئنا بايقاف الحرب واعلان اتفاقية السلام كنا نظن ان السادات يخادع اسرائيل ولكن اكتشفنا انه مصر علي موقفه بالسلام الوهمي رغم الصراع الابدي .. لم يعجبنا كشباب ذلك وخرجنا في مظاهرات داخل جامعة القاهرة وكنا نهتف غير راضين علي الوضع .. فوجئنا بتعامل امني قمعي وتلقيت علقة ساخنة كنت اؤمن بداخلي ان اسرائيل دائما وابدا اهل جدل ومكر ولا يؤتمنون علي شئ ..ولكن الحق يقال بالرغم من سلبيات السادات الا انه كانت له ايجابيات فهو صانع النصر في حرب 1973 بعكس سياسة عبد الناصر الذي فرق الجيش المصري في دول عديدة وعندما استدعاهم حدثت الهزيمة الساحقة في 1967 بينما السادات كان ذو عقلية عسكرية راقية ولكنه في الوقت الذي حقق فيه اروع انتصار ارتكب اكبر خطأ سياسي بتوقيعه لاتفاقية السلام .. بعد ذلك عملنا مظاهرات متواصلة اعتراضا علي اتجاه السادات للصلح مع اسرائيل وبعد اعوام وقعت الثورة الاسلامية في ايران وكانت معلوماتنا عن الثورة الاسلامية الايرانية بسيطة للغاية وكنا معجبين بالامام الخوميني ونضاله لتصميمه العجيب وبعد ذلك هرب الشاه وفوجئنا باستقباله في مصر وتساءلنا لماذا وافق السادات علي ذلك ؟.. جاء الشاه واذكر اننا كنا نهتف في الشوارع بشعارات ضد وجوده .. كانت مظاهراتنا واعتراضاتنا متواصلة ..خرجت الجامعة عن بكرة ابيها وانضم الينا العمال والمارة وفوجئنا بالامن المركزي يتدخل بعنف شديد وتعرض عدد كبير من الطلبة لاعتداءات بالضرب .
ولكن هل قمت بتسليم نفسك بعد القبض علي اسرتك ؟
- لم اقم بتسليم نفسي .. ولم اكن امتلك الجرأة لذلك لانني احسست اني لا اتعامل مع بشر لا يعرفون الرحمة .. كنت عند احد زملائي وكنت ابحث عن عمل ووعدني بانه سيبحث عن شغل لي .. وذات ليلة كان الامن يراقب هذا الرجل لانه كان يبحث عن رجل اخر .. وبعد التعذيب الشديد اعترف الزميل المراقب انه علي موعد معي غدا وبالفعل قام الامن بتجهيز كمين لي من اجل الايقاع بي وفوجئت بزميلي الذي تعرض لتعذيب رهيب بسببي يقابلني ولكن تم القبض علي وايداعي سجن القلعة.
مشوارك مع السجون ؟
- البداية مع سجن القلعة الذي تحول حاليا الي متحف وكان سجنا موحشا رهيبا تعرضت فيه لاقسي درجات التعذيب .. تم خلع ضوافري وكهربتي وحرماني من النوم ..كي اصاب بالجنون ..اخي شقيقي كان في الثانوية العامة دخل السجن لمدة 21 سنة .. كان الامن يقوم باقتياد اخي بدلا مني وكان يتعرض للتعذيب بدلا مني ..كان التعذيب مهولا لا يمكن وصفه .. كانت السجون اشبه بسلخانات تمارس فيه كل انواع التعذيب سواء تجاه السجناء او اهليهم وذويهم ..
حدث معنا كل ما تتخيله .. حفلات تعذيب يومية تمارس كل ما يمكن تخيله ..حدث .. الشيخ نبيل المغربي كان يتم حبسه في حجرة المياه ومن اجل اهانته يتم كلبشته من يديه ورجليه ويتم امر السجناء بقضاء حاجتهم عليه وهو مكبل بالاغلال .. كان انتهاكا للادمية لا مثيل له.. ظنوا انهم فوق البشر .. كانت سلطاتهم رهيبة ولم يكن يردعهم أحد .. لم يكن يسألهم احد .
بعد فترة زمنية مكثتها في سجن القلعة وقدمت للمحكمة وتم نقلي من سجن القلعة الي سجن الاستقبال بطرة ومكثت هناك ثلاث سنوات .الله يمهل الظالم واذا تركه لا يهمله .. مثلما حدث لمبارك دعوات اسر من ظلمهم مبارك طيلة 30 سنة .. زرت معظم سجون مصر .. سجن الاستقبال والقناطر والقلعة وليمان طرة والعقرب والمرج وابو زعبل .. وفي سجن المرج كانوا يجبرونني علي الحج حول مكتب امن الدولة .
وماذا عن قضية الهروب الشهيرة ؟
- كانت هناك ما يسمي بحفلات التعذيب المنظم كلما حدثت مشكلة او مصيبة في مصر نتعرض للتعذيب .. وكنا نتصور بالفيديو اثناء تعرضنا للضرب من اجل المزيد من الاهانة كانوا يدخلون علينا مجموعات من اجل التمثيل بنا .. تعرضنا لصنوف شتي من التعذيب لذا فكرنا في الهروب خاصة بعد ان قام المستشار عبد الغفار محمد احمد باحالة 60 ضابطا للتحقيق معهم لانهم شاركوا في التعذيب واكراه المتهمين وتم احالتهم الي محكمة الجنايات ومن اول جلسة حصلوا علي البراءة ووقتها فوجئنا بميكرفون المسجد يذيع اغنية فريد الاطرش يا عوازل فلفلوا " وشعرنا بمهانة عظيمة لان من عذبنا يتم تبرئتهم بل وتم تكريمهم من قبل مبارك الذين منحهم اوسمة ونياشين ورحلات حج وعمرة علي نفقة الدولة .. وتوعدونا بتشديد التعذيب لذا كان التفكير في الهروب من التعذيب المنظم الذي كان يمارس ضدنا ...
قبل الحديث عن كيفية الهروب كيف كانت الاوضاع داخل السجن ؟
كنا في سجن ابو زعبل تتم التفرقة في المعاملة حتي نكره بعض .. كان يتم وضع صورة كبيرة لمبارك واحد الضباط معه عصاة ويأمرنا بالسجود لمبارك ومن يفعل يمر بسلام ومن يرفض يتم وضعه في بالوعة بها فضلات الاخراج ويتم اغراقه فيها وبعد ذلك اجباره علي الزحف 500 متر علي البطن والضرب علي الظهر ثم الوصول الي زنزانة ضيقة للغاية مساحتها 170 في 60 سم فيها سبعة افراد فقط كنا ننام وقوفا او مستندين علي الحائط .. السجود لصورة مبارك كانت عادة يومية .. عشرات بل مئات كانت هناك لقيت حتفها في السجون بسبب وطاة التعذيب .. كانت جثث السجناء تخرج مثل الواح الثلج كانت اخر كلمات أحدهم قبل صلاة المغرب كان يشكو من عدم قدرته علي الاكل رغم جوعه فعرضت عليه رغيف خبز زائد لم اكله بسبب مرضي بالسكر وعرضت عليه العدس الذي عندي .. وبعدها بساعة عندما حانت صلاة العشاء ناديت عليه فلم يجب وكانت الزنازين لا تفتح الا في حالتين التحقيق او حملة تفتيش للتعذيب بخلاف ذلك لم تكن تفتح وكان يتم ادخال الاكل والشرب عبر فتحة في الباب ..
وكيف نجحتم في الهروب ؟
- بأقل الامكانيات .. كان معي رائد اركان حرب وكان يتمتع بامكانيات عقلية رهيبة وفؤجئت به يطلب كل ملابسي فاعطيتها له هي وملابس زملائي في سجن ليمان طرة .. وقام بتقطيع الملابس وعملوه فردتين حبل طوله 13 مترا وعمل عقد منها ونجح في صنع سلم تدربنا عليه واتفقنا علي الهروب سويا وبخبراته كرجل عسكري قام بالاستفادة من الكبريت الذي يباع في كانتين السجن وتمكن من شراء عدد كبير من علب الكبريت .. وحصل علي سماد الفوسفات الذي كان يستخدم في زراعة الارض وذهب الي فرن السجن وحصل علي خشب متفحم واستطاع بفضل خبرته في ابتكار قنابل صوت ودخان واستخدمنا تلك الامكانيات البدائية في الهروب .. القينا بتلك القنابل فاثارت الرعب داخل السجن فالقيناها علي السطوح كي لا يرانا الحارس اعلي البرج .. وتم القاء السلم علي الحديد وبالفعل صعد الشيخ عصام علي السلم بسرعة تلاه الشيخ خميس وبعدها انا وبعد ذلك جاءت كتيبة طرة مسرعة نحونا كنا نرتدي ملابس السجن الزرقاء ولكنها تحولت الي اللون الكاكي بسبب الكلور .. وتحولت ملابسنا واصبحت مقاربة للعساكر .. خرجنا من باب السجن العمومي ومنها الي محطة المترو ثم كوسيكا عام 1988 الساعة الثالثة فجرا وكنا حريصين علي عدم اصابة احد بأذي حتي لا ينتقم ضباط السجن من السجناء .. تمكن 3 من الهروب وفشل الرابع .. كان يوجد مراكب في البحر وطلبنا من احداها المرور الي البر التاني فرفض في البداية ولكن عندما منحناه 50 جنيها وافق علي العبور بنا الي البر التاني ووصلنا الي جزيرة طموم ثم توجهنا الي المنيب كنا نري تواجدا امنيا كثيفا الي ان وصلنا المنيب ووجدنا الطريق مزدحما ثم توجهنا الي العمرانية وانقذتنا ملابسنا من نقاط التفتيش .. الشيخ خميس تعرض لضربة شمس شديدة .. وكنا في حيرة ماذا نفعل .. وبحثت عن اي طبيب وذهبت الي حي شبرا وقابلت زميلي محمد سعد عثمان الذي لقي مصرعه في السجن .. وابتلي بالسرطان رغم صغر سنه .. بعد مقابلتي له وعدنا بتوفير مكان له في شقة احد زملائه وهو خالد بخيت وسوف يحضر لنا طبيب .. وكان اول قرار لزكي بدر بعد هروبنا هو اغتيالنا نحن الثلاثة وبالفعل تم تمشيط المنطقة بحثا عنا .. واثناء تواجدنا في الشرابية كانوا يقبضون علي الملتحين بالمنطقة .. حيث تم القبض علي احد الاشخاص الذي اعترف علي خالد بخيت وذهبوا الي شقته التي كنا نختبئ بها .. وتم فرض كمين علي الشقة ومحاصرتها بعربات الامن المركزي والمدرعات .. ولم يكن لدينا فرصة للهرب وقدمت للمحكمة وحصلت علي حكم 12 سنة ليضيفوا لي 32 سنة التي حصلت عليها لتكون مدة العقوبة 44 سنة .
وماذا عن قضية طلائع الفتح التي تم اتهامك فيها ؟
كانت هناك مجموعة من الشباب عددهم 44 كانوا يراعوا اسر السجناء وهي القضية المعروفة اعلاميا ب" طلائع الفتح " منهم جمال شهري عرف ان الشيخ نبيل المغربي عنده بنت علي مشارف الزواج وتقدم لها نبيل المغربي حصل نبيل المغربي علي المؤبد كذلك العريس ايضا تم الحكم عليه بالمؤبد كما تم الحكم علي وفي ذلك واقعة طريفة عام 1995 فبعد القاء الاحكام علي السجناء وكنت وقتها قد اصبت بجلطة وفوجئت بعدم الحكم علي فذهب المحامي منتصر الزيات الي القاضي يستفسر عن عقوبتي فسأل القاضي فلم يجد اسمي فرفع سماعة الهاتف واتصل باحد الاشخاص وسأل عن الحكم فقام الطرف الاخر باملائه 10 سنوات فتعجب منتصر الزيات وسأله فاجابه انه مع الرأفة بسبب الشلل وبذلك تبلغ مجموع الاحكام التي حصلت عليها الي 54 سنة حتي لا افكر في الخروج نهائيا من السجن.
كيف عشتم ايام وليالي ثورة 25 يناير التي قادها شباب مصر وشارك فيها شعبها؟
- شباب ثورة 25 يناير هم الثائرون علي الظلم والقهر والبطش .. الشباب عاني كثيرا بسبب البطالة والظلم.. الناس عانت كثيرا .. عندما سمعنا خبر قيام الثورة وتظاهرات الشباب كنا نشعر بالامل ولكن كنا نخاف من ان يؤدي الي لا شئ كما حدث كثيرا من قبل وان نظام مبارك أقوي .. كنا نترقب في السجن ما يحدث بالخارج .. حدث انفلات امني والسجناء الجنائيون احضروا بلدوزر وقاموا بهدم جزء من السجن وتعامل معهم الامن بعنف والجثث كانت كثيرة للغاية .
كنا نترقب ايام الثورة واحداثها المتلاحقة اصبنا بالملل وشعرت بألم شديد وفجأة سمعت صيحات فرحة عارمة والسجناء يرددون بفرحة هستيرية.. مبارك تنحي .. تملكني شعور غريب عجزت عن البكاء وعن الفرحة .. دقات قلبي مسرعة واسرعت الي سريري ونمت كنت اظن انني احلم .. استيقظت وسألت من حولي هل تنحي مبارك ؟ فاجابوني بنعم ايقنت وقتها انني اعيش واقعا جميلا .. مبارك كان رجلا عنيدا كارها لنفسه .
كيف تري محاكمته الان ؟
اتمني ان يصدر بضده حكم عادل لانه اذل شعبه 30 عاما ووضع مصر في سجن كبير ولابد من القصاص للشهداء الذين اغتالتهم طلقات ورصاص الامن من قبل القناصة.
حدثنا عن تفاصيل يوم الافراج عنك ؟
- لم اكن مصدقا ما يحدث حولي .. اول مرة اري النور انا ومصر بعد 30 سنة عاشتها في غيبوبة .. جاء الافراج من قبل النائب العام الذي لم يكن متخيلا حالتي الصحية السيئة .
ماذا تقول لمبارك وحبيب العادلي ورموز النظام السابق ؟
- ظلمتوا كثيرا وظننتم ان الله يمهلكم ولكنه لم يهملكم .. لماذا قضي مبارك فترة محبسه في مستشفي شرم الشيخ الفخم.. هل حالته الصحية والطبية افضل مني فقد عانيت من ارتفاع شديد في ضغط الدم والسكر وشلل نصفي في الجانب الايمن ضمور بالكلي اليسري وضيق في الشريان تضخم بالكبد وحصوات اما هو فيدعي المرض كي يظل في مكانه ..انه شخص اجرم في حق شعبه 30 عاما ..
سؤال اخير هل تنوي الزواج ؟
- اتمني ان اجد ابنة الحلال التي توافق علي الزواج مني رغم ظروفي الصحية الصعبة تلك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.