وانج يي ل بلينكن: على أمريكا عدم التدخل في شؤون الصين الداخلية وعدم تجاوز الخطوط الحمراء    توقعات مخيبة للأمال لشركة إنتل في البورصة الأمريكية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 17 مسجداً جديداً    مسؤول أمريكي: واشنطن تستعد لإعلان عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    بداية موجة شتوية، درجات الحرارة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024 في مصر    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    إسرائيل تدرس اتفاقا محدودا بشأن المحتجزين مقابل عودة الفلسطينيين لشمال غزة    جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة للحرب على غزة    900 مليون جنيه|الداخلية تكشف أضخم عملية غسيل أموال في البلاد.. التفاصيل    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    شعبة أسماك بورسعيد: المقاطعة ظلمت البائع الغلبان.. وأصحاب المزارع يبيعون إنتاجهم لمحافظات أخرى    المستهدف أعضاء بريكس، فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن الدولار    «جريمة عابرة للحدود».. نص تحقيقات النيابة مع المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة    ماجد المصري عن مشاركته في احتفالية عيد تحرير سيناء: من أجمل لحظات عمري    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    أحمد سليمان يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الاسواني أقدم سجين سياسي في مصر يگشف أسرار »جهنم المبارگية«
مصر كانت في »سجن كبير«

ظللت 15 سنة بدون أي زيارة وقضيت معظم فترة احتجازي في زنزانة انفرادية
ثورة 25 يناير أحيت الأمل من جديد وأنقذت مصر من الغيبوبة
تخيل نفسك داخل زنزانة انفرادية تقضي فيها 31 عاما من احلي سنوات عمرك بالتمام والكمال .. تخيل نفسك تتعرض لشتي صنوف القهر والتعذيب والاذلال لا لشئ ارتكبته سوي انك كبش فداء يتم الصاق التهم اليك ..
تخيل نفسك وانت تعاني الامرين وتصاب بالامراض الواحدة تلو الاخري وبعد ان تدخل السجن شابا سليما معافا تخرج عجوزا قعيدا مشلولا .
تخيل نفسك وقد تفنن الجلادون والظالمون علي ان يذوقك العذاب صنوفا شتي وان يجبروك ان تسجد لصورة " صاحب الضربة الجوية " كما كان يطلق عليه واذا رفضت السجود كان مصيرك ان يتم اغراقك في بالوعة الصرف الصحي كي تسبح بحمد مبارك .
تخيل بعد ان تضيق عليك الدنيا وتظن انك لن تري النور من جديد تأتي ثورة 25 يناير لتحيي فيك الامل من جديد وتتذوق طعم الحرية .. نعم ضاعت زهرة شبابك واجمل فترات عمرك ولكن عادت مصر من جديد الي المصريين بعد فترة احتلال طويلة .. اغمض عينيك لن نقول لك حاول ان تنسي وتبدأ صفحة جديدة فصفحات العمر الباقية ليست كثيرة ولكن كل ما نطلبه ان ترفع يديك الي مولاك وتطلب منه القصاص وان يكتب لمصر مستقبل مشرق ..
تخيل وتخيل وتخيل .. انك محمد الاسواني أقدم سجين سياسي في مصر والذي دخل السجن في نوفمبر 1981 بعد شهر من تولي مبارك الحكم وخرج من السجن بعد اشهر من تنحيه علي الحكم ..
عاش فترة حكم مبارك رهن الاعتقال والتعذيب والقهر لم يري اسرته طيلة 15 عاما كاملة خرج ليجد ظالمه وجلاده يحاكم علي جرائمه وفساده وقتله لابناء شعبه .. رفع يديه الي السماء وقال يارب " تمهل ولا تهمل " يارب بحق من افسدهم وظلمهم ويتم ابناءهم ورمل نساءهم ان ترينا فيه عجائب خلقك وان تذقه الذل كما أذاقه لشعبه طيلة 30 عاما ..
الان انت جالسا في حضرة اقدم سجين سياسي في مصر .. يكشف عالم السجون الموحشة يلقي الضوء علي دنيا اخري صنعها النظام الفاسد .. عالم ما وراء الشمس حيث جهنم المباركية التي لم ترحم صغيرا او كبيرا طفلا او شيخا رجلا او امراة .. فالقلوب تحجرت والقساة لا يعرفون معني الرحمة .. ذهبنا الي منزله البسيط المتواضع في حلمية الزيتون جالسا علي كرسيه المتحرك بعد ان نالت الامراض منه فأصيب بالشلل ولكن قلبه لا يزال ينبض بالحب لمصر مؤكدا انه لم يشك لحظة واحدة في نصر الله واعاد له شباب مصر الامل من جديد .تعالوا نقرأ معا ماذا قال محمد الاسواني :
في البداية من هو محمد الاسواني ؟
- اسمي محمد محمود محمد صالح ولكن قام الامن بتسميتي محمد الاسواني تمييزا لي عن باقي السجناء لاني بلدي اسوان .
31 سنة بالتمام والكمال قضيتها داخل السجن حدثنا عن ظروف وملابسات اعتقالك ؟
- دخلت السجن في 16 نوفمبر بعد شهر من تولي مبارك الحكم هو الان في السجن وانا خارجه .. ظللت 30 سنة في السجن قضيت فترة طويلة في زنزانة انفرادية ولم يتم السماح باحد بالسكن معي الا بعد اصابتي بجلطة ..كنا شباب متحمس نظن ان بايدينا تغيير الاوضاع السيئة في البلاد ولم تكن كلمة مستحيل موجودة في قاموسنا .. كانت قدراتنا محدودة ولكن الرغبة في التغيير كانت بداخلنا خرجنا في مظاهرات عقب اتفاقية كامب ديفيد .. نجحنا في قهر امريكا في حرب 1973 بتوفيق المولي عز وجل .. وبعد هذا النصر الكبير فؤجئنا بايقاف الحرب واعلان اتفاقية السلام كنا نظن ان السادات يخادع اسرائيل ولكن اكتشفنا انه مصر علي موقفه بالسلام الوهمي رغم الصراع الابدي .. لم يعجبنا كشباب ذلك وخرجنا في مظاهرات داخل جامعة القاهرة وكنا نهتف غير راضين علي الوضع .. فوجئنا بتعامل امني قمعي وتلقيت علقة ساخنة كنت اؤمن بداخلي ان اسرائيل دائما وابدا اهل جدل ومكر ولا يؤتمنون علي شئ ..ولكن الحق يقال بالرغم من سلبيات السادات الا انه كانت له ايجابيات فهو صانع النصر في حرب 1973 بعكس سياسة عبد الناصر الذي فرق الجيش المصري في دول عديدة وعندما استدعاهم حدثت الهزيمة الساحقة في 1967 بينما السادات كان ذو عقلية عسكرية راقية ولكنه في الوقت الذي حقق فيه اروع انتصار ارتكب اكبر خطأ سياسي بتوقيعه لاتفاقية السلام .. بعد ذلك عملنا مظاهرات متواصلة اعتراضا علي اتجاه السادات للصلح مع اسرائيل وبعد اعوام وقعت الثورة الاسلامية في ايران وكانت معلوماتنا عن الثورة الاسلامية الايرانية بسيطة للغاية وكنا معجبين بالامام الخوميني ونضاله لتصميمه العجيب وبعد ذلك هرب الشاه وفوجئنا باستقباله في مصر وتساءلنا لماذا وافق السادات علي ذلك ؟.. جاء الشاه واذكر اننا كنا نهتف في الشوارع بشعارات ضد وجوده .. كانت مظاهراتنا واعتراضاتنا متواصلة ..خرجت الجامعة عن بكرة ابيها وانضم الينا العمال والمارة وفوجئنا بالامن المركزي يتدخل بعنف شديد وتعرض عدد كبير من الطلبة لاعتداءات بالضرب .
ولكن هل قمت بتسليم نفسك بعد القبض علي اسرتك ؟
- لم اقم بتسليم نفسي .. ولم اكن امتلك الجرأة لذلك لانني احسست اني لا اتعامل مع بشر لا يعرفون الرحمة .. كنت عند احد زملائي وكنت ابحث عن عمل ووعدني بانه سيبحث عن شغل لي .. وذات ليلة كان الامن يراقب هذا الرجل لانه كان يبحث عن رجل اخر .. وبعد التعذيب الشديد اعترف الزميل المراقب انه علي موعد معي غدا وبالفعل قام الامن بتجهيز كمين لي من اجل الايقاع بي وفوجئت بزميلي الذي تعرض لتعذيب رهيب بسببي يقابلني ولكن تم القبض علي وايداعي سجن القلعة.
مشوارك مع السجون ؟
- البداية مع سجن القلعة الذي تحول حاليا الي متحف وكان سجنا موحشا رهيبا تعرضت فيه لاقسي درجات التعذيب .. تم خلع ضوافري وكهربتي وحرماني من النوم ..كي اصاب بالجنون ..اخي شقيقي كان في الثانوية العامة دخل السجن لمدة 21 سنة .. كان الامن يقوم باقتياد اخي بدلا مني وكان يتعرض للتعذيب بدلا مني ..كان التعذيب مهولا لا يمكن وصفه .. كانت السجون اشبه بسلخانات تمارس فيه كل انواع التعذيب سواء تجاه السجناء او اهليهم وذويهم ..
حدث معنا كل ما تتخيله .. حفلات تعذيب يومية تمارس كل ما يمكن تخيله ..حدث .. الشيخ نبيل المغربي كان يتم حبسه في حجرة المياه ومن اجل اهانته يتم كلبشته من يديه ورجليه ويتم امر السجناء بقضاء حاجتهم عليه وهو مكبل بالاغلال .. كان انتهاكا للادمية لا مثيل له.. ظنوا انهم فوق البشر .. كانت سلطاتهم رهيبة ولم يكن يردعهم أحد .. لم يكن يسألهم احد .
بعد فترة زمنية مكثتها في سجن القلعة وقدمت للمحكمة وتم نقلي من سجن القلعة الي سجن الاستقبال بطرة ومكثت هناك ثلاث سنوات .الله يمهل الظالم واذا تركه لا يهمله .. مثلما حدث لمبارك دعوات اسر من ظلمهم مبارك طيلة 30 سنة .. زرت معظم سجون مصر .. سجن الاستقبال والقناطر والقلعة وليمان طرة والعقرب والمرج وابو زعبل .. وفي سجن المرج كانوا يجبرونني علي الحج حول مكتب امن الدولة .
وماذا عن قضية الهروب الشهيرة ؟
- كانت هناك ما يسمي بحفلات التعذيب المنظم كلما حدثت مشكلة او مصيبة في مصر نتعرض للتعذيب .. وكنا نتصور بالفيديو اثناء تعرضنا للضرب من اجل المزيد من الاهانة كانوا يدخلون علينا مجموعات من اجل التمثيل بنا .. تعرضنا لصنوف شتي من التعذيب لذا فكرنا في الهروب خاصة بعد ان قام المستشار عبد الغفار محمد احمد باحالة 60 ضابطا للتحقيق معهم لانهم شاركوا في التعذيب واكراه المتهمين وتم احالتهم الي محكمة الجنايات ومن اول جلسة حصلوا علي البراءة ووقتها فوجئنا بميكرفون المسجد يذيع اغنية فريد الاطرش يا عوازل فلفلوا " وشعرنا بمهانة عظيمة لان من عذبنا يتم تبرئتهم بل وتم تكريمهم من قبل مبارك الذين منحهم اوسمة ونياشين ورحلات حج وعمرة علي نفقة الدولة .. وتوعدونا بتشديد التعذيب لذا كان التفكير في الهروب من التعذيب المنظم الذي كان يمارس ضدنا ...
قبل الحديث عن كيفية الهروب كيف كانت الاوضاع داخل السجن ؟
كنا في سجن ابو زعبل تتم التفرقة في المعاملة حتي نكره بعض .. كان يتم وضع صورة كبيرة لمبارك واحد الضباط معه عصاة ويأمرنا بالسجود لمبارك ومن يفعل يمر بسلام ومن يرفض يتم وضعه في بالوعة بها فضلات الاخراج ويتم اغراقه فيها وبعد ذلك اجباره علي الزحف 500 متر علي البطن والضرب علي الظهر ثم الوصول الي زنزانة ضيقة للغاية مساحتها 170 في 60 سم فيها سبعة افراد فقط كنا ننام وقوفا او مستندين علي الحائط .. السجود لصورة مبارك كانت عادة يومية .. عشرات بل مئات كانت هناك لقيت حتفها في السجون بسبب وطاة التعذيب .. كانت جثث السجناء تخرج مثل الواح الثلج كانت اخر كلمات أحدهم قبل صلاة المغرب كان يشكو من عدم قدرته علي الاكل رغم جوعه فعرضت عليه رغيف خبز زائد لم اكله بسبب مرضي بالسكر وعرضت عليه العدس الذي عندي .. وبعدها بساعة عندما حانت صلاة العشاء ناديت عليه فلم يجب وكانت الزنازين لا تفتح الا في حالتين التحقيق او حملة تفتيش للتعذيب بخلاف ذلك لم تكن تفتح وكان يتم ادخال الاكل والشرب عبر فتحة في الباب ..
وكيف نجحتم في الهروب ؟
- بأقل الامكانيات .. كان معي رائد اركان حرب وكان يتمتع بامكانيات عقلية رهيبة وفؤجئت به يطلب كل ملابسي فاعطيتها له هي وملابس زملائي في سجن ليمان طرة .. وقام بتقطيع الملابس وعملوه فردتين حبل طوله 13 مترا وعمل عقد منها ونجح في صنع سلم تدربنا عليه واتفقنا علي الهروب سويا وبخبراته كرجل عسكري قام بالاستفادة من الكبريت الذي يباع في كانتين السجن وتمكن من شراء عدد كبير من علب الكبريت .. وحصل علي سماد الفوسفات الذي كان يستخدم في زراعة الارض وذهب الي فرن السجن وحصل علي خشب متفحم واستطاع بفضل خبرته في ابتكار قنابل صوت ودخان واستخدمنا تلك الامكانيات البدائية في الهروب .. القينا بتلك القنابل فاثارت الرعب داخل السجن فالقيناها علي السطوح كي لا يرانا الحارس اعلي البرج .. وتم القاء السلم علي الحديد وبالفعل صعد الشيخ عصام علي السلم بسرعة تلاه الشيخ خميس وبعدها انا وبعد ذلك جاءت كتيبة طرة مسرعة نحونا كنا نرتدي ملابس السجن الزرقاء ولكنها تحولت الي اللون الكاكي بسبب الكلور .. وتحولت ملابسنا واصبحت مقاربة للعساكر .. خرجنا من باب السجن العمومي ومنها الي محطة المترو ثم كوسيكا عام 1988 الساعة الثالثة فجرا وكنا حريصين علي عدم اصابة احد بأذي حتي لا ينتقم ضباط السجن من السجناء .. تمكن 3 من الهروب وفشل الرابع .. كان يوجد مراكب في البحر وطلبنا من احداها المرور الي البر التاني فرفض في البداية ولكن عندما منحناه 50 جنيها وافق علي العبور بنا الي البر التاني ووصلنا الي جزيرة طموم ثم توجهنا الي المنيب كنا نري تواجدا امنيا كثيفا الي ان وصلنا المنيب ووجدنا الطريق مزدحما ثم توجهنا الي العمرانية وانقذتنا ملابسنا من نقاط التفتيش .. الشيخ خميس تعرض لضربة شمس شديدة .. وكنا في حيرة ماذا نفعل .. وبحثت عن اي طبيب وذهبت الي حي شبرا وقابلت زميلي محمد سعد عثمان الذي لقي مصرعه في السجن .. وابتلي بالسرطان رغم صغر سنه .. بعد مقابلتي له وعدنا بتوفير مكان له في شقة احد زملائه وهو خالد بخيت وسوف يحضر لنا طبيب .. وكان اول قرار لزكي بدر بعد هروبنا هو اغتيالنا نحن الثلاثة وبالفعل تم تمشيط المنطقة بحثا عنا .. واثناء تواجدنا في الشرابية كانوا يقبضون علي الملتحين بالمنطقة .. حيث تم القبض علي احد الاشخاص الذي اعترف علي خالد بخيت وذهبوا الي شقته التي كنا نختبئ بها .. وتم فرض كمين علي الشقة ومحاصرتها بعربات الامن المركزي والمدرعات .. ولم يكن لدينا فرصة للهرب وقدمت للمحكمة وحصلت علي حكم 12 سنة ليضيفوا لي 32 سنة التي حصلت عليها لتكون مدة العقوبة 44 سنة .
وماذا عن قضية طلائع الفتح التي تم اتهامك فيها ؟
كانت هناك مجموعة من الشباب عددهم 44 كانوا يراعوا اسر السجناء وهي القضية المعروفة اعلاميا ب" طلائع الفتح " منهم جمال شهري عرف ان الشيخ نبيل المغربي عنده بنت علي مشارف الزواج وتقدم لها نبيل المغربي حصل نبيل المغربي علي المؤبد كذلك العريس ايضا تم الحكم عليه بالمؤبد كما تم الحكم علي وفي ذلك واقعة طريفة عام 1995 فبعد القاء الاحكام علي السجناء وكنت وقتها قد اصبت بجلطة وفوجئت بعدم الحكم علي فذهب المحامي منتصر الزيات الي القاضي يستفسر عن عقوبتي فسأل القاضي فلم يجد اسمي فرفع سماعة الهاتف واتصل باحد الاشخاص وسأل عن الحكم فقام الطرف الاخر باملائه 10 سنوات فتعجب منتصر الزيات وسأله فاجابه انه مع الرأفة بسبب الشلل وبذلك تبلغ مجموع الاحكام التي حصلت عليها الي 54 سنة حتي لا افكر في الخروج نهائيا من السجن.
كيف عشتم ايام وليالي ثورة 25 يناير التي قادها شباب مصر وشارك فيها شعبها؟
- شباب ثورة 25 يناير هم الثائرون علي الظلم والقهر والبطش .. الشباب عاني كثيرا بسبب البطالة والظلم.. الناس عانت كثيرا .. عندما سمعنا خبر قيام الثورة وتظاهرات الشباب كنا نشعر بالامل ولكن كنا نخاف من ان يؤدي الي لا شئ كما حدث كثيرا من قبل وان نظام مبارك أقوي .. كنا نترقب في السجن ما يحدث بالخارج .. حدث انفلات امني والسجناء الجنائيون احضروا بلدوزر وقاموا بهدم جزء من السجن وتعامل معهم الامن بعنف والجثث كانت كثيرة للغاية .
كنا نترقب ايام الثورة واحداثها المتلاحقة اصبنا بالملل وشعرت بألم شديد وفجأة سمعت صيحات فرحة عارمة والسجناء يرددون بفرحة هستيرية.. مبارك تنحي .. تملكني شعور غريب عجزت عن البكاء وعن الفرحة .. دقات قلبي مسرعة واسرعت الي سريري ونمت كنت اظن انني احلم .. استيقظت وسألت من حولي هل تنحي مبارك ؟ فاجابوني بنعم ايقنت وقتها انني اعيش واقعا جميلا .. مبارك كان رجلا عنيدا كارها لنفسه .
كيف تري محاكمته الان ؟
اتمني ان يصدر بضده حكم عادل لانه اذل شعبه 30 عاما ووضع مصر في سجن كبير ولابد من القصاص للشهداء الذين اغتالتهم طلقات ورصاص الامن من قبل القناصة.
حدثنا عن تفاصيل يوم الافراج عنك ؟
- لم اكن مصدقا ما يحدث حولي .. اول مرة اري النور انا ومصر بعد 30 سنة عاشتها في غيبوبة .. جاء الافراج من قبل النائب العام الذي لم يكن متخيلا حالتي الصحية السيئة .
ماذا تقول لمبارك وحبيب العادلي ورموز النظام السابق ؟
- ظلمتوا كثيرا وظننتم ان الله يمهلكم ولكنه لم يهملكم .. لماذا قضي مبارك فترة محبسه في مستشفي شرم الشيخ الفخم.. هل حالته الصحية والطبية افضل مني فقد عانيت من ارتفاع شديد في ضغط الدم والسكر وشلل نصفي في الجانب الايمن ضمور بالكلي اليسري وضيق في الشريان تضخم بالكبد وحصوات اما هو فيدعي المرض كي يظل في مكانه ..انه شخص اجرم في حق شعبه 30 عاما ..
سؤال اخير هل تنوي الزواج ؟
- اتمني ان اجد ابنة الحلال التي توافق علي الزواج مني رغم ظروفي الصحية الصعبة تلك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.