انتزع الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب الأمريكي من الجمهوريين الذين حافظوا على أغلبيتهم بمجلس الشيوخ فقط خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. واستعاد الديمقراطيون السيطرة بعد ما فقدوا الأغلبية فيه قبل 8 أعوام، وهو ما يعتبر صفعة قوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان يأمل في تحقيق الأغلبية لتعزيز سلطاته ووقف حملات الهجوم التي يتعرض لها منذ انتخابه قبل عامين. وأظهرت متابعات شبكة CNN الأمريكية فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب الأمريكي بالانتخابات النصفية 2018، مع محافظة الجمهوريين على أغلبية مجلس الشيوخ؛ حيث حقق الديمقراطيون فوزهم في كل من واشنطن وميامي وديترويت ودنفر وفيلادلفيا ونيوجيرسي، ليحصلوا على 218 مقعد مقابل 193 للجمهوريين في مجلس النواب. وجرت انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، أمس الثلاثاء؛ لاختيار جميع أعضاء مجلس النواب وعددهم 435، و35 من أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100، و36 من مناصب حكام الولايات الخمسين. وتعتبر هذه الانتخابات من أهم الاستحقاقات الانتخابية النصفية في الولاياتالمتحدة خلال الأعوام الأخيرة، لا سيما أن نتائجها ستؤدي دورًا مهمًّا في تحديد مسار ما تبقى من ولاية ترامب. وقالت CNN: إن فوز الديمقراطيين بأغلبية النواب سيخولهم بفرض رقابة مؤسسية على رئاسة ترامب، وهو الدور الذي اختار الجمهوريون عدم القيام به؛ نظرًا لسيطرته الكاملة على اليمين، وهو ما شأنه التأثير على أجندة البيت الأبيض في تمرير عدد من الملفات الأساسية بنظر ترامب. وبحسب موقع “أوبن سيكرتس دوت أورج”، فقد أنفق الحزبان أكثر من خمسة مليارات دولار على الدعاية الانتخابية، ولم يسبق أن أُنفقت هذه المبالغ في انتخابات نصفية؛ ما أدى إلى سيل من الدعايات على القنوات التلفزيونية والإذاعية وعلى الإنترنت. تأثير على ترامب وأكدت أن فوز الديمقراطيين سيلقي الضوء على التكتيكات التي اتبعها الرئيس الأمريكي قبيل الانتخابات النصفية والتي استندت إلى مهاجمة الديمقراطيين واستخدام “لغة عنصرية” عند تناول مسائل مثل الهجرة عوضًا عن الارتكاز على مسائل مثل الاقتصاد الأمريكي، فضلاً عن سياساته في الشرق الأاوسط، ودعم الفاشية الانقلابية في مصر، ودول أخرى، بالإضافة إلى التستر على أنظمة دول الخليج، وفي القلب منها النظام السعودي المتهم بقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي صاحب التأثير الأكثر على سياسة ترمب وفقدان الأغلبية بعد حملة الصحف الأمريكية ضد ترمب. وقالت الزعيمة الديمقراطية نانسي بلوسي أمام حشد من أنصارها في واشنطن: “شكرا لكم، غدا سيكون يوما جديدا في أمريكا”. وينظر إلى هذه الانتخابات على أنها “استفتاء” على رئاسة ترامب الذي تنتهي ولايته الحالية في 2020. وجاءت الانتخابات في منتصف فترة حكم ترامب، التي تستغرق أربع سنوات، وبعد حملات دعائية أثارت حالة من الاستقطاب في البلاد. وصوت الأمريكيون لانتخاب 435 عضوًا في مجلس النواب و35 عضوًا من أصل مئة في مجلس الشيوخ. كما أدلى الناخبون بأصواتهم لانتخاب 36 من حكام الولايات من أصل 50. ونقلت هيئة الأإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن شبكة “سي بي إس” الأمريكية أن الديمقراطيين سيفوزون ب23 مقعدًا إضافية يحتاجون إليها للسيطرة على مجلس النواب في الكونجرس. وبذلك، يستطيع الديمقراطيون فتح تحقيقات بشأن إدارة ترامب وأعماله التجارية وعائدات الضرائب واحتمال تضارب المصالح. الجمهوريون أغلبية ب”الشيوخ” لكن الجمهوريين في طريقهم لتعزيز أغلبيتهم في مجلس الشيوخ. فقد خسر ثلاثة، على الأقل، من أعضاء المجلس الديمقراطيين مقاعدهم أمام منافسيهم من الجمهوريين. ووصف ترامب نتائج الانتخابات بأنها “نجاح كبير”. فيما سجلت المرأة رقمًا قياسيًا في الترشح خلال انتخابات التجديد النصفي. وفازت الديمقراطيتان المسلمتان رشيدة طليب وإلهان عمر بمقعدين في الكونجرس عن ولايتي ميتشجان ومينيسوتا. وينتظر أن تصبح الديمقراطيتان شاريس ديفديس في كنساس وديبرا هالاند من نيومكسيكو أول أمريكيتين من السكان الأصليين تدخلان الكونجرس. كما أن الديمقراطية الكسندرا أوكاسيو – كورتيز (29 عاما) تعد أصغر أمريكية تفوز بعضوية الكونجرس.