شنت مليشيات أمن الانقلاب، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، حملة همجية جديدة أسفرت عن اعتقال عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة حتى الآن. ومن بين المعتقلين المحامية "هدى عبد المنعم عبد العزيز"، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقًا، وتبلغ من العمر 60 عامًا، وهي زوجة المحامي خالد بدوي، و"عائشة خيرت الشاطر"، ابنة نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، وزوجها المحامي والحقوقي محمد أبو هريرة، وبهاء عودة شقيق وزير التموين السابق باسم عودة، بالإضافة إلى سحر حتحوت، وسمية ناصف وراوية الشافعي، وعلياء إسماعيل، وإيمان القاضي، ومروة أحمد مدبولي. قناة “وطن” الفضائية سلطت الضوء على تلك الهجمة الشرسة عبر فترتها المفتوحة ظهر اليوم واستضافت عددا من الخبراء للتعليق على تلك الهجمة. في البداية قال الدكتور مختار العشري المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، إن اعتقال سلطات الانقلاب هذا العدد الهائل من النشطاء والحقوقيين، ومن قبله اعتقال الأطفال وطلاب الجامعات وأساتذة الجامعات يؤكد أن النظام فقد عقله. وأضاف العشري أن سلطات الانقلاب تجاوزت في انتهاكاتها بحق المرأة العدو الصهيوني، بعد أن تعرضت النساء للاغتصاب على يد قوات الداخلية داخل مدرعات الشرطة . وأوضح العشري أن تلك الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المرأة في عهد عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب لم تحدث إلا في عهد “هتلر” النازي ولم نسمع عن ذلك في أي دولة من الدول حتى التي تعرضت لانقلابات عسكرية في أمريكا اللاتينية. التستر على الجرائم بدوره أرجع المهندس مدحت الحداد، عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، الهجمة الهستيرية التي يشنها نظام عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب على النشطاء والحقوقيين إلى ابتزازهم للتستر على الجرائم بحق المعتقلين. وقال الحداد إن السيسي يهدف أيضا من تلك الحملة إلى إرسال رسالة للمعارضين أنه يحكم سيطرته على زمام الأمور، مضيفا أنه بذلك يسير على خطى محمد بن سلمان ولي العهد السعودي عندما أمر باغتيال الصحفي جمال خاشقجي. وأضاف الحداد أن اعتقال عدد من النشطاء والحقوقيين ومن قبله مصادرة أموال الإخوان والتصرف فيها قبل صدور حكم المحكمة يؤكد أن السيسي أصيب بهيستريا بعد انشغال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن دعمه والحملات الشرسة على الخليج بعد أزمة خاشقجي وما تبعه من ضعف الدعم المالي لنظامه. تقارير حقوقية من جانبه قال قطب العربي، رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، إن حملة الاعتقالات الشرسة ضد الحقوقيين في مصر تعد انتقاما لدورهم في فضح جرائم السيسي. وأضاف العربي أن التنسيقية المصرية للحقوق والحريات لعبت دورا بارزا خلال الفترة الماضية في فضح انتهاكات سلطات الانقلاب أمام المجتمع الدولي وظهر ذلك جليا في تقارير حقوقية عدة وأحرجت نظام السيسي دوليا ما دفعه لاعتقال أعضائها. وأوضح أن تلك الهجمة على المنظمات الحقوقية تأتي ضمن حملة إرهاب المعارضين والحقوقيين ومنعهم من نقل أخبار المعتقلين والانتهاكات بحقهم وبحق أسرهم .