استنكرت "رابطة فناني الثورة" وفريق "فكرة" السينمائي وفرقة "يناير وتيايرو" قرار تشكيل لجنة الخمسين لإعداد المشروع النهائي للتعديلات الدستورية، رقم 570 لسنة 2013، مؤكدين عدم اعترافهم بالرئيس الانقلابي عدلي منصور أو أي قرارات تصدر عنه. وقال الفنانون: إن مجرد الحديث عن شبهات تحيط باللجنة يمثل اعترافا ضمنيا بالانقلاب العسكري واللجنة الصورية الحالية لوضع الدستور المصري. وشددوا على أن قرار تعيين المخرج خالد يوسف، أحد أعضاء جبهة التيار الشعبي بلجنة وضع الدستور، لا يمثل المبدعين الحقيقيين، وأن لديهم العديد من التحفظات الفنية والسياسية والأخلاقية على هذا الشخص. من جانبه أكد الفنان زكي خليفة، رئيس رابطة فناني الثورة، أن مجرد الحديث عن أعضاء اللجنة الانقلابية لوضع الدستور يوضح بشكل أو بآخر اقتناعني بالواقع الانقلابي, متسائلاً: "كيف انتقد سياسيات خارطة طريق أنا غير مؤمن بشرعيتها؟". وأشار خليفة إلى أن كل ما يصدر من قرارات في عهد دولة الانقلاب باطل لا يعترف بها كل مصري وفنان مخلص لبلده. وأضاف أن النظام العسكري المستبد يريد تمرير مواد هامة بإثارة الجدل حول مواد أخرى أقل أهمية مثل المادة 219 و44؛ لإلهاء الشعب عن مخططاتهم في "طبخ" مواد الدستور، في الوقت الذي يقوم فيه باعتقال الرموز السياسية؛ حتى لا تفتضح خطتهم القذرة. وقال المخرج هشام عاصم منسق فريق فكرة السينمائي: إن قرار تعيين خالد يوسف في لجنة الخمسين لكتابة الدستور لم يكن مفاجئا، وإنما هو أمر متوقع، لافتا إلى أن الجميع أدركوا الآن هوية الانقلابيين وشكل الدولة التي يريدونها. واستطرد "ماذا نتوقع من مجرم حرب يده ملوثة بدماء الآلاف من المصريين؟ هل سيقوم باختيار أناس على قدر من العلم والاحترام ليعلموا الأجيال القادمة معنى الكرامة والحرية؟!. وتساءل: ماذا تنتظرون من دولة مبارك الجديدة؟ هل تختار شخصا يعمل على إصلاح المجتمع و إقامة أساس خلقي متين, مؤكدا أن الطيور على أشكالها تقع!. ووصفت إلهام الجامع، فنانة تشكيلية وعضو رابطة فناني الثورة، مسوده\ة الدستور المتوقع صدورها في عهد الانقلاب العسكري بدستور دعاة الإباحية والقمع. وقالت: لن نعترف بهذه اللجنة التي لا تمثل جبهة الإبداع الحقيقي، فهم مغتصبون لحقوقنا وإرادتنا كمبدعين، لافتة إلى أنه إذا كان الانقلابيون يريدون خداع الشعب، فكان من الأولى أن يأتوا بأناس يحترمون الشعب وثقافته وعاداته، والسير على خطى الديمقراطية المعمول بها في دول العالم. وتابعت إلهام "أن يكون خالد يوسف من المكلفين بتعديل الدستور المستفتى عليه من الشعب هو أمر يدعو للسخرية، متسائلة كيف لمخرج عرفت عنه جرأته الزائدة وعدم احترامه لعادات وتقاليد المجتمع المصري ان يمثل الفنانين؟!. وأكدت أن جميع أعماله تقوم على المتاجرة بالأجساد, كيف لشخص مثل هذا أن يمثل الفن؟!. وأوضحت إلهام أن الإسراع فى وضع الدستور بمثابة معركة بالنسبة لسلطات الانقلاب يسعون من خلالها إلى تأسيس دولة انقلابية، وإجبار المصريين على الاعتراف بها.