بالأرقام.. الانتحار يسابق السيسي ويحصد أرواح المصريين

فتح الانتحار المجال لكافة طوائف الشعب المصري للدخول من أوسع أبوابه، هربا من كآبة المشهد الذي رسمه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، بعد انتشار الفقر والجوع والأمراض النفسية، ليستيقظ المصريون يوميا على جملة من حالات الانتحار التي لا تتوقف، نتيجة هذا البؤس الذي يعيشه الجميع، الغني منهم والفقير.
ومن بين الحالات الأخيرة انتحار موظف بالإسكندرية، بعد أن ألقى بنفسه فى منور عقار منزله بدائرة قسم شرطة الجمرك ، اليوم، بسبب حدوث مشادة كلامية مع والدته، لتركه لها فى المنزل بمفردها، والسهر حتى أوقات متأخرة.
وبالانتقال والفحص، تبين وجود جثة لمواطن 44 سنة موظف مسجى على ظهره بأرضية منور العقار محل البلاغ، يرتدي كامل ملابسه، بمناظرته تبين إصابته بكسور وجروح بمختلف أنحاء الجسم .
و بسؤال شقيقه (حداد)، أيد ما جاء بالفحص، وأضاف بحدوث مشادة كلامية بين شقيقه المذكور ووالدتهما، بسبب معاتبة الأخيرة له على تركه لها بمفردها والسهر خارج المنزل، فقام بإلقاء نفسه بمنور العقار، ولم يتهم أحدا بالتسبب فى وفاته، وتم التحفظ على الجثة بغرفة حفظ الموتي بمستشفي رأس التين العام .
وفي حالة انتحار أخرى في نفس اليوم الاثنين، قام صبي "حدث" بشنق نفسه بقرية البربا التابعة لمركز صدفا بأسيوط دون معرفة السبب.
وتلقت سلطات الانقلاب بلاغ، بانتحار "هشام أ " 13 سنة، وذلك بشنق نفسه بقرية البربا التابعة لمركز صدفا في محافظة أسيوط دون معرفة الأسباب، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث للوقوف على الأسباب الحقيقية لانتحاره، وتحرر محضر بالواقعة، وجارى العرض على النيابة العامة.
ووصل الانتحار لضباط الشرطة أنفسهم فشهدت الآونة الأخيرة حالات انتحار عديدة لأمناء وضباط شرطة، حيث أقدم ضابط مصري على الانتحار؛ هربًا من العقوبة، حيث أطلق عيارًا ناريًا على نفسه داخل شقته في منطقة إمبابة.
وأصدرت نيابة حوادث شمال الجيزة، يوم الأحد، قرارًا بتشريح ودفن جثة ضابط شرطة، عقب انتحاره بمنطقة إمبابة، كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة؛ للوقوف على ظروفها وملابساتها.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة المصرية، أن ضابطًا في قسم إمبابة انتحر؛ عقب إحالته للمحاكمة على خلفية اتهامه بضرب مواطن حتى الموت.
وكان الضابط المنتحر، قد صفع أحد المواطنين، قبل عام؛ ما تسبب في وفاته، ووجهت له النيابة العامة تهمة "ضرب أدى إلى الموت"، وعقب انتهاء التحقيق معه، أحالت النيابة الواقعة إلى محكمة الجنايات.
وكانت قد التقطت كاميرات محطة مترو الأنفاق بالقاهرة لقطات انتحار فتاة في العشرين ربيعا من عمرها في يوليو الماضي، كانت تقف على الرصيف ثم ألقت بجسدها أمام القطار لحظة دخوله محطة مارجرجس. تحقيقات الشرطة قالت إن الفتاة كانت تمر بمشكلات عائلية أدت لإقدامها على الانتحار.
وسجلت محاضر وتحقيقات الشرطة والنيابة العامة 30 حالة انتحار في يوليو الماضي في 15 محافظة، وسجلت محافظة القاهرة خمس حالات منها ثلاث بالقفز أسفل عجلات مترو الأنفاق.
وتباينت أسباب حوادث الانتحار بين الظروف المادية السيئة والخلافات الأسرية والأمراض النفسية ومشاكل الارتباط العاطفي، بينما كانت نتائج الثانوية العامة سببا في 8 حالات انتحار.
ولا توجد إحصاءات رسمية سنوية بأعداد المنتحرين في مصر، بالنظر إلى أن أهل المنتحرين يرفضون الإعلان عن ذلك، ولذا لا توثق أغلب الحالات، وفق تصريحات مسؤولين بوزارة الصحة.
لكن وزارة الصحة أعدت دراسة على عينة من طلاب مرحلة الثانوية العامة قدرت ب 10638 طالبا في العام الحالي، وقالت الدراسة إن 21.7% من الطلبة يفكرون في الانتحار.
وكان مركز السموم التابع لجامعة القاهرة أصدر تقريرا عام 2016 يفيد أن مصر تشهد نحو 2400 حالة انتحار باستخدام العقاقير السامة سنويا.
بينما كشف مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والاجتماعية في تقرير أن مصر شهدت 4000 حالة انتحار بسبب الحالة الاقتصادية، في الفترة من مارس 2016 إلى يونيو 2017.
وتكشف أحدث الإحصاءات المتاحة على الموقع الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية، أن هناك 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف مصري، علماً أن عدد سكان مصر يبلغ 100 مليون نسمة، وهناك قرابة 88 ألف شخص ينتحرون كل عام.
كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز، إن معدلات الانتحار تفاقمت إلى 4200 حالة سنويًا، مشيرةً إلى أن 45% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، مرجعة تلك الظاهرة إلى انتشار الفقر والبطالة في المجتمع المصري.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية والمركز القومي للسموم في مصر، أن عدد المنتحرين سنويا تجاوز 4250 منتحرا، أغلبهم تترواح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين، فضلا عن عشرات الآلاف من محاولات الانتحار التي تشهدها بيوت وشوارع مصر كل عام، وتظهر آخر إحصائيات المنظمة حول مصر، احتلالها المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار.