رفضت محكمة تركية ، اليوم الجمعة، طلب استئناف للإفراج عن القس الأمريكي "أندرو برونسون" من الإقامة الجبرية. كان القس الأمريكي، الذي يخضع للإقامة الجبرية فى منزله؛ لاتهامه بالإرهاب والتجسس، قد قدم التماسا، أمس إلى القضاء التركي لإطلاق سراحه، ورفع حظر السفر المفروض عليه، مطالبا في الوقت ذاته بوقف أي تدخلات سياسية في القضية. ويواجه "برونسون" -الذي يقيم في تركيا منذ أكثر من 20 عاما- اتهامات بتقديم الدعم لأنصار فتح الله كولن؛ المقيم في الولاياتالمتحدة، الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016. من هو برنسون؟ جماعة صغيرة تضم عشرات الأعضاء الذين يلتقون بانتظام في قاعة بأحد البيوت في المدينة الساحلية إزمير غرب تركيا، في وسطهم القس الأمريكي أندرو برانسون. إنه يعزف على الجيتار ويغني ويصلي معهم. هكذا حاول "برانسون" الظهور بصورة دائمة على الموقع الإلكتروني للجماعة وأمام الأتراك، كان يتخذ من كنيسة القيامة بإزمير موقعا له، متزعما أعمال التبشير في تركيا منذ عام 2010.
لكن حقيقة القس الأمريكي "برونسون" المحتجز لدى تركيا، والتى كشفتها معلومات مسربة انه متهم بالضلوع في التخطيط والمشاركة في الانقلاب الفاشل على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منتصف العام 2016. وأوضحت المعلومات أن برونسون، ضابط رفيع المستوى في القوات الأمريكية الخاصة يرأس خلية استخباراتية في تركيا. وتفيد المعلومات أن المخابرات" الأمريكية أو ما يعرف بجهاز CIA قام بمكافأته على نجاحاته في القوات الخاصة وقاموا بإدخاله إلى تركيا بهوية قس ليقوم بممارسة أعمال استخباراتية وتشكيل خلايا عدائية ضد تركيا. ويتكون أفراد الخلية الاستخباراتية التي يرأسها برونسون من أكثر من 4 آلاف فرد من ضباط المخابرات الأمريكية دخلوا إلى تركيا في هيئة أطباء ومعلمين من جنسيات مختلفة، ويعتبر برونسون، "صندوق أسود" يحوي أسرار الولاياتالمتحدة ومخططاتها في المنطقة. وتقول المعلومات أن برونسون كان يعمل كحلقة وصل بين أعضاء جماعة فتح الله كولن الإرهابية في الداخل التركي وقياداتهم الموجودة في بنسلفانيا برعاية من جهاز CIA وأنه متورط في التخطيط ودعم الانقلاب الفاشل عام 2016 بشكل مباشر. ومن ضمن أعماله الاستخباراتية التي تم الكشف عنها قيامه بجمع معلومات وبيانات عن العاملين في خطوط السكك الحديدية التركية ومحطات الوقود وإرسالها إلى جهاز CIA. تخطيط لدولة كردية تداول نشطاء على مواقع منصات التواصل الاجتماعي صورة للأمريكي "أندرو برونسون"، أثناء تواجده داخل الأراضي السورية إضافة لعقده عدة لقاءات مع أعضاء مليشيات كردية هناك. وكشفت الاستخبارات التركية تورطه مع خلايا أخرى بالتنسيق بين الولاياتالمتحدة والإرهابيين في شمال سوريا والعراق وأنهم كانوا يخططون لإقامة دولة كردية مسيحية جنوب وشرق تركيا، قبل أن تجهض أنقرة تلك المساعي من خلال العمليات العسكرية عبر درع الفرات وغصن الزيتون. كانت الولاياتالمتحدة قد نصحت برونسون بالهروب عقب فشل محاولة الانقلاب منتصف 2016 خوفا من اعتقاله وكشف ما بحوزته من معلومات إلا أن المخابرات التركية استبقت هروبه وقبضت عليه مع عدد من أفراد خليته، ووجهت لهم تهم المشاركة في الانقلاب الفاشل. واعتقلت السلطات التركية برونسون في أكتوبر 2016، ووجهت له تهم الإرهاب والتجسس، وتسببت محاكمته مؤخرًا في أزمة بين أمريكاوتركيا. ونهاية يوليو الماضي صعدت الولاياتالمتحدة لهجتها ضد تركيا، وهدد ترامب بعقوبات شديدة حال عدم إفراجها عن ضابط المخابرات الأمريكية برونسون بشكل فوري، في الوقت الذي رفضت تركيا التهديدات. وتسببت تهديدات ترامب في تراجع الليرة التركية، وجاءت بعد وقت قليل من كلام مشابه قاله نائبه "مايك بنس" الذي توعّد تركيا بعقوبات وصفها بالشديدة، إذا لم تتخذ تدابير فورية للإفراج عن برونسون. راهب أم جاسوس ومع تهديدات الولاياتالمتحدة على أنقرة، تراجعت الليرة التركية في الآونة الأخيرة إلى مستوى قياسي عند 7.24 ليرة للدولار في التعاملات المبكرة في آسيا والمحيط الهادي، في ظل العقوبات الأمريكية على تركيا ردا على اعتقال السلطات التركية "للقس الأمريكي آندرو برونسون". وكشفت صفحة "الرادع التركية" على موقع "تويتر" أن الخلايا الاستخباراتية التي يرأسها القس دخلوا تركيا بوصفهم أطباء ومعلمين ويبلغ عددهم أكثر من 4 آلاف فرد من جنسيات مختلفة. وكان من ضمن أعمال القس الاستخباراتية جمع المعلومات عن محطات الوقود وخطوط السكك الحديدية داخل تركيا وايصالها الى "CIA". وكشفت الاستخبارات التركية أن "القس" وخلاياه متورطون بالتنسيق بين الولاياتالمتحدة وإرهابيين شمال سوريا والعراق وأنهم خططوا لإقامة دولة كردية مسيحية جنوب وشرق تركيا. وفي أحدث تطورات الأزمة التركية الأمريكية، زار القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى أنقرة، جيفري هوفنير أمس أندرو برانسون، الذي يحاكمه القضاء التركي بتهم تتعلق بالإرهاب والتجسس. ووصل هوفنير إلى منزل برانسون في ولاية إزمير، غربي تركيا، وسط تدابير أمنية واسعة، واستغرق اللقاء نحو ساعة.وقال هوفنير، إن بلاده تواصل توجيه الدعوات إلى السلطات التركية بشأن قضية برانسون.