هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، دولة تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان؛ على خلفية قضية القس الأمريكي المحتجز في البلاد منذ نحو شهرين ويواجه اتهامات بالتجسس، وكتب ترامب تغريدة في حسابه على موقع تويتر، وقال إنه من العار على تركيا أن تواصل احتجاز القس آندرو برونسون، وقال إنه محتجز ك"رهينة"، مطالبا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإفراج عنه. وخاطب ترامب أردوغان بالقول: "افعل شيئا لتحرير هذا الزوج والأب المسيحي الرائع، هو لم يرتكب أي خطأ، وأسرته في حاجة إليه"، وكانت محكمة تركية في ولاية أزمير رفضت، الأربعاء، طلب الإفراج عن القس الأمريكي الذي يواجه تهما بالتجسس و"ارتكاب جرائم لصالح منظمتي "غولن" و"بي كا كا" الإرهابيتين"، بحسب تعبير وكالة الأناضول للأنباء. وفي 9 ديسمبر 2016، تم توقيف «برونسون» بتهمة ارتكاب جرائم باسم منظمة «كولن» المتهمة بتنفيذ محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016، وحزب «العمال الكردستاني» الذي تعتبره تركيا إرهابيا، وتضمنت لائحة الاتهام ضد «برونسون»، ارتكاب جرائم باسم «كولن» و«حزب العمال الكردستاني»، تحت مظلة رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما. وأشارت اللائحة إلى أن «برونسون» كان يعرف الأسماء المستعارة لقياديين رفيعين من «كولن» والتقاهم، وأنه ألقى خطابات تحرض على الانفصالية، وتتضمن ثناء على «كولن» و«العمال الكردستاني» في كنيسة «ديريلش» بإزمير، ووجهت اللائحة ل«برونسون» تهمة إجراء دراسات ممنهجة في المناطق التي يقطنها الأكراد خصوصا، وتأسيس «كنيسة المسيح الكردية» التي استقبلت مواطنين من أصول كردية فقط في إزمير، بحسب ما تضمنته لائحة الاتهام. ولفتت اللائحة إلى العثور على صور ضمن مواد رقمية تخص «برونسون» تظهر حضور القس لاجتماعات لمنظمة «كولن»، وأخرى فيها رايات ترمز ل«العمال الكردستاني»، وأكدت اللائحة توجه «برونسون» مرارا إلى مدينة عين العرب «كوباني» شمالي سوريا التي ينشط فيها «العمال الكردستاني». كما احتوت اللائحة على رسالة بعثها «برونسون» إلى أحد المسئولين العسكريين الأمريكيين يعرب فيها عن حزنه لفشل محاولة الانقلاب في 15 يوليو2016، ورسالة كانت على هاتفه تقول: «كنا ننتظر وقوع أحداث تهز الأتراك، وتشكلت الظروف المطلوبة لعودة عيسى، ومحاولة الانقلاب صدمة، والكثير من الأتراك وثقوا بالعسكر كما السابق، وأعتقد أن الوضع سيزداد سوءًا، وفي النهاية نحن سنكسب»، وشددت اللائحة على أن أنشطة «برونسون» التي يقوم بها تحت غطاء كونه رجل دين لا تتوافق مع صفته كراهب. وكانت الحكومة التركية تصر على أن القضاء هو الذي سيحسم قضية برانسون، لكن أردوغان أشار العام الماضي في حديث صحفي إلى أن مصيره يمكن أن يرتبط بمصير كولن المقيم في الولاياتالمتحدة، والذي تسعى أنقرة بقوة لتسلمه ومحاكمته، والمتابع للسياسة الأمريكية نحو تركيا، بعد الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 يدرك أن هناك أجهزة معينة في أمريكا تتعمد توتير العلاقات مع تركيا، وللأسف فإن هذه الأجهزة هي التي تمسك بالقرار السياسي الأمريكي الذي يختص بتركيا. وجاء الاختلاف التركي الأمريكي بعد تورط واشنطن بالعملية الانقلابية الفاشلة لتنظيم فتح الله كولن 2016، وإصرار أمريكا على عدم تسليم المتهم الأول بالانقلاب المقيم في بنسلفانيا الأمريكية، رغم تقديم تركيالأمريكا عشرات آلاف الأدلة والوثائق على تورط كولن بذلك الانقلاب، وما تبع ذلك من اختلافات على الموقف الأمريكي الخاطئ من دعم الأحزاب والمليشيات السورية التابعة لحزب العمال الكردستاني لإقامة كيان انفصالي شمال سوريا، مع علم أمريكا بأن الدعم العسكري الهائل للتنظيمات الإرهابية الكردية فيه تهديد مباشر للأمن القومي التركي.