قال رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم، إن "التهديد لا يفلح مع الشعب التركي، لذلك على الولاياتالمتحدة أن تكف عن هذه اللغة إذا كانت تريد تطوير علاقاتها مع تركيا على المدى الطويل". وجاء ذلك في تصريح للصحفيين عقب أداء صلاة الجمعة اليوم في ولاية إزمير غربي تركيا، تعليقا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائبه مايك بنس، التي هددا فيها تركيا بفرض عقوبات واسعة إذا لم تطلق سراح القس الأمريكي "أندرو برانسون"، المتهم في قضايا تجسس وإرهاب، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول"التركية. وأوضح يلدريم أنه ينبغي للولايات المتحدة ألا تنسى أنها توفر الحماية دون أي قيود لزعيم منظمة "كولن" الإرهابية، المسؤولة عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا يوم 15 يوليو 2016، وأضاف رئيس البرلمان التركي: "إذا كانت الولاياتالمتحدة دولة قانون، فإن تركيا أيضا دولة قانون، وبالتالي على واشنطن أن تحترم القرارات القضائية"، على حدتعبيره. ودعا الولاياتالمتحدة إلى التوقف عن "لغة التهديد الرخيصة"، والبحث عن سبل كسب ثقة الشعب التركي. وأمس الخميس، قال ترامب في تغريدة عبر موقع "تويتر"، إن الولاياتالمتحدة ستبدأ بفرض عقوبات واسعة ضد تركيا، "بسبب الاحتجاز الطويل لمسيحي عظيم ووالد عائلة، والإنسان الرائع القس أندرو برانسون ينبغي إطلاق سراح هذا الرجل المؤمن فورا". ولا يعتبر تهديد ترامب الأول من نوعه، إذ سبق أن وجه نائبه مايك بنس التهديد نفسه ضد تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على هامش مشاركته في برنامج بوزارة الخارجية الأمريكية، وقال بنس في كلمته: "إذا لم تطلق تركيا سراح القس أندرو برانسون على وجه السرعة، وترسله إلى منزله، فإن الولاياتالمتحدة ستفرض عقوبات هامة ضد تركيا، حتى يتم إطلاق سراح هذا الرجل البريء"، على حد زعمه. والأربعاء، رفضت محكمة إزمير الجزائية الثانية طلب محامي القس برانسون الإفراج عنه، وقررت المحكمة تمديد حبس "برونسون" على ذمة القضية عقب الاستماع إلى الشهود، وجاء الحكم خلال جلسة انعقدت بحضور المتهم ومحاميه وزوجته، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى أنقرة فيليب كوسنيت، وأعضاء في لجنة الحريات الدينية الأمريكية، وعدد من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية. وفي 9 ديسمبر 2016، تم حبس برونسون بتهم عدة، تضمنت "ارتكاب جرائم باسم منظمتي (كولن) و(العمال الكردستاني) الإرهابيتين تحت مظلة رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما"، وذكرت لائحة الاتهام ضد برونسون، أن الأخير "كان يعرف الأسماء المستعارة لقياديين من (كولن) والتقاهم، وأنه ألقى خطابات تحرض على الانفصال، وتتضمن ثناء على منظمتي (الكردستاني) و(كولن) في كنيسة (ديريلش) بإزمير"، على حد تعبير وكالة "الاناضول" التركية.