تهمة "بديع" الحقيقية أنه ظل ينادي بأعلى صوته بالسلمية. الانقلابيون كانوا يدفعونه وكل الإخوان دفعا لكي ينتهجوا العنف فلم يفعلوا ولن يفعلوا. هل من ذرة إيمان؟ حياتنا ممتدة بأرواحنا، وأعمارنا، في هذه الدنيا بأجسادنا الطينية، قصيرة وإن طالت. حياة الآخرة خير وأبقى. نرددها للسيسي وعصاباته مدوية متسامية على القتل والجراح والاعتقالات والشيطنة والترويع: "اقض ما أنت قاض فإنما تقضي هذه الحياة الدنيا". هل بقيت في قلوبكم يا من تقتلون وتحرقون البرآء ذرة من إيمان أو رحمة؟ نحسب الإجابة "لا". كل هذا الغِل ما هذا الغل والعنف في مواجهة من لم يفكروا إلا في الخير، ولم يسلكوا إلا طريق الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة؟ ما هذا الكم من الافتراء والكذب يا من تعلمون يقيناً أنكم تكذبون؟ ما هذه القدرة الوحشية على استباحة وقتل البرآء؟ ما هذا الغباء السياسي في حق الوطن والأمة والدين؟ من أين للسيسي ومن أطاعوه كل هذه الإساءات إلى مؤسستين من المفترض أنهما خادمتان للوطن كله والشعب كله؟ الصمت أحيانا حِكمة ما تكتبه وتروجه تذاكي وجبن وكذب لست مضطراً إليه يا صديقي الباحث الصحفي الذي يعرف نفسه. لا يليق بك يا عزيزي ومرؤوسي السابق الذي أحبه أن يدفعك الهلع مما يجري أن تسوي بين القاتل والضحية. لا عليك إن خفت وارتعبت من الانقلابيين جبابرة المحروسة. أؤكد لك أن الخوف سلوك فطري وقد صارح به موسى وهارون رب الكون، فلم ينهرهما سبحانه بل قال لهم صراحة: "لا تخافا".... "إنني معكما أسمع وأرى". تذاكيك يا أخي في المهنة والدين والوطن مرفوض ومعيوب ومكشوف. لا يصح أبداً عقلا ومنطقاً إدانة الطرفين. عيب عليك مساواة الظالمين الانقلابيين وحلفائهم وبلطجيتهم، المدججين جميعاً بالسلاح وماكينة الكذب، بالمظلومين المسالمين الصادقين. هناك فضيلة اسمها الصمت يا من كنت أحسبك حكيماً. كرههم بعضهم شديد مصطفى ومحمود بكري لا يطيقان حمدين صباحي وحسين عبد الغني. المخرج الإباحي خالد يوسف اعتاد سب الدين لحمدين صباحي. وأبو العز الحريري وعبد الغفار شكر اختلفا من سنتين ثلاثة مع رفعت السعيد وحزب التجمع الشيوعي وطلقاه بالثلاثة. وصلاح عيسى وحسين عبد الرازق يخاصمان رفعت السعيد. وخالد داوود وحزب الوفد خلعا من حسين عبد الغني وكل جبهة الإنقاذ، ومفيد شهاب ومصطفى الفقي ومحمود الشريف وحسين كامل بهاء الدين، باعوا من أجل المناصب ناصريتهم والناصريين من زمان. القومجية الكبار التحقوا بالحزب الوطني منذ الثمانينيات تحت رئاسة حسنى مبارك. وكلهم يحقدون على الإسلاميين بأطيافهم الحركية، بل ويكرهون أن يعود الإسلام ليحكم كعقيدة وشريعة ودولة. يريدونه على غير ما أراد الله: مجرد طقوس.