يا أبناء مصر، يا آباء وأمهات وأبناء وبنات الضباط والجنود الذين شاركوا في قتل وإصابة الآلاف من المصريين السلميين في ميداني رابعة والنهضة وعند دار الحرس الجمهوري وعند النصب التذكاري وفي رمسيس وأمام مسجد الفتح وفي كل محافظات مصر : هل رأيتم ما فعل ذووكم من الضباط والجنود بإخوانكم وأخواتكم من المصريين؟ هل رأيتم كيف أطلقوا الرصاص الحي بدم بارد على الأطفال والنساء والشيوخ والشباب؟ هل عرفتم كم امرأة ترملت حين قتل ذووكم أزواجهن؟ هل حسبتم كم من أم ثكلى فقدت ولدها على أيدي ذويكم؟ هل حسبتم كم يتيما ويتيمة فقدوا آباءهم على أيدي ذويكم؟ هل رأيتم كيف دخل ذووكم من الضباط والجنود بالمدرعات والجرافات فداسوا بها النساء والأطفال أحياء؟ وكيف أحرقوا الخيام على من فيها فتفحمت الجثث التي احترق أصحابها أحياء؟ وكيف أحرقوا المستشفى الميداني بمن فيه من الشهداء والمصابين دون رحمة؟ وكيف أطلقوا النيران على الجرحى والمصابين ومن يقوم بمساعدتهم في المركز الطبي بلا شفقة؟ وكيف أحرقوا المسجد بما فيه من جرحى ومصابين وشهداء؟ وكيف تركوا جثث الشهداء ساعات طويلة في الشوارع وأمام مداخل العمائر في قساوة عجيبة؟ هل بلغكم أن أحد الضباط أطلق النار على الزوجة التي كانت بجوار زوجها الجريح تمرضه فأرداها قتيلة أمام عينيه؟ هل بلغكم أن أحد الضباط رأى شابا يحمل جريحا فأطلق الرصاص على صدر الجريح؟ هل عرفتم أن الضباط والجنود كانوا يضربون النساء والأطفال في قلب المسجد ويسبونهم بأقذع الألفاظ؟ هل علمتم هذا وعشرات بل مئات القصص المخجلة والمخزية التي تدل على غياب كل معاني الإنسانية من قلوب فاعليها؟ وهل يرضيكم هذا؟ وكيف تعيشون مع هؤلاء الوحوش؟ وهل تأمنون عقاب الله لهم على جرائمهم ولكم على سكوتكم عن توجيههم ومنعهم وتذكيرهم؟ (واتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً).