الشهود: اللجان الشعبية نبهت المصلين بوجود خطر قادم.. وفوجئنا بوابل من الرصاص خلال الركعة الثانية من صلاة الفجر.. وعقب الجريمة تمت محاصرة مسجد المصطفى واعتقال مَن فيه.. وأحد المصابين: "والله العظيم قوات الشرطة والحرس هي مَن أطلقت النيران" كشف شهود عيان عن كواليس أحداث مذبحة الحرس الجمهورى، التى أسفرت عن استشهاد قرابة 70 شخصًا من مؤيدي الرئيس محمد مرسى، مؤكدين أن قوات من الشرطة والحرس الجمهورى متورطة فى إطلاق النيران عليهم خلال الركعة الثانية من صلاة الفجر. وروى محمود الكردي، شهادته على الأحداث قائلا: "كنت موجودًا بالاعتصام بداية من الساعة 2 صباحًا للاستعداد لصلاة القيام وكانت الأجواء قبل الصلاة هادئة لأقصى درجة، فضلاً عن وجود مجموعة من الشباب تقف أمام الأسلاك الشائكة لمنع أي شاب يفكر بلمس الأسلاك"، موضحاً أنه طالب "النساء والأطفال بالابتعاد عن السلك الشائك والجلوس بعيدًا عنه. وأضاف: "تمت صلاة التهجد وبعد رفع أذان الفجر اصطف الشباب للصلاة، معطين ظهورهم لبوابة الحرس الجمهورى ذات الحراسة المشددة"، مشيرًا إلى أنه "وأثناء الركعة الثانية وتحديدًا في دعاء القنوت سمعنا صوت اللجان الشعبية يطرق على أعمدة النور كجرس إنذار بوجود هجوم؛ مما دفعنى للخروج من الصلاة والإسراع إلى مصدر الصوت باتجاه استاد القاهرة، وعندما وصلت إلى البوابات رأيت قوات كبيرة من الأمن المركزي مدعومة بالمدرعات، وبدون سابق إنذار انهالت علينا قنابل الغاز وطلقات الخرطوش والرصاص الحي". واستطرد: "عدت مسرعًا إلى المنصة الرئيسية لتنبيه الإمام بضرورة إنهاء الصلاة فورًا فوجد قوات الحرس الجمهوري والشرطة المكلفة بتأمين بوابات النادي تقذف قنابل غاز على المنصة الرئيسية التي يقف عليها الإمام". وتابع: "أصبت بعد ذلك بحالة من ضيق التنفس والاختناق والقىء بسبب الغاز وأسرعت الخطى باتجاه رابعة العدوية وخلفنا قوات الشرطة والجيش تلاحقنا بالرصاص الحي والخرطوش والغاز وسط تساقط الشباب ما بين قتيل وجريح ومختنق". وأشار إلى أنه أثناء بناء التحصينات على مدخل ميدان رابعة شاهدنا قناصًا من وحدات الجيش يطلق الرصاص ويختفى"، موضحًا أنه بعد حوالى ساعتين من هدوء الوضع أسرع لإحضار سيارته من أمام "مسجد المصطفى" فوجد مجموعة كبيرة من المعتصمين محاصرين في المسجد ومجموعة أخرى مقيدة على الأرض تم اعتقالها. فيما أوضح صلاح البحراوى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن المصلين فوجئوا ب 6 مدرعات للشرطة مخصصة لإطلاق الغاز المسيل للدموع واقترابها من منهم، قبل أن ينزل منها عدد من الجنود يرتدون زيًا مدنيًا ويقومون بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاه المصلين. وأشار إلى أن "المدرعات قامت باقتحام الحواجز التي كان يضعها المعتصمون بعدها توغلت قوات الأمن بعد أن سادت حالة من الهرج وقامت القوات بفتح نيرانها على المعتصمين بالخرطوش وطلقات النار الحية، ما أدى إلى تجمع كل المعتصمين في نقطة واحدة أمام الحرس الجمهوري ليفاجئوا بخروج مدرعتين تابعتين للشرطة من مقر نادى ضباط الحرس الجمهوري وسيارات تابعة للحرس قامت هي الأخرى بتصويب النيران على التجمع". وتابع: "بعد سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين بدأت قوات الشرطة والحرس الجمهوري في ملاحقة عدد من المعتصمين بالتجمع الواقف أمام النادي، وقامت باعتقال أكثر من 200 شخص وضعتهم على الأرض كالأسرى". وأكد أنه فور معرفة معتصمى رابعة بالمجزرة بدأ عدد كبير منهم في الهرولة إلى مقر الحرس الجمهوري لنقل المصابين والشهداء إلا أن الشرطة تعاملت معهم أيضًا بإطلاق النار العشوائي، ثم حاصرت مسجد المصطفى عند دار الدفاع الجوي والذي كان يصلي فيه عدد كبير من النساء والأطفال وعدد قليل من الرجال واعتقلتهم جميعًا وقت حدوث المجزرة. فى السياق ذاته، أكد عدد من المصابين، استخدام قناصة الجيش والحرس الجمهوري لرصاصات محرمة دوليًا فى مواجهة المتظاهرين السلميين أثناء قيامهم بالصلاة. وأضاف أحد الجرحى: "الاعتصام كان سلميًا ولم يحدث أى استفزاز من قبل المعتصمين، حتى تم إطلاق النار بشكل كثيف صوب المعتصمين وهم في الركعة الثانية من صلاة الفجر وظل الشهداء يتساقطون واحدًا تلو الآخر"، نافيًا إطلاق عناصر مندسة غير قوات الشرطة والحرس للنيران، قائلا: "والله العظيم قوات شرطة وجيش بزيهم العسكري هما اللي قتلونا". فيما أكد معتصمو رابعة العدوية فى بيان أنهم فوجئوا في الركعة الثانية بوابل من الرصاص الحي وقنابل الغاز تنهمر على المصلين والنساء والأطفال وسقط منهم أثناء الصلاة عشرات الشهداء ومئات المصابين منهم ثلاثة أطفال. وأكد البيان، أن المعتصمين أكدوا للقادة العسكريين سلمية الاعتصام، متسائلا: "هل كان هؤلاء الأطفال يخططون لاقتحام الحرس الجمهوري؟، وهل كان المصلون يطلقون الرصاص أثناء ركوعهم للصلاة والسجود لله تعالى في الركعة الثانية من صلاة الفجر؟، وهل كانت النساء تحمل السلاح حتى تحاصر داخل مسجد المصطفى؟". وأضاف بيان معتصمى رابعة "أن الكذب لن ينطلي على المصريين ولا على العالم أجمع"، موجهين رسالتهم لجنود القوات المسلحة قائلين: "إطلاق النار على الشعب جريمة عسكرية يحرمها القانون والدستور ولا تسقط بالتقادم"، مطالبين الشعب بالاحتشاد فى الميادين لاسترداد الثورة.