ما بين "بلحة سيتي" و"بوابة إبليس" اقترح نشطاء مئات الأسماء في المسابقة التي أطلقتها سلطات الانقلاب لاختيار أفضل اسم للعاصمة الإدارية الجديدة، التي امتصت دماء الشعب وأمواله ويجري البناء فيها على قدم وساق، وهى محجوزة مسبقاً للأثرياء وجنرالات العسكر والفسدة من رجال الأعمال، وممنوع بل محرم على أبناء الشعب أن تطأ أقدامهم أرضها إلا لو كانوا عمالاً أو خدامين. أعلن العميد خالد الحسيني، المتحدث الرسمي باسم العاصمة الإدارية الجديدة، إن هناك مسابقة على اسم جديد للعاصمة الإدارية الجديدة واللوجو الخاص بالعاصمة، وتصل الجوائز لمليون جنيه مصري، وقال الحسيني، في حواره لقناة إكسترا نيوز، إن اسم العاصمة الإدارية الجديدة يتم استخدامه مجازا لحين اختيار اسم ولوجو جديد، مضيفا أن حجم الإنفاق على العاصمة الإدارية من البنية التحتية، يؤدي لزيادة سعر المتر بالعاصمة، ولا يمكن النزول عنه. وكر الشيطان ودخل نشطاء بسخريتهم على الخط مقترحين أسماء للعاصمة من وحي ما يجري على الأرض من قمع وغلاء وإهدار للسيادة، واختلفت الأسماء لكنها اتفقت على السخرية من السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وتراوحت ما بين (بلحة سيتى و بوابة إبليس وفنكوشيا العظمى مدينة ال…… وعجوة سيتي والعرصاية الجديدة ومدينه الأسياد وأرض البلح وعاصمة المجارى ووكر الشيطان وبورتو بلح وبوذا البلحاوي والبلحاوية بورتو والزريبة ومدينة اللصوص وحديقة الخنازير ووكالة البلح). وضربت سخرية النشطاء بمعايير لجنة المسابقة عرض الحائط، وكانت أهم تلك المعايير التعبير عن الشخصية المصرية يظهر صفات العزة والكرامة ويدعم دور مصر الريادي، التفرد والأصالة ، البساطة وعدم التعقد، وضوح المعني وعدم الغموض، الإيقاع الرنان للكلمة، التأكيد على هوية المكان، الجدة والحداثة. ولم يكن يتخيل أحد أن تتحول رواية «يوتيوبيا»، الصادرة في 2008، للكاتب المصري «أحمد خالد توفيق»، إلى حقيقة ملموسة، بيد أن السفيه السيسي، افتتح المدينة المحصنة التي تجمع كبار رجال الجيش والمال ونخبة المجتمع والحكومة، في مكان يصعب على المتظاهرين الوصول إليهم. ما تم في مشروعات في العاصمة الجديدة، تم إنجازها بعد تعطيل العديد من المشروعات القومية والخدمية في البلاد، بعد توجيه 80% من قوة شركات المقاولات الصغيرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، بدلا من إنجاز المشاريع الحكومية الأخرى. وتزعم حكومة الانقلاب ظأنها تستهدف من بناء العاصمة الإدارية الجديدة، الخروج من زحام القاهرة والتلوث، لكن سكان القاهرة يتساءلون عن المنطق من وراء إحلال العاصمة الإدارية الجديدة محل العاصمة الحالية المطلة على ضفاف نهر النيل، والتي يرجع تاريخها إلى ألف عام في الوقت الذي قد يدفع ذلك البديل الجديد آلاف الموظفين الحكوميين إلى الانتقال لمكان ما زال صحراء إلى الآن. رائحة إسرائيل! أغرب ما في عاصمة العسكر، هو تشييد أكبر سور خرساني كثيف التسليح، بارتفاع يصل إلى 7 أمتار حولها، في تشابه مع الأسوار حول المستوطنات الإسرائيلية، في محاولة لفصلها عن العالم الخارجي، الغرض من تشييده هو حماية رموز الانقلاب والنخبة المترفة والأجانب خلف جدران العاصمة الجديدة، وعزلهم عن باقي الشعب، والانتقاء السكاني يفضح عملية العزل العنصري التي تجرى. وتدور أحداث رواية يوتوبيا، للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، في سنة 2023، إذ تحولت مصر إلى طبقتين يسكنون مدينتين، الأولى بالغة الثراء والرفاهية، وهي يوتوبيا المدينة المحاطة بأسوار عالية، ويحرسها جنود أشداء، والتي تقع في الساحل الشمالي، يقر مدقع في العشوائيات التي يتقاتل أهلها من أجل الطعام. ويعاني المصريون، في الرواية، أزمات معيشية طاحنة، أدت للاقتتال فيما بينهم، ومحاولة كل فئة أو مجموعة أشخاص السيطرة على بعض الموارد الضعيفة التي تعينهم على الحياة، والحقيقة لا تختلف عن خيال الرواية بل أشد سوادا وقتامة إذ يعاني المواطن المصري من ارتفاع شديد في الأسعار، منذ أن قررت حكومة الانقلاب في نوفمبر 2016، تحرير سعر صرف العملة الوطنية ورفع أسعار الوقود، في إطار خطة اقتصادية حصلت بموجبها على قرض من صندوق النقد الدولي.