في وصلة من التحريض السافر ضد المطرب والفنان الكبير حمزة نمرة، طالب الكاتب السيساوي عمرو عبدالسميع بمحاكمة النص الغنائي الرائع "داري يا قلبي"، معتبرًا الأغنية تنشر أجواءً من الإحباط بين صفوف الشباب. وفي مقاله المنشور أمس الأربعاء بصحيفة "الأهرام" بعنوان «حمزة نمرة .. والإحباط»، راح عبدالسميع يغمز في الفنان الكبير قائلاً : «إذا كان مؤدى ذلك النص (المطرب) هو علامة على معنى سياسي بعينه، فإن التوقف أمام دلالات أغنياته ومعانيها يصبح من أوجب الواجبات، وإلا كان عكس ذلك يعني قبولنا بأن يسحبنا هذا المطرب إلى حيث يريد سياسيًا دون أن ندري». ويضيف الكاتب السيساوي الذي كان سابقًا ماركيًا بامتياز «الحكاية أن المطرب حمزة نمرة وهو من العلامات التى ارتبط بها أنصار يناير وواحد من الرموز الدالة على حالة الهياج التى انطلقت فى ميدان التحرير وشوارع المحافظات لتنفيذ بدقة وانسياق كامل مخطط حروب الجيل الرابع .. عاد ليطل علينا بأغنية جديدة استمعت لها أخيرا، بعنوان (داري يا قلبي)، وعلى الرغم من أننى أجتهد لاستبعاد ما قيل عن انتماءات حمزة نمرة السياسية والإسلامية من ذهني وأنا أستمع إلى هذه الأغنية، إلا أنها نص غنائي تحريضي استهدف بخبث ونعومة شديدين إثارة حنين في نفوس سامعيها إلى زمن يناير والفوضى الكبرى التي أطلقها، ودون التورط في كلمة سياسية مباشرة». ويتابع عبدالسميع «النص وكلماته كانا مفعمين وزاخرين بالإيحاءات الحزينة لغياب زمن الفوضى والتخريب، والأغنية هي حديث بين المطرب وقلبه يقول له فيها (خايف تتكلم ليه.. فى عيونك حيرة وحكاوى كتيرة.. متغير ليه عن زمان.. قافل على نفسك البيبان.. كم كتر ما أحبطوك تمل)». الكاتب الداعم للانقلاب والاستبداد العسكري يقول «لعلها المرة الأولى التي أصادف فيها مطربًا يغني للإحباط ثم يعود ليقول : (بقى طبعك قلة الكلام.. وطنك والأهل والصحاب.. كان واحد ودع وساب من غير أسباب) إلى أن يصل إلى ذروة الاستخلاص الذى حرص على الوصول إليه: (اتسرق العمر بالبطئ ورسى على مافيش)». وينتهي عبدالسميع إلى التحريض على الفن والمطرب معًا «هذا اللون من المعانى الذى يرمى إلى إطلاق طاقات الحزن والغضب والإحباط حين يجئ من حمزة نمرة بالذات يكتسب بعدا وعمقا كبيرين جدا، وقد حرص من يعدون مثل هذه الرسائل الغنائية على جودة الصنعة وجمال الألحان وقد كانت جميلة بالفعل، ولكن الغرض الأساسى كان تسهيل وصولها للناس وترديدهم لها واحتلال معانيها لوجداناتهم حتى تصبح الخلفية الشعورية التى يجهزون متلقيهم لها بحيث يصير مفعما بالحزن والغضب والإحباط وجاهزا لعدم الانخراط فى أى جهد أو عمل إيجابى أو وطنى بجد»!. 5 أسباب وراء نجاح "داري يا قلبي" وحظيت أغنية "داري يا قلبي" بنجاح ساحق واستمع إليها ملايين البشر بحسب الأرقام التي تتزايد باستمرار لعدد المستمعين لها. فالأغنية استطاعت أن تصل لعدد 4 ملايين مرة استماع على موقع YouTube في أول يومين لطرحها، وحققت ردود أفعال رائعة على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا. وغاب نمرة عن الساحة منذ ألبومه الأخير "اسمعني" أواخر عام 2014، والذي حقق كذلك نجاحا ساحقا ومتابعات تجاوزت عشرات الملايين من المتابعين. "داري يا قلبي" من كلمات الشاعر الغنائي محمود فاروق، الذي سبق وتعاون مع حمزة نمرة أكثر من مرة، مليئة بالمعاني التي تحمل في داخلها الكثير من الشجن والحزن، والتي تلمس الإحساس بالمفردات البسيطة والجديدة في نفس الوقت. واستطاع حمزة نمرة أن يوصل نفس الإحساس الموجود في كلمات الأغنية باللحن الذي قدمه لها، واعتمد فيه على ثلاث جمل لحنية جميعها امتازت بالبساطة والتصاعد في نفس الوقت بين كل جملة، في طابع شرقي تميز بالربط الجيد بين جميع جمله، بالإضافة لإحساس حمزة نمرة الجيد في أداء الأغنية، والذي أظهر حالة الشجن التي تتحدث عنها الأغنية. أما بالنسبة للتوزيع الموسيقي، فإن الأغنية وزعها الموسيقي كريم عبد الوهاب بالتعاون مع حمزة نمرة، وظهر في الأغنية المزج بين الآلات الشرقية والغربية بحرفية جيدة مثل العود والجيتار، والتنوع في الإيقاع بين الالات الإيقاعية الشرقية والغربية أيضا في الدفوف والبركاشن، وهو ما شكل نوع من التنوع الجيد للموسيقى والتنقل بين هذه الأنماط بدون أن يشعر المستمع بأية مشكلة. ومن أسباب نجاح الأغنية كذلك، اللقاء الذي جمع نمرة مع يسري فودة عبر برنامجه "السلطة الخامسة" الذي يبث على فضائية "دويتشه فيله" الألمانية الناطقة بالعربية قبل طرح الأغنية رسميًا. وخلال البرنامج قدم نمرة مقطعًا من الأغنية بالعزف على الجيتار فقط، واستطاع هذا المقطع أن يحقق رواجًا وانتشارًا كبيرًا، وكان سببًا في ترقب الجمهور لطرح الأغنية كاملة. كلمات الأغنية مالك مش باين ليه؟ قلبك تايه من مدة كبيرة خايف تتكلم ليه في عيونك حيرة وحكاوي كتيرة ............................. متغير ياما عن زمن قافل على قلبك البيبان حبيت وفارقت كام مكان عايش جواك إحساسك كل يوم يقل وتخطي وخطوتك تذل من كتر ما أحبطوك تمل فين تلق دواك ............................. بتودع حلم كل يوم تستفرد بيك الهموم وكله كوم والغربة كوم والجرح كبير مبتديش حاجة اهتمام أهلا أهلا سلام سلام بقا طبعك قلة الكلام ومفيش تفسير ............................. داري داري يا قلبي مهما تداري قصاد الناس حزننا مكشوف وأهو عادي عادي محدش في الدنيا دي يتعلق بشي إلا وفراقه يشوف ............................. كل اللي معاك في الصورة غاب وطنك والأهل والصحاب كم واحد ودع وساب من غير أسباب شايف في عينيك نظرة حنين بتحن لمين ولا مين طول عمرها ماشية السنين والناس ركاب ............................. مع دقة عقرب الساعات بتموت جوانا ذكريات عشمنا قلوبنا باللي فات ونسينا نعيش كان مكتوب نمشي الطريق ونفارق كل مدى شيء أتسرق العمر بالبطيء ورسي على مافيش ............................. دارَيْ دارَيْ يا قَلْبَيْ مُهِمّا تُدارِي قُصّاد الناس حَزْننا مَكْشُوف وَأَهْوَ عادِي عادِي محدش فِيَّ الدُنْيا دِي يَتَعَلَّق بِشَيّ إِلّا وَفِراقهُ يُشَوِّف