تلقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس 26 أبريل 2018، دعما لا يمكن التقليل من شأنه؛ بإعلان رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو دعمه للرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية في إطار استعداده للانتخابات المبكرة الرئاسية والبرلمانية التي ستجري يوم 24 يونيو المقبل. وفي مؤتمر صحفي بمقر البرلمان في العاصمة التركية أنقرة الخميس، قال دواد أوغلو: "ليس لدي حزب غير العدالة والتنمية وقرارهم هو قراري ومشواري السياسي سيتواصل معهم"، مؤكدا دعمه أردوغان مرشحا للرئاسة ووقوفه وراء قرارات حزب العدالة والتنمية. وتأتي تصريحات داود أوغلو بعد أيام من لقاء جمعه بالرئيس التركي السابق عبد الله غول ، الذي تتداول وسائل إعلام تركية اسمه كمرشح في الانتخابات الرئاسية، والذي كان قد اجتمع الأربعاء مع حزب السعادة المعارض دون أن يصدر أي إعلان أو تصريحات بعد اللقاء. وفي آخر التطورات في المواقف المتعلقة بخيارات الأحزاب للمرشحين في الانتخابات الرئاسية، نفى حزب الشعب الجمهوري كبرى أحزب المعارضة نيته لترشيح الرئيس السابق عبد الله غُول للمنصب. ونقلت وسائل الإعلام التركية عن القيادي في الحزب "أوزغور أوزال" قوله في تغريدة على حسابه في موقع تويتر إن "هذا الأمر تكهنات .. هذا الاسم غير وارد في أجندتنا لا في الماضي أو الحاضر". وقالت صحيفة "حرييت" المعارضة إن الأسماء التي يتم تداولها داخل حزب المعارضة الرئيس لخوض انتخابات الرئاسة، هما "محرم إنجي" الذي نافس "كليشتدار أوغلو" على رئاسة الحزب، ورئيس بلدية إسكيشهير الكبرى "يلماز بيوكشيرين" ، إلا أن "الحزب لم يعلن مرشحه رسميا للانتخابات الرئاسية". في المقابل قالت رئيسة حزب "الصالح/الخير" (iyi parti) ميرال أكشنار الأربعاء الماضي إنها مستمرة بالترشح للمنافسة على مقعد الرئاسة، وأشارت إلى أنها "ليست في وارد التخلي عن خطواتها في ما يتعلق بالترشح للرئاسة، على الرغم من تقارير تحدثت عن جهود بذلها كيلتشدار أوغلو لإقناعها بعدم الترشح. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن عن انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في يونيو القادم، بعد أن كانت مقررة في نوفمبر من العام 2019 بعد أن أيد غالبية الأتراك في أبريل 2017 التعديلات الدستورية. المنافسون والمرشحون المحتملون يتنافس في الانتخابات معسكران : الأول: يتشكل من حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أردوغان، وحليفه حزب الحركة القومية برئاسة دولت باهشتلي. الثاني: معسكر المعارضة ويمثله أربعة أحزاب رئيسية، وهناك مساع لتشكيل ائتلاف معارض رغم تناقض المدارس الفكرية للأحزاب وهي: -حزب الشعب الجمهوري (علماني). -حزب الشعوب الديمقراطي (كردي). -حزب الخير أو (الصالح)، الأحدث على الساحة السياسية (محافظ أقرب للتوجه العلماني). -حزب السعادة (إسلامي) وهو حزب صغير لم ينجح بدخول البرلمان لعدم تحقيقه النسبة اللازمة لذلك. وبالنسبة للمرشحين، فقد تأكد خوض الرئيس أردوغان للانتخابات مدعوما من الحزب الحاكم العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية برئاسة دولت باهشتلي، وكذلك أعلنت رئيسة حزب الخير أميرال أفشنار أعلنت نيتها منافسة أردوغان. ولم يعلن حزب الشعب الجمهوري (أسسه أتاتورك) مرشحا له، وهناك نقاش ساخن داخل الحزب حاليا، بين الداعين للتحالف مع "غل" أو دعم مرشح قد يملك حظوظا قوية مثل أفشنار، وبين المحافظين والكماليين (نسبة لمؤسس تركيا مصطفى كمال الدين أتاتورك) الداعين إلى إعلان مرشح مستقل للحزب. هل يترشح عبدالله غول؟ استخدم أردوغان لغة ناعمة في تعليقه الثلاثاء الماضي "25 أبريل" على احتمالية ترشح غول ، حيث اعتبر أنه لا مشكلة في ترشح غول لمواجهته، وهو تصريح حمل رسائل اعتبرت دافئة حيث يحرص أردوغان دوما على وصف غول ب "أخي". ونقل عن الرئيس أردوغان ترحيبه، بترشح غول لمنافسته، وهذا يعطي طمأنينة وهدوء بعدم الرغبة لأي إعاقة لمنافس مخضرم ك عبد الله غول، ويشير إلى ثقة لدى أردوغان في تجاوز التحدي، رغم بطاقات القوة لدى غول . بالمقابل اختار باهشتلي لغة بدت خشنة في تعليقه على احتمالات ترشح غول، عندما قال إن هناك "استراتيجية خبيثة للغاية لإعداد الرأي العام بشأن ترشح الرئيس السابق عبد الله غُول للانتخابات المقبلة". وفي سلسلة تغريدات نشرها في حسابه على موقع "تويتر" أضاف باهشتلي أن "تنظيم غولن الإرهابي يقود عملية تقبل بها منظمة بي كا كا الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) ويتحمس لها أعداء تركيا، في حين يطالب أحزاب الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي والسعادة بحماس ترشح عبد الله غُول للانتخابات الرئاسية. سيناريوهات المواجهة: ويرى مراقبون أن سيناريوهات المواجهة في الانتخابات التركية تبدو أقرب لما يلي: 1) أردوغان يواجه الشتات: ألا يترشح غول في مواجهة أردوغان، في حين يواجه الأخير مرشحين عن أحزاب المعارضة، وعندها سيواجه أفشنار، وربما مرشح لحزب الشعب الجمهوري، وهو ما يعني رفع أسهم أردوغان في مواجهة معارضة مشتتة، ولا يستبعد مراقبون أن يحسم الانتخابات من الجولة الأولى. 2) أردوغان وغول والمعارضة: وهذا السيناريو يقوم على أن يخوض غول الانتخابات كمرشح مستقل أو عن حزب السعادة، مع وجود مرشحين آخرين للمعارضة، وهو ما قد يؤدي لتشتيت أصوات المعارضة، وسيحرص الداعمون ل غول أن يصل لجولة ثانية، وهو ما سيفرض مواجهة قوية مع أردوغان. 3) أردوغان في مواجهة غول: ويقوم على أن تتفق المعارضة على ترشيح غول لمواجهة أردوغان، وعندها ستكون المواجهة كبيرة بين الحليفين السابقين، وقد يتمكن غول من الحصول على أصوات من الخزان الانتخابي لأردوغان ، إضافة لتصويت كل الغاضبين على أردوغان لصالحه.