أكدت صحيفة "يني مساج"، أو الرسالة الجديدة، التركية، المعارضة لنظام رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، أن المعارضة التركية تدرس الاندماج مع تحالفات أخرى، لمواجهة طموحات "أردوغان" في الوصول إلى القصر الرئاسي، خاصة بعد فوز حزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات المحلية، التي جرت آواخر مارس الماضي. وتحضّر الأوساط السياسية في الجمهورية التركية لخوض انتخابات منصب رئيس الجمهورية يوم 10 أغسطس المقبل، في ظل تقدم واضح لأردوغان باستطلاعات الرأي. ولم تستطع الأحزاب المعارضة، التي منيت بخيبة أمل بعد فوز الحزب الحاكم في الانتخابات المحلية الماضية، من أن تقدّم للناخبين مرشحين يستطيعون مواجهة رجل تركيا الأول - حتى الآن -. ويعتبر تراجع ثقة المواطن بالأحزاب القومية، التي حكمت البلاد على مدى عقود، وعلى رأسها حزب "الشعب الجمهوري" القومي العلماني، من أبرز عوامل جعل أردوغان المرشح الأول لرئاسة الجمهورية، إضافة إلى عدم قدرة الأحزاب الليبرالية واليسارية من تقديم برامج سياسية، واقتصادية واجتماعية، تقنع الناخبين. وتحاول الأحزاب المعارضة، مجارات المرحلة المقبلة بعقد تحالفات جديدة من شأنها منافسة أردوغان في حال ترشحه المحتمل لرئاسة الجمهورية، رغم أن الحزب الحاكم لم يحسم أمره بعد بشأن مرشحه الرئاسي، والاختيار محصور بين أردوغان، والرئيس الحالي عبد الله غول. ويبدو أن المعارضة تحتاج لمزيد من الوقت لتوضيح موقفها بشأن المرشح المقبل، حيث قدّم زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال قليتشدار أوغلو، دعمًا مشروطًا لفكرة الاتفاق على مرشح مشترك من قبل جميع أحزاب المعارضة للانتخابات الرئاسية. وقال أوغلو: "بطبيعة الحال سيكون لدينا اتفاق على مرشح مشترك إذا استطعنا التوصل إلى توافق في الآراء على شخص ليس لديه هوية سياسية قوية، ويستطيع احتضان جميع الفئات في المجتمع، ويتحدث لغة أجنبية، ويفهم الواقع العالمي والمحلي، ويمتع بالنزاهة". وينادي حزب "الحركة القومية" المعارض بضرورة تشكيل تحالف جامع لقِوى المعارضة بعد النتائج المخيبة للانتخابات البلدية الماضية؛ في حين ما يزال الخلاف العنوان الأبرز لأحزاب المعارضة، حيث انتقد زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، الدعم المشروط لرئيس حزب الشعب الجمهوري للتحالف. وقال إن "الرئيس هو الشخص الوحيد في إدارة الدولة، الذي لا يجب أن يتكلم لغة أجنبية، وينبغي أن يتحدث لغته الخاصة، حتى لو كان قادرًا على التحدث بلغات أخرى أيضًا". وتحتوي لائحة المرشحين المحتملين نائب حزب الحركة القومية عن مدينة إسطنبول في البرلمان ميرال آكشنير، ورئيس المحكمة الدستورية هاشم كيليج، ومرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية أنقرة في الانتخابات المحلية الماضية منصور ياواش، والزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري دنيز بايكال.