"جمايل محمد بن زايد على السيسي لا تعد ولا تحصى"، فقد باتت الساحة خالية أمام قائد الانقلاب السفيه عبدالفتاح السيسي، ليغرد منفردًا على خشبة مسرحية الانتخابات الرئاسية، بعد تسليم أبوظبي الجنرال الهارب لديها "أحمد شفيق"، وإعلان الأخير عدم الترشح في مسرحية الانتخابات، ولكن لكل شيء ثمن ولا مجانية في عالم تقوده الخيانات والمؤامرات، التي أسقطت حكم الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني في البلاد. وبالربط بين موافقة الإمارات الداعم والمحرك الأول لانقلاب 30 يونيو 2013، على ولاية ثانية يغتصبها السفيه السيسي رغمًا عن إرادة المصريين، وتصاعد التوتر على جانبي الحدود السودانية الإريترية، من جهة، وعلى الحدود الإثيوبية الإريترية من جهة ثانية، وذلك بعد أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية من مصر إلى إريتريا، بدعم من الإمارات يظهر الوجه القبيح لأبناء زايد. حرب سودانية مصرية وكشفت مصادر سودانية أن الجيش السوداني أرسل الآلاف من جنوده إلى مدينة "كسلا" شرق البلاد على الحدود مع اريتريا، في حين نقلت صحيفة "الصيحة" السودانية عن مصادر إثيوبية أن قيادة المنطقة الغربية الإثيوبية أرسلت تعزيزات عسكرية قبالة المثلث الحدودي مع اريتريا والسودان. وكانت مصادر خاصة لمراسل "الجزيرة" في إثيوبيا كشفت عن وصول تعزيزات عسكرية من مصر تشمل أسلحة حديثة وآليات نقل عسكرية وسيارات دفع رباعي إلى قاعدة "ساوا" العسكرية في إريتريا. وعلى خلفية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى السودان والاتفاق الذي جرى توقيعه بشأن جزيرة سواكن، شهدت المنطقة تحريضا وتصعيدا قادته الإمارات للإيحاء بأن الاتفاق السوداني التركي موجه نحو السعودية ومصر ودول الحصار عموما. وكشفت مصادر أن اجتماعًا عقد في قاعدة «ساوا» العسكرية في اريتريا وضم عددا من القيادات العسكرية والأمنية من مصر والإمارات واريتريا والمعارضة السودانية ممثلة في بعض حركات دارفور وحركات شرق السودان، وذلك بعد دفع مصر بالتنسيق مع الإمارات بقوات مدججة بأسلحة حديثة وتعزيزات عسكرية إلى قاعدة «ساوا» الإريترية. الفتيل يشتعل وأشعلت هذه الانباء عن التحركات الاماراتية والمصرية في اريتريا، التوتر في المنطقة، وخصوصا بين السودان ومصر، حيث سارعت الخرطوم الى نشر الآلاف من جنودها على الحدود مع اريتريا، بجانب استدعاء سفير السودان لدى القاهرة السفير عبد المحمود عبد الحليم إلى الخرطوم بغرض التشاور. ويرى محللون أن زيارة أردوغان للخرطوم هي المحرك الأبرز للأزمة المشتعلة حاليا بين السودان ومصر. وعلى الرغم من مراهنة كثير من المراقبين على إمكانية عودة الأمور إلى نصابها بعد تجاوز بعض العقبات، إلا أن استدعاء السفير ربما مثل اعترافا كاملا بعمق الأزمة واستحالة معالجتها على الأقل في الوقت الراهن. وشكل سوء النوايا العسكرية للطرفين- حسب متابعين – جانبًا مهمًا في الأزمة المستفحلة، خاصة بعدما نجحت آلة الحرب الإعلامية، خصوصًا (الفضائيات المصرية الخاصة التي تمولها الإمارات) في قيادة الطرفين نحو ما تشبه المواجهة الحقيقية في ظل توالي الاتهامات من كل طرف. وكانت صحف سودانية نقلت عن مصادر أن زيارة لوزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور إلى القاهرة كانت مقررة يوم الأربعاء الماضي قد تأجلت إلى وقت لاحق بسبب انشغالات وزير الخارجية، غير أن تقارير صحفية أخرى كشفت أن التأجيل جاء احتجاجا على الهجوم الإعلامي المصري، المدعوم اماراتيا، المستمر على السودان بعد زيارة الرئيس التركي أردوغان للخرطوم. وفي إشارة إلى العلاقة بين الحضور التركي في السودان وما جرى من اتفاق حول إعادة تأهيل ميناء سواكن القديم ومنح أنقرة حق إدارته، تخشى السعودية والإمارات، اللتان تمتلكان قواعد في "بربرة" الواقعة في جمهورية أرض الصومال الانفصالية وفي اريتريا، من أن يسمح الاتفاق لتركيا، بوضع قواتٍ قريباً من جدة. قطر والسودان وقد وضعت الأزمة الخليجية ترتيبات السلام الهَشّ في منطقة القرن الافريقي في خطر، حتى قبل أن تدخل تركيا على خط الأزمة. وردًا على قرار جيبوتي واريتريا تخفيض مستوى العلاقات مع قطر بُعيد اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو الماضي، سحبت الدوحة قوات حفظ السلام التابعة لها والبالغ عددها 400 جندي من جزيرة دميرة الواقعة في البحر الأحمر. وعلى الفور استولت اريتريا على الجزيرة التي تطالب جيبوتي أيضاً بها، في خطوةٍ قد تُشعِل في نهاية المطاف صراعاً مسلحاً قد تُجَرّ إليه إثيوبيا. ويقول جيمس دورسي وهو زميل بارز في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة في مقال له موقع LobeLog الأمريكي ان الاتفاق السوداني – التركي اثار القلق في العواصم الواقعة على كلا جانبي البحر الأحمر. وأشار جيمس دورسي إلى تصاعد التوتُّر في منطقة القرن الافريقي، التي تنتشر فيها قواعد عسكرية أجنبية تنتشر على طرق التجارة الرئيسية في المحيط الهندي الذي يمتد خطه الساحلي على مسافة 4 آلاف كيلومتر، بعد منح السودان الشهر الماضي، ديسمبر، لتركيا حق إعادة بناء مدينة ساحلية عثمانية مُدمّرة وبناء حوضٍ بحري للسفن المدنية والعسكرية على ساحل البحر الأحمر في البلاد، الأمر الذي أثار قلق السعودية والإمارات حيال التوسُّع العسكري لتركيا التي تربطها علاقات مميزة مع قطر والسودان.