فى 30 يونيو من العام الماضى وقف الرئيس مرسى ليقسم قسم الحكم فى المحكمة الدستورية، كانت الوجوه من حوله حزينة ومكتئبة، وأرجوك عزيزى القارئ راجع الفيديو الخاص بهذه اللحظة التاريخية التى كان يجب أن تكون لحظة فرح للجميع، ولكنها وبفضل التربص بالرئيس من أول لحظة بدت وكأنها لحظة الحرب التى بدأت ولن تنتهى. رغم كل شىء أقسم الرئيس وتوجه إلى جامعة القاهرة ليقسم من جديد وهو يدرك أن وراء الأكمة ما وراءها. لم يمض سوى أقل من شهرين وفى 24 أغسطس حتى بدأت طبول الحرب تدق بالإعلان عن مليونية حل حزب "الحرية والعدالة" وإسقاط مرسى وبعد أسبوع فى 31 أغسطس من العام نفسه انطلقت مليونية "رفض أخونة الدولة ومحاكمة العسكر". إذن الحديث عن فشل إدارة مرسى كلام فارغ، والصواب أن الحرب بدأت على مرسى والحزب والإخوان مبكرا، ولم ينتظر القوم فشل أو نجاح الرئيس مرسى حتى يتحركوا من الداخل والخارج، هنا لا بد من الوقوف أمام المشهد بدقة ومعرفة الأطراف الرئيسية التى تتحكم فيه. الرئيس يواجه الدستورية الغاضبة بسبب فوزه وغير المرتاحة لتوليه السلطة، والمجلس العسكرى ينتظر اللحظة المناسبة لكى يعود إلى السلطة من الباب العالى "باب مطلب الشعب بسبب فشل مرسى أو أخونة الدولة"، فى هذه اللحظة التاريخية تقع أحداث مأساوية يوضع فيها الرئيس المكبل بإعلانات المجلس العسكرى أمام تحد خطير لعبت فيه الآلة الإعلامية الجهنمية للمجلس العسكرى وحلفائه دورا كبيرا، خصوصا وهى تنشر صورا ولقطات للرئيس وهو يناقش القيادات العسكرية على أرض سيناء، بينما يشير المشير برأسه مستهزئا بكلام الرئيس. فى هذه اللحظة أتصور أن أكبر وأعظم إنجاز قام به الرئيس مرسى هو القضاء على فكرة سيطرة المجلس العسكرى على الحكم والقضاء معها على أحلام من ينادون بعودة الجيش إلى السلطة. ولمزيد من التوضيح فإن سيناريوهات عدة كانت قد وضعت من أجل تقييد الرئيس المنتخب وإظهاره بأنه دمية أو لعبة فى يد العسكريين، وعليه أن يقبل بهيمنة العسكريين على السلطة أو مواجهة الانقلاب الذى حدد له موعدا لا يخلفه أحد، وهو نهاية أغسطس فى العام نفسه، ولو تابعت خطة المليونيات، فيمكنك فهم تفاصيل الخطة التى استمرت رغم إبعاد طنطاوى وعنان. كان الإعلان الدستورى الصادر فى 11 أغسطس 2012 أهم إنجازات الثورة على يد الرئيس مرسى ولولا قرراه بإبعاد طنطاوى وعنان وإعلانه الدستورى الأول فلربما عادت الأمور لنقطة ما قبل 11 فبراير 2011.