* مغامرة مورينيو كادت تعبر به إلى ويمبلى.. وخسارة أولى لبروسيا فى دورى الأبطال قمة أوروبية مجنونة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. قدم خلالها فريق ريال مدريد وضيفه القادم من ألمانيا بروسيا دورتموند فاصلا من الكفاح والمتعة والندية، فى ملحمة كروية وقفت خلالها الجماهير على أطراف الأصابع حتى أطلق الحكم صافرة الختام. "ثأر الريال وتأهل الألمان" كان عنوان مباراة الإياب بين الكبيرين ريال مدريد وبروسيا دورتموند فى نصف نهائى دورى الأبطال على ملعب سنتياجو برنابيو بالعاصمة الإسبانية، والتى شهدت صحوة متأخرة لكتيبة مورينيو توقفت عند هدفين دون رد فى الوقت القاتل عبر الثنائى بنزيمة وراموس فى الدقيقتين (82، 88) ولكنها لم تكن كافية، لتمنح بطاقة العبور إلى المحطة الختامية للفريق الألمانى للمرة الأولى منذ 16 عاما. وتوقفت مسيرة النادى الملكى عند دور نصف النهائى فى البطولة الأهم فى القارة العجوز للعام الثالث على التوالى وللمرة الثانية على يد الألمان بعدما أطاح به البايرن الموسم الماضى، ليعجز سيد الكرة الأوروبية عن الوصول إلى النهائى للمرة ال14 فى تاريخه بحثا عن النجمة العاشرة. وكان البلانكو على بُعد هدف وحيد لتسجيل عودة تاريخية أمام دورتموند بعد السقوط المدوى لرفاق رونالدو قبل أسبوع على ملعب سيجنال إيدونا بارك برباعية مقابل هدف وحيد، إلا أن صافرة الحكم الإنجليزى هاورد ويب لم تمنحهم مزيدا من الوقت لتحقيق المعجزة إلا أنه اكتفى برد الدين لدورتموند بعد الخسارة أمامه مرتين هذا العام مقابل تعادل وحيد. وتلقى يورجن كلوب الهزيمة الأولى فى دورى الأبطال بعد 11 مباراة من الإبداع سطر خلالها الفريق الأصفر مسيرة مميزة عبرت به فى النهاية إلى ملعب ويمبلى، إلا أنه ثأر لهزيمته أمام الريال قبل 15 عاما فى المرحلة ذاتها للبطولة والتى حسمها الملكى لصالحه تحت قيادة يوب هاينكس "مدرب البايرن الحالى". وتأهل أسود الفيستيفالن للمباراة النهائية للمرة الثانية فى تاريخه بحثا عن اللقب الثانى، وينتظر الفائز من موقعة الكامب نو بين برشلونة الإسبانى وبايرن ميونيخ الألمانى للصراع على الكأس ذات الأذنين الكبيرتين فى ملعب ويمبلى بالعاصمة الإنجليزية لندن يوم 25 مايو الجارى. بدأت المباراة بدفعة معنوية كبيرة من جانب أنصار الريال الذين صمموا دخلة مثالية على شكل كأس البطولة من أجل تحفيز الفريق لتعويض رباعية الذهاب، وقابلها البرتغالى المغامر جوزيه مورينيو بتشكيلة هجومية بالدفع بلوبيز فى حراسة المرمى وأمامه الرباعى راموس وفاران وإيسيان وكوانتراو وارتكاز وحيد تشابى ألونسو ورباعى العمليات مودريتش وأوزيل ودى ماريا ورونالدو ومهاجم وحيد هيجواين. ومع توقع يورجن كلوب مجازفة غريمه البرتغالى قرر السيطرة على وسط الملعب بالدفع بالثلاثى جوندوجان وكوبا وبيندر مع الاعتماد على سرعة الثالوث رايوس وجوتزه وليفاندوفيسكى "بطل الرباعية" لقتل المباراة. ويستمر الضغط المدريدى من أجل فك طلاسم الدفاع الرائع لدورتموند بقيادة الثنائى هوملز وسوبوتيتش حتى فض الحكم الاشتباك معلنا نهاية نصف المباراة بالتعادل السلبى، وتعقد موقف الريال، وخسارة الألمان جهود جوتزه للإصابة. وحققت الانطلاقة الألمانية المطلوب وأحدثت ارتباكا فى صفوف الريال ليمتلك الأصفر زمام الأمور ويضغط بحذر على مرمى لوبيز ويضيع جوندوجان فرصة أخرى للتسجيل، مما يضطر مورينيو للدفع بالثنائى كاكا وبنزيمة على حساب كوانتراو هيجواين فى الدقيقة 56 لإنعاش هجومه أعقبها بتغيير ثالث فى منتصف الملعب ألونسو لحساب خضيرة. وبالفعل يتحرك الريال من جديد وينشط الغائب رونالدو، وتشهد الدقائق العشر الأخيرة قمة الإثارة فيمنح الفرنسى بنزيمة الريال الهدف الأول فى الدقيقة 82 مستفيدا من عرضية ولا أروع لأوزيل، ويضغط المارينجى بقوة ويضيف راموس الهدف الثانى فى الدقيقة 88 لتشتعل الأجواء، ويضيف ويب 5 دقائق فى حياة الريال ولكنها تمر بلا فائدة ليخرج الريال بشرف ويتأهل دورتموند بجدارة. وربما تكتب المباراة كلمة النهاية بين مورينيو والريال، بعدما كشف البرتغالى عقب المباراة أنه يعتقد أن عليه الرحيل إلى مكان آخر يشعر فيه بالحب، فيما برهن كلوب على أنه أحد الكبار فى عالم التدريب بعدما قاد مجموعة من الشباب إلى عتبات منصة التتويج.