في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.. لم أكن أتخيل أن لقاء العودة سيسير بهذه الطريقة فالريال الذي ظهر في المباراتين لمدة 20 دقيقة كان سيهزم دورتموند الذي كان أفضل في 160 دقيقة مدة زمن المباراتين ولكن السيناريو المجنون الذي سارت به مباراة الأمس أنقذت حلم كلوب في التتويج بأول لقب قاري في تاريخه كلاعب أو مدرب ومن تتويج قائمة بروسيا بالكامل التي لم تتذوق طعم البطولات القارية مع أندية أو منتخبات. الحظ الذي تخلي عن الريال في اول 15 دقيقه سانده مرة أخري في إضاعة بروسيا لثلاثة أهداف محققة طوال ساعة كاملة كان فيها الفريق الألماني هو الأكثر فعالية خاصة بعد حالة ( التسرع ) من جانب لاعبي مدريد.. والتحكيم الذي أنقذ هوملز من الإنذار أنقذ قبله شابي الونسو وراموس من أكثر من طرد .. وددت أن أطرح هذين الأمرين قبل الدخول في تحليل اللقاء لأنني من النوعية التي لا تحب أن تلقي بشماعتها على التحكيم والحظ. سيناريو اللقاء لعب مورينيو 4-2-3-1 بوجود إيسيان وراموس وفاران وكوينتراو في الدفاع أمامه ألونسو ومودريتش إرتكازيين في الوسط وعاد دي ماريا ليجاور أوزيل والدون رونالدو في وجود هيجواين كرأس حربة. وإستمر كلوب ب 4-2-3-1 بوجود بيسيك وشميلزر كظهيرين بينهما سوبوتيش وهوملز كقلبي دفاع أمامهم جوندوجان وبيندر ثم الثلاثي بيلازكوفسكي كجناح أيمن وماريو جوتزه في العمق وعلى الطرف الأيسر ماركو رويس وفي الأمام ليفاندوفسكي. طبيعي أن يهاجم الريال بكل كثافة في الدقائق الأولي من المباراة ساعده في هذا مغامرة مورينيو بتحويل ألونسو إلي إرتكاز أمامي لتتحول الطريقة إلي 4-1-3-2 مع دخول أوزيل في أوقات بالتبادل مع رونالدو لشغل مركز رأس الحربة بجوار هيجواين. السماء تساند الألمان ثانيا فبالرغم من أن إصابة جوتزة المبكرة أجهضت خطط كلوب الهجومية إلا أن دخول جروزكرويتس بديلا له أمن جبهة شميلزر المستباحة في ظل فترة عدم اتزان دفاعية من ماركو رويس. مع دخول جروزكرويتس تبدل شكل الفريق وبات معتمدا أكثر على 4-4-1-1 وبات رويس أكثر حرية في الملعب مع تأمين شميلزر ببديل جوتزة وبقاء الثنائي البولندي بيسيك وبلازكوفسكي على الجانب الأيسر. حالة ( فرد العضلات ) التي انتابت شابي ألونسو وراموس على ليفاندوفسكي لم تؤثر على إبداعات اللاعب البولندي الذي تحمل الضرب المتعمد من الثنائي الاسباني وفي كل مرة لا يهتم فيها ثنائي مدريد إلا بالضرب كان رويس يتسلل رويدا خلف لوكا مودريتش. ريال مودريتش ..هذا ما كان يحتاجه ريال مدريد أمس ..كان يحتاج لأن يكون الفريق بأكمله يلعب مثل مودرتيش فاللاعب الكرواتي شغل مركز لاعب الوسط المدافع المتأخر بجدارة وقطع الكرات وشن هجمات وكان دائما في المكان والزمان المناسبين لبداية الهجمة ويكفيه أنه الوحيد الذي كان يخترق عمق وسط ملعب بروسيا ..شاهد الفيديو التالي مودريتش by ayman100100 ربما في ظل انشغال مورينيو بالهجوم نسي طريقة دفاع دورتموند التي تتلخص في أن الرباعي الخلفي يقف على حدود منطقة الجزاء لذلك فإن محاولة ضرب الدفاع بكرة عميقة مباشرة من الخلف لداخل المنطقة باءت بالفشل ولم تنجح سوي مرة وحيدة في أول دقائق المباراة وتصدي له رومان فاندر فيلر. أمر ثان لم يفطن له مورينيو ..هو ان ثنائي ارتكاز دورتموند حصلا على إنذارين في الشوط الأول وهذا يعني حرصهم البالغ عند التدخلات في العمق وكان حتميا نزول كاكا بديلا لألونسو مادام المو لعب بارتكاز واحد ولكن للأسف جاء التغيير متأخرا بعد ربع ساعة من الشوط الثاني. دخول خضيرة وبنزيمة وخروج هيجواين وكوينتراو وتعديل خطة اللعب إلي 3-1-3-3 بالرغم من خطورتها دفاعيا إلا أن أتت بفاعليتها في النهاية مع استمرار الضغط ومع دخول كاكا الذي امتاز بالهدوء أمام منطقة ال18 وأهدي أوزيل تمريرة أتت منها هدف بنزيمة الأول وقبلها أعطي دي ماريا تمريرة على الجانب الأخر ولكنه أهدرها ...لماذا لم يشترك كاكا مبكرا ؟ إيسيان ولوبيز مع لوكا كانوا أفضل لاعبي الريال أمس وبسببهم كان الريال سيصل للنهائي خاصة لوبيز الذي حافظ على نظافة شباكه حتي ال 10 دقائق الأخيرة والتي رأينها فيها كل شيء. النجوم مثلما هم نعمة على الفريق يصبحون مشكلة إذا ما تأثر مستواهم ولو أن رونالدو في 50% من مستواه لربما صعد الريال لنهائي ويمبلي ولكن صاروخ الريال لم يكن في يومه أبدا ربما بسبب الإصابة ..في وقت كان يحتاج فيه الريال إلي 11 لاعب يؤدون مثل مودريتش درس الأمس هل يسفيد منه برشلونة اليوم ... ارتكاز وأطراف البايرن لديها إنذارات .. ستدخل المباراة خائفة من الغياب عن النهائي وليس مجرد الطرد من مباراة قبل النهائي.. من يدري ؟ للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك