هل انتهي زمن الكرة الإسبانية التي امتعت الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في السنوات الخمس الاخيرة وجاء الدور ليحل الالمان محلها ؟! السؤال الذي فرض نفسه بقوة بعد الفوز الكاسح الذي حققه فريق بروسيا دورتموند ليلة أمس علي ريال مدريد الاسباني في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري ابطال اوروبا وبعد24 ساعة فقط من السقوط المدوي لبرشلونة امام بايرن ميونيخ صفر4 في الدور نفسه ليصبح الناديان الالمانيان علي اعتاب المباراة النهائية للبطولة. بهذا الفوز الكبير وضع بروسيا دورتموند قدما في النهائي الذي سيقام في ستاد ويمبلي بإنجلترا. أحرز المهاجم البولندي العملاق روبرت ليفاندوفسكي أهداف دورتموند الأربعة في الدقائق8 و50 و55 و66 من ركلة جزاء, في حين سجل كريستيانو رونالدو هدف الشرف للريال في الدقيقة43 من المباراة التي اقيمت علي ملعب سيجنال بارك بالمانيا. بدا أن البرتغالي جوزيه مورينيو يريد الخروج بأقل الخسائر من المباراة, فتسبب ذلك في قلب الطاولة عليه, بعد ان لعب السبيشيال وان بتشكيل يميل إلي الدفاع, عندما دفع بسيرجيو راموس في مركز الظهير الأيمن بدلا من أربلوا, وهو ما استدعي مشاركة البرتغالي بيبي في مركز قلب الدفاع, ولعب بالكرواتي لوكا مودريتش وتشابي ألونسو وسامي خضيرة في وسط الملعب, ووضع الأرجنتيني دي ماريا علي مقاعد البدلاء. في المقابل دفع يورجن كلوب المدير الفني لبروسيا دورتموند بقوته الضاربة المتمثلة في لاعب الوسط المهاجم ماريو جوتزه, المنتقل مؤخرا إلي بايرن ميونيخ, وماركو ريوس, وأمامهم المهاجم البولندي الخطير روبرت ليفاندوفسكي, ولم يتقهقر الفريق الألماني للدفاع ولم يخش الريال. تقهقر الفريق الملكي للدفاع كما وضح من تشكيل المو في بداية المباراة, وسيطر دورتموند علي مجريات الأمور, وكانت اللقطة الأولي لصالح أصحاب الأرض من ماركو ريوس الذي اخترق الدفاع المدريدي بسهولة شديدة وشدد كرة أرضية أنقذها الحارس دييجو لوبيز ببراعة. الضغط الألماني الرهيب أسفر عن هدف في الدقيقة الثامنة, عندما لعب ماريو جوتزه كرة عرضية من الجهة اليسري, ونجح ليفاندوفسكي الهروب من رقابة البرتغالي بيبي وسدد الكرة في المرمي مسجلا الهدف الأول للألمان. حاول الريال الاستفاقة ولكن لاعبي دورتموند أحكموا الرقابة علي المثلث الهجومي للجلاكتيوس رونالدو, هيجوايين, مسعود أوزيل, وافتقد فريق مورينيو الفاعلية الهجومية لدرجة أن الفريق لم يصل إلي المرمي حتي منتصف الشوط الأول, وكانت تسديدة صاروخ ماديرا في الدقيقة23 هي اللقطة المدريدية الأولي علي المرمي والتي تصدي لها الحارس رومان فايندلفر بثبات. استعاد ريال مدريد السيطرة نسبيا علي منطقة المناورات بفضل تحركات سامي خضيرة ومودريتش, ولكن الدفاع الألماني الحديدي وقف بالمرصاد أمام الهجمات المدريدية التي افتقدت الخطورة. كاد بواشتشيكوفسكي يعزز تقدم دورتموند في الدقيقة30 عندما انطلق من الجهة اليمني وانفرد بالمرمي ولكن هيجوايين تقمص دور المدافعين وأنقذ فريقه في اللحظة الأخيرة. اشتعلت المباراة في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول, انطلق ريوس ودخل منطقة الجزاء وسقط علي الأرض وطالب لاعبو وجماهير دورتموند باحتساب ركلة جزاء علي رفائيل فاران, إلا أن الحكم الهولندي كيوبرس أشار باستئناف اللعب. ارتدت الكرة, ومرر مودريتش كرة بالكعب إلي هيجوايين, أخطأها هوميلز بغرابة, وخطفها المهاجم الأرجنتيني ولعب الكرة لرونالدو الذي سدد في المرمي الخالي مسجلا هدف التعادل للريال في الدقيقة.43 الانتفاضة الألمانية عادت من جديد مع بداية الشوط الثاني, وأعلنت عن هدف ثاني في الدقيقة50, عندما سدد ريوس كرة ضالة من علي حدود المنطقة التقطها القناص ليفاندوفسكي ووضعها أرضية في المرمي في الوقت الذي وقف فيه دفاع الريال علي اعتبار أن المهاجم البولندي في وضع تسلل. الإعصار الألماني ضرب الميرينجي من جديد في الدقيقة55, حيث أعلن ليفاندوفسكي عن الهدف الثالث له ولفريقه عندما التقط كرة ضالة من شمليزر داخل المنطقة وسدد بكل قوة في سقف مرمي لوبيز. تحرك الريال في رد فعل علي الثلاثية الألمانية, ولكن الهجمات المدريدية لم تشكل أي خطورة علي المرمي, في الوقت الذي كاد فيه إلكاي جوندوجان يسجل هدفا رائعا, بعد أن اخترق الدفاع الملكي بسهولة غريبة, وسدد صاروخ أرض جو نجح لوبيز في تحويل الكرة إلي ركنية ببراعة يحسد عليها في الدقيقة60. في الدقيقة65 احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح دورتموند بعد احتكاك بين تشابي الونسو وماريو جوتزه, تصدي ليفاندوفسكي للكرة وسدد صاروخا في سقف المرمي مسجلا سوبر هاتريك. تحرك مورينيو بعد أن فات القطار, ودفع بكريم بنزيمه ودي ماريا بدلا من هيجوايين ومودريتش, وكاد خضيرة أن يعيد الريال للمباراة ولكن الحارس فايندلفر تصدي للكرة. تألق لوبيز من جديد وأنقذ فريقه من هدف خامس للمهاجم العملاق ليفاندوفسكي الذي أطلق صاروخا من خارج منطقة الجزاء حولها الحارس لركنية. دفع مورينيو بالبرازيلي كاكا بدلا من تشابي ألونسو في مخاطرة كبيرة, ولم يشكل الريال أي خطورة علي المرمي باستثناء محاولة لرونالدو أنقذها الحارس الألماني قبل نهاية المباراة ب3 دقائق, وكاد فاران يسجل هدف عودة الأمل للريال ولكن كرته مرت بجوار القائم بقليل لتنتهي المباراة بفوز كاسح للألمان.