إذا مرت بك أزمة طاحنة فلا تخفض رأسك خجلا ولا انكسارا وارفعها عالية وقل يا رب وانتظر المدد من السماء سيأتيك وإن تأخر الناس وقت الضيق تفهم المسألة على نحو خاطئ يعتقدون أن المدد والعون يأتى من الأرض أو من البشر لذا تراهم يخفضون رؤوسهم ويذلون أنفسهم على الأبواب ثم تكون المفاجأة أنهم لا ينالون ممن سألوهم خيرا ولكن انظر إذا ما وليت وجهك شطر السماء وقلت يا رب لن أهلك وأنت معى "قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّى سَيَهْدِينِ" قل يا رب وارفع صوتك بالدعاء مدويا أو ناجِه سبحانه وتعالى فى سرك فالله يسمعك ويراك ويشعر بمصيبتك وبلواك حين تخترق عبر السماوات شكواك فيعلن فى عليائه "وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين" تعتقد أن الدنيا تقف ضدك ، وأنك وحيد؟ إذا كانت محبة الله وخشيته تسكن بين ضلوعك فهل تتوقع أن يخذلك "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" فلماذا تقول وتدعى أنك وحدك؟ الآخرون ومن تحزب ضدك هم من يعيشون ويموتون وحدهم أما أنت فمعك الله "قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ" الذى كتب النصر لمن نصره "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِى عَزِيزٌ" ووعد بالنصر هو ورسله والمؤمنين على أعدائه "كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِى إِنَّ اللَّهَ قَوِى عَزِيزٌ" "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ" يبدو لى أن لديك شكا فيما أقول سأتركك تقرأ هذه الآية فتمعن فيها، وأنعِم النظر والعقل فى معانيها اسمع يا سيدى قوله تعالى: "منْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ ينصَرَهُ الله فى الدنيا والآخرة فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إلى السماء، ثمَّ لْيَقْطَعْ، فَلْيَنْظُرْ هل يُذْهِبَنَّ كيدُهُ ما يَغيظُ" هه... ما رأيك الآن؟ هل ما زلت فى شك من وعد الله ونصره هل ما زلت تعتقد أنك وحدك فى مواجهة الآخرين هل زالت الرهبة والخوف والقلق تعالَ هنا... انتظر الى أين تذهب؟ من فضلك اقرأ الآية التالية "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم" أظنك فهمت المطلوب إذا قمت به فانتظر الفرج قريبا جدا إن شاء الله.