عبد الوهاب حامد: لأن الرسول صلي الله عليه قال: لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به ولهذا يتواصل الحديث حول ما يحبه النبي صلي الله عليه وسلم وما يكرهه فتكون الأمور واضحة أمام المسلم, ومن الأشياء التي يحبها النبي في هذه الحلقة جوامع الدعاء فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله عليه السلام يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوي ذلك وهي الجامعة لخير الدنيا والآخرة وهي ما كان لفظه قليلا ومعناه كثيرا كما في قوله تعالي ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وقوله تعالي ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب: ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة, قال علي القاري: هي التي تجمع الأغراض الصالحة أو تجمع الثناء علي الله تعالي وآداب المسألة. وقال المظهر: هي مالفظه قليل ومعناه كثير شامل لأمور الدنيا والآخرة نحو: اللهم أني اسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة, وكذا اللهم إني أسألك الهدي والتقي والعفاف والرضي والغني ونحو سؤال الفلاح والنجاح. وكان الرسول يترك ما سوي ذلك مما لا يكون جامعا, بأن يكون خاصا بطلب أمور جزئية كا رزقني زوجة حسنة, فان الأولي والأحري منه: أرزقني الراحة في الدنيا والآخرة فانه يعمها وغيرها. الرسول عليه السلام يقول: الدعاء هو العبادة قال ربكم ادعوني استجب لكم, أي هو العبادة الحقيقية التي تستاهل أن تسمي عبادة لدلالته علي الاقبال علي الله والاعراض عما سواه بحيث لا يرجو ولا يخاف إلا اياه قائما بوجوب العبودية معترفا بحق الربوبية, عالما بنعمة ألا يجاد طالبا لمدد الأمداد علي وفق المراد وتوفيق الاسعاد, لقد أمر الله سبحانه عباده بأن يدعوه وحضهم علي الدعاء وسماه عبادة ووحدهم بأن يستجيب لهم, وأخبرهم بأنه قريب يجيب دعوة من دعاه, ويستحي أن يرد يدي عبده خاليتين, قال الله تعالي: وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:: ان ربكم تبارك وتعالي حي كريم, يستحي من عبده اذا رفع يديه اليه أن يردهما صفرا.