ننشر أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 3 - 6 - 2025    وزير الخارجية الإيرانى مغردا: الدبلوماسية بين إيران ومصر دخلت مرحلة جديدة    وزير الكهرباء يتابع تصنيع مهمات وتوربينات مفاعلات محطة الضبعة النووية بفرنسا    «الملوخية ب20».. أسعار الخضار فى أسواق الإسكندرية اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025    أسعار طبق البيض اليوم الثلاثاء 3-6-2025 في قنا    تفاصيل تعديلات قانون المحميات الطبيعية.. إحالتها إلى رئيس الجمهورية.. عدد المحميات الطبيعية فى مصر.. أهداف دراسة الأثر التشريعي    رئيس جامعة القاهرة: تقديم خدمات الكشف الطبي على أبطال مصر في ألعاب القوى    سفيان رحيمي نجم الشباك في العين الإماراتي قبل مونديال الأندية    عضو الاتحاد السكندري: محمد مصيلحي لا غبار عليه.. ويتعرض للهجوم لهذا السبب    تداول امتحان العلوم لطلاب الشهادة الإعدادية بالقاهرة والتعليم ترد    قبل بدء عرضه، تعرف على أبطال مسلسل فات الميعاد    لموسم حج صحي، 8 نصائح مهمة من القومي للبحوث لمقاومة نقص المياه والأملاح بالجسم    محافظ أسيوط يتفقد المركز الصحي الحضري لمتابعة مستوى الخدمات الطبية المقدمة    إضافة أسرّة رعاية مركزة وحضّانات وأجهزة غسيل كلوي بمستشفى الكرنك بالأقصر    محافظ القاهرة: رفعت درجة الاستعداد بجميع المستشفيات استعدادا للعيد    حبس المتهمين بخطف شخص بسبب خلافات مالية بالمقطم    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم الثلاثاء 3 يونيو    منها «سيد الظلام» ما هي أكثر الأبراج شرًا.. اكتشف الجانب المظلم لكل برج    إيذاء للناس ومخالفة لأخلاق الإسلام.. دار الإفتاء توضح حكم ذبح الأضاحي في الشوارع    ترامب يقوض عرضا أمريكيا لإيران ويُعلن: لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم    كوريا الجنوبية تبدأ التصويت لاختيار رئيس جديد    «هُدنة 48 ساعة فقط».. بيان مهم بشأن حالة الطقس ودرجات الحرارة في القاهرة والمحافظات    جامعة بنها تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة (الشروط وطريقة التقديم)    ماذا قدم الزمالك وبيراميدز مع بسيوني قبل نهائي الكأس؟    غارات مميتة على غزة .. وحدث مهم في سوريا (فيديو)    سعر الدولار الثلاثاء 3 يونيو 2025 في البنوك    البيت الأبيض: اتصال محتمل بين ترامب وشي الأسبوع الجاري    قرار مفاجئ من ياسين السقا بعد خبر زواج والدته مها الصغير من طارق صبري    تشكيل الزمالك المتوقع أمام بيراميدز في نهائي كأس مصر.. وموقف زيزو    الحج 2025.. هل يجوز للمحرم إزالة شيء من شعره أو أظفاره أثناء إحرامه    «كل حاجة هتبان».. هاني سعيد يرد على رحيل إدارة بيراميدز والدمج مع مانشستر سيتي    لماذا فشل مقترح عقد امتحانات الثانوية العامة ب الجامعات؟.. التعليم تجيب    محافظ سوهاج يتفقد شارع «أسيوط- سوهاج» بعد الانتهاء من أعمال التطوير والتجميل    أوربان: بروكسل قررت أن على أوكرانيا مواصلة النزاع    موعد مباراة الترجي وفلامنجو في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    مديرية الطب البيطري بالوادي الجديد تطرح لحومًا بلدية ب280 جنيها للكيلو    منح شهادات امتحانات النقل مجانًا لطلاب الوادي الجديد    رئيس قسم الزلازل ب"القومي للبحوث الفلكية": قوة الهزة 5.8 وضرب عدة دول منها مصر    زلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب الحدود التركية.. والمصريون يشعرون به للمرة الثالثة في شهر    مروان عطية: لم نعرف بقرار الإدارة قبل مباراة الزمالك بساعة ونصف.. وألعب مصابا    أحفاد نوال الدجوي يبدأون مفاوضات الصلح وتسوية خلافات الميراث والدعاوى القضائية    وسط تحذيرات صهيونية من دخولها . اعتقالات تطال مهجّري شمال سيناء المقيمين بالإسماعيلية بعد توقيف 4 من العريش    محامي نوال الدجوي يكشف وصية سرية من نجلتها الراحلة منى    رحمة محسن: اشتغلت على عربية شاي وقهوة وأنا وأحمد العوضي وشنا حلو على بعض    "أوقاف سوهاج" تطلق حملة توعوية لتقويم السلوكيات السلبية المصاحبة للأعياد    مستقبل وطن بالأقصر يُنظم معرض «أنتِ عظيمة» لدعم الحرف اليدوية والصناعة المحلية    سقوط «نملة» بحوزته سلاح آلي وكمية من المخدرات بأسوان    بمشاركة 500 صيدلي.. محافظ قنا يشهد افتتاح مؤتمر صيادلة جنوب الصعيد الأول    1400 طالب يوميًا يستفيدون من دروس التقوية في مساجد الوادي الجديد    عاشور يهنئ فلوريان أشرف لفوزها بجائزة أفضل دكتوراه في الصيدلة من جامعات باريس    بسبب لحن أغنية.. بلاغ من ملحن شهير ضد حسين الجسمي    قرار من رئيس جامعة القاهرة بشأن الحالة الإنشائية للأبنية التعليمية    طريقة عمل شاورما اللحم، أكلة لذيذة وسريعة التحضير    أسطورة ميلان: صلاح خارق وبطل هذا العام    الكشف عن تمثال أسمهان بدار الأوبرا بحضور سلاف فواخرجي    تزوج فنانة شهيرة ويخشى الإنجاب.. 18 معلومة عن طارق صبري بعد ارتباط اسمه ب مها الصغير    حين يتعطر البيت.. شاهد تطيب الكعبة في مشاهد روحانية    سعد الهلالي: كل الأضحية حق للمضحي.. ولا يوجد مذهب ينص على توزيعها 3 أثلاث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. نادية مصطفى: البعض يتعاون مع الثورة المضادة تحت ذريعة حماية الثورة من الإخوان

د.نادية مصطفي الفائزة بجائزة "إنجاز الحياة" ل"بوابة الحرية والعدالة"
* الجولات الخارجية للرئيس ناجحة وعدم الاستقرار يعرقل جني ثمارها
* سياسة مصر الثورة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح الوطنية
* العنف والبلطجة ليس عصيانا مدنيا بل محاولات لإسقاط للدولة
* المنادون بالحرية والديمقراطية يرفضون مشاركة فصيل بعينه في السلطة
أكدت الدكتورة نادية مصطفى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن السياسة الخارجية للدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، حققت نجاحات مهمة وفتحت أبواب جديدة ودعمت علاقات مصر مع العديد من الدول ولكن للأسف يتم التعتيم عليها أو تشويهها أو إثارة فزاعات مختلقة حولها رغم أهمية هذه الجولات التي جاءت وفق منهجية تحقق مردود إيجابي على الوضعين الخارجي والداخلي.
وترى مصطفى في حورها مع "الحرية والعدالة" أن هناك سلسلة وموجات من الاستنزاف والعنف المستمر تمارسها بعض قوى المعارضة تحت ذريعة حماية الثورة بينما الحقيقة أنها تعيش حالة من الازدواجية والانتقال من معسكر الثورة إلى التحالف مع قوى الثورة المضادة، بينما نحن بحاجة لمعارضة حقيقية تمارس الآليات الديمقراطية في النقد.
وكشفت عن وجود حالة من "الإخوانوفوبيا" تمارسها بعض تيارات أصابها الكره الشديد للإخوان وإقصاءهم بينما تدعي احترام الحريات والمدنية ترفض وجود فصيل بعينه في الحكم، وتمارس العنف، وتقلب المفاهيم وتدعي ممارسة عصيان مدني بإجبار الناس عليه ومحاصرة مؤسسات الدولة والهجوم عليها مما يجعله استنزاف للدولة والرئاسة ولإفشالهم.
وأشارت إلى أن فوزها بجائزة "إنجاز الحياة" من جمعية علماء اجتماع المسلمين ببريطانيا جاءت لتكريم مشوارها العلمي والعملي طيلة حياتها ... وإلى تفاصيل الحوار ...
في البداية، ماذا تمثل لك جائزة "انجاز الحياة" التي حصلت عليها مؤخرا من جمعية علماء اجتماع المسلمين ببريطانيا؟
هي جائزة مهمة ومزدوجة ففي منتصف عام 2012 طلبت مني جمعية علماء اجتماع المسلمين بانجلترا السيرة الذاتية وتقدموا بها للترشح لجائزة اسمها "انجاز الحياة" على الجهد العام لمسيرة الحياة العلمية والعملية، وأحطت علما في أكتوبر الماضي أنه تم ترشيحي لنيلها هذا العام وهو أمر طيب فالجمعية منشغلة بما أنا أشتغل به منذ أكثر من 30 عاما وهو المنظور الحضاري الإسلامي للعلوم والظواهر الاجتماعية بصفة عامة.
وقد حصل على هذه الجائزة منذ تدشينها عام 2000 عدد من العلماء البارزين بينهم: علي مزروعي (2000)، علي عزت بيجوفيتش (2001)، إدوارد سعيد (2003)، مصطفي سيرتش (2007)، جون اسبوسيتو- شارلس بوتروورث (2009)، أنور إبراهيم (2010)، بيكير كارليج (2011).
هذه الجائزة لا أعتبرها جائزة خارجية ولا أعتبر أن من يكرمني على مشوار عطائي العلمي والعملي من الخارج فهم أخوة عرب ومسلمين بالخارج لكنهم هم جزء من الأمة فكرا وروحا وعملا، وكلنا تحت مظلة المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وإن أسس في واشنطن أوائل الثمانينات إلا أنه قام على أكتاف علماء ورموز إسلامية وعربية منهم د.طه جابر العلواني ود.منى أبو الفضل ود.عبد الحميد أبو سليمان أسس ما بين مصر العراق والسعودية وفلسطين وغيرهم من الأساتذة، والتي تعد امتدادات خارجية للأوطان وتنويعات على تضافرنا لتجديد الفكر والوعي الإسلامي في صورة معاصرة وإنجاز إسهام علمي وأكاديمي في مجال العلوم الاجتماعية من منظور حضاري وإسلامي في صورة معاصرة مما يصب في عافية الأمة والوطن والإنسانية.
ما تقييمك لأداء مؤسسة الرئاسة فيما يخص السياسية الخارجية؟
السياسة الخارجية لأي دولة لا تتغير دفعة واحدة بسرعة وبدرجة كبيرة حتى لو بعد الثورات، ومنذ تولي أول رئيس منتخب للحكم لا يمكن فصل السياسة الخارجية عن طرق إدارتها خلال الفترة الانتقالية قبل توليه والتي فاقمت من الإرث الخارجي للمؤسسة المنتخبة والإرث أضحى ارثين إرث نظام مبارك وإرث الجمود والتخبط وعدم الوضوح في إدارة الفترة الانتقالية.
وملف السياسة الخارجية هي مجال خاص بمؤسسة الرئاسة والرئيس وذلك وفقا للدستور القديم والجديد أيضاً، وتقلد الرئيس مقاليد الحكم وهو مكبل بالإعلان الدستوري المكمل وبدون مؤسسة برلمانية ولكنه انتزع صلاحياته، ثم جاءت أحداث دولية مهمة استغلها الرئيس بنجاح.
وذهب الرئيس للقمة الإسلامية في مكة وأعطى أولوية كبيرة للذهاب مرتين للسعودية منذ توليه الحكم وهذا دليل بحد ذاته على رغبته في خلخلة إمكانية أن تقوم حرب باردة جديدة نتيجة وجود نظم محافظة ونظم قامت بها ثورات ولتبديد مخاوف نظم خليجية أن تقوم بها ثورات.
ثم جاءت قمة دول عدم الانحياز بإيران وقرر الرئيس الذهاب إلى طهران، كما أنه ذهب للصين بوفد دبلوماسي واقتصادي كبير جدا، هذه الثلاثية في هذه المرحلة أراها كمنظومة مهمة للغاية لأن اجتزاء الصورة خطير خاصة في ظل موقف الصين وإيران من نظام الأسد، فقد أعلن الرئيس قبل الزيارات موقف قيمي أخلاقي أنه مع الثورة السورية ضد نظام الأسد.
والرئيس مرسي مع تنويع علاقات مصر وليس وقوعها منفردة في يد أمريكا، فحرص على العلاقة مع إيران وهذا لا يعني على الإطلاق تخطي العلاقات مع دول الخليج وهنا تبرز الرؤية الثاقبة لهذه الزيارات مجتمعة، والوعي بأن استعادة ثقل مصر إقليميا ودوليا يحتاج وقت وتدرج، والأهم ما المردود منها وماذا سيعود على مصر من هذه العلاقات.
وماذا عن علاقة مصر بفلسطين وغزة والفزاعات التي تروج بشأن سيناء؟
الزعم أن مصر وافقت على ترك منظومة الأمن في سيناء لحركة "حماس"، واتهام "حماس" بقتل الجنود المصريين في حادث رفح، هذه أمور شديدة الخطورة، والأخطر أن ترويج هذه المزاعم ساهم فيها دبلوماسيون وعسكريون سابقون لزيادة الغضب الشعبي على حماس والمقاومة، وهو ما يعد امتداد لنفس روح نظام المخلوع الذي جعل إسرائيل هي الحليف على حساب كل الأطراف العاملة ضدها، بينما المصلحة الوطنية المصرية تقتضي أن يمتد أمنها القومي لدول أخرى مجاورة خاصة الجوار الحضاري الفلسطيني والعربي والتركي والإيراني.
وأرى أن الرئاسة لديها إدارة إستراتيجية لملف شائك هو التعامل مع إسرائيل، وموقفها منه ليس سكوتا كما يظن البعض، فالرئيس لا يذكرها بخطاب رسمي ولم يقبل أي لقاء مع مسئول إسرائيلي كبير، بالمقابل نجد انفتاح كبير مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقياداتها على أعلى مستوى، وبرز دور مصر في المصالحة الفلسطينية بين الفرقاء الفلسطينيين، إضافة إلى الدور المصري في إنهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة من خلال دعم المقاومة في وجه الهجوم الإسرائيلي ونجاح المقاومة بصورة أذهلت دولة الاحتلال في عمل هو الأول من نوعه، ورغم ذلك لا تزال المزايدات تستمر حول هذا الملف تارة بالزعم بإهماله أو تارة بأن الاهتمام به يضر بمصالح مصر.
من وجهة نظرك هل نجحت السياسة الخارجية في جلب استثمارات حقيقة وتقوية علاقاتنا مع أطراف جديدة ؟
نعم الرئاسة نجحت في فتح منافذ جديدة في علاقتنا مع العديد من الدول، لكن استمرار عدم الاستقرار الداخلي يظل عائقا وحائلا كبيرا دون أن تؤتى هذه الجولات ثمارها.
فالرئيس قام بالعديد من الزيارات الخارجية حيث حضر القمة الأفريقية في أثيوبيا، وزار تركيا وأعطى لها ثقلها ووزنها كما زار ألمانيا وإيطاليا والأمم المتحدة، ومؤخراً زار باكستان والهند وجنوب إفريقيا، وهذه الزيارات لم تحظ بأي اهتمام من المحللين السياسيين ووسائل الإعلام المختلفة برغم الأهمية الشديدة لكل هذه الزيارات، لذا فنحن نحتاج خطاب رسمي يوضح نتائجها ومردودها للرأي العام، منها جوانب أمنية وتعاون تكنولوجي وتقني.
ونجد أن هناك انفتاح من الدبلوماسية المصرية على الدول الخارجية، فرئيس الوزراء زار العراق والأردن وقطر وحضر تنصيب الرئيس الكيني استمرارا للخط النشط على أعلى المستويات مع دول حوض النيل، كما أن هناك العديد من الزيارات لممصر منها نائب رئيس المجلس الوطني الليبي وأعلن اتفاقيات تعاون مهمة وكذلك رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي وغيرهم.
المثير في الأمر أنه سرعان ما تم التشويه والتعتيم على كل هذه الزيارات، وذلك إما بالتغطية عليها بدون تعليق أو يتم إثارة شبهات وشائعات حولها وتجاهل الإيجابيات والمشكلات الحرجة المطلوب حلها عاجلا منها قضية العمالة المصرية بليبيا بينما روج الإعلام أن الأمر مقابل تسليم أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، بينما الحقيقة أن ليبيا تطلبهم كفلول ولديهم فساد مالي وسياسي هناك، وهو نفس الحال بالنسبة لنا حيث نتابع مع انجلترا وأسبانيا تسليم حسين سالم وغيره.
وما هو المطلوب لتخطي هذا التشويه المتعمد؟
مطلوب من الدبلوماسية المصرية ومساعدي الرئاسة والخطاب الرئاسي في القضايا المثارة والتي يدور حولها الجدل، أن يخاطبوا الشعب المصري حول أهداف الزيارات ومردودها وعوائقها ومشاكلها، نعلم أن جانب كبير من التحرك الخارجي له علاقة بالأمن القومي وأسراره ونتفهم ذلك، لكن لابد من خطاب يحمل رؤية يفهمها الإنسان العادي.
كيف تطور مصر سياستها الخارجية؟
نحتاج حوار لبلورة رؤية إستراتيجية للسياسة الخارجية، وتأكيد رد الاعتبار لمفهوم القيم والأخلاق في إدارة السياسة الخارجية، وليس معناها الأدلجة، ولكن الفهم الصحيح لتصبح هذه السياسة مصلحة والمصالح متحققة بالقيم، ونموذج ذلك علاقة مصر بحماس من خلال إبراز قيمة النصرة لأصحاب الحقوق وبذلك ستجد سبيل لإدارة العلاقة مع غزة على نحو يزيل الحصار، ولنقف مع حق شعب محاصر ضد محتل ومازال مرابطا وبنفس الوقت تحقق مصلحة مصر.
كذلك نموذج الإغاثة الإنسانية، لابد لمصر من دور بشأنها وإن شاركت بأقل القليل، ولكن لابد لك من تواجد ومتطوعين ومؤسسات أهلية وتضامن مع كل محتاج بكل مكان، ولذلك مردود كبير أوسع وأرحب بما يخرجك من المفهوم الضيق للمصلحة وبنفس الوقت لا تقع في المثالية والانفعالية المكلفة، بأن يكون لك حساباتك.
نحتاج أيضا تفكيك مفهوم "السلام خيار استراتيجي" فليس هناك بالعالم سلام أو عداء استراتيجي أقصد العلاقة مع إسرائيل وإيران، أيضا إعادة الاعتبار لكل أدوات السياسة الخارجية ومنها الجامعات والمراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب وتفعيل الدبلوماسية الشعبية والآداب والفنون في إطار رؤية إستراتيجية للدبلوماسية المصرية بشراكات شعبية ومجتمعية وليست فقط فوقية وهذا ما تفعله إيران وتركيا كأساس للمصالح الاقتصادية والنفوذ السياسي وتأسيس مفهوم جديد لخدمة المصالح وتحقيق ما نسميه جهاد العصر، أيضًا القوة الناعمة أقوى من القوة الصلبة، بلا صدام أو أموال .
كيف تقف الأزمات وأشكال العنف بالداخل عائقا أمام جني ثمار جولات الخارج للرئاسة والحكومة؟
الجميع يعرف أن عدم الاستقرار الداخلي هو الذي يحول دون جني ثمار هذه الجولات الخارجية، لأن أي سياسة خارجية نشطة تستند لمرتكزات داخلية، والعلاقة بين الداخل والخارج وجهين لعملة واحدة، والأهم كيف نوظف السياسة الخارجية لحماية الثورة ولخدمة مرتكزات الثورة بالداخل ودعمها وتحسينها، فوظيفتها أيضا منع تهديدات وليس فقط أخذ مساندة أو أموال.
ونحن أمام مسلسل غير منقطع من التأزيمات والأزمات التي تشهد موجات متدرجة وأشكال مختلفة من العنف بالشارع المصري مقترنة بالحركات الاحتجاجية أو التظاهرات التي يقوم بها بعض القوى المعارضة أو الثورية تعبيرا عن مطالبهم أو نقدهم لسياسات الرئيس أو الحكومة، والنقد والاعتراض هو جوهر مطلوب بعد عقود لم نكن نتكلم فيها قبل الثورة، ولكن تحول الأمر لنمط وظاهرة عبر الأربع أو الخمس أشهر الماضية فنجد كل أسبوعين اندلاع موجة من التظاهر يعقبها موجة من العنف الشديد ضد مؤسسات الدولة ومديريات الأمن والمحاكم ومقار الأحزاب والجماعات خاصة حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين وضد المساجد والمؤسسات الإنتاجية مصانع وشركات يتم حرقها وأخيرا أحداث الفتنة الطائفية بالخصوص والكاتدرائية وقبلها حرق محكمة جنوب القاهرة وأحداث بورسعيد.
كل هذه موجات من الاستنزاف للرئاسة وللدولة باسم ممارسة المعارضة، والمعارضة مهمة بدولة تؤسس نظام ديمقراطي، لكن الخطير أن يكون وجهها الآخر هو الاعتصام وإغلاق الميادين والعنف المندلع، وهذه البؤر بالرغم من محدوديتها في الزمان والمكان نجد من يوظفها إعلاميا بشكل يصورها كنمط شائع منتشر بأرجاء مصر ويحاول تصديرها للخارج على غير الواقع للزعم بأن مصر مشتعلة وهذا غير صحيح.
ما تقييمك لفزاعات أخونة الدولة والانفراد بالسلطة؟
لدينا بعض قوى المعارضة تزعم أن هناك انفراد بالسلطة من قبل جماعة الإخوان وأنها تعمل على "أخونة الدولة" كلها، وهذه ليست معارضة مقبولة لترشيد المؤسسات المنتخبة، لكن ما هو قائم كما أرصده من شعارات وهتافات وابتزال القول هي حالة من "الإخوانوفوبيا" والرفض الشديد والكره الشديد للإخوان بعد أن كان هذا الرفض موجهة ضد السلفيين بعد الثورة حين بدءوا الخروج للحياة السياسية وتكوين أحزاب بروافدهم المختلفة خاصة الجماعة الإسلامية.
ونجد تركيز طاقة كره ورفض واتهام وسب وإدانة بالكذب وعدم صيانة العهد لدرجة لا أرى فيها معارضة بل حالة مرفوضة أيا كان الفصيل المتعرض لها، إن الخائفين على الحريات والحقوق العامة والديمقراطية والتعددية وتداول السلطة هم الذين يرفضون مشاركة فصيل بعينه في السلطة، ويمارسون الإرهاب الإعلامي وليس حرية الرأي ويستخدمون كافة الأدوات للتهييج والإثارة والتشويه في أطر على عكس قيم المجتمع وعاداته ولغة حواره حتى أضحت البذاءة والإسفاف من حرية التعبير.
هناك بؤر مستمرة من التأزيم المصحوب بالعنف وافتعال الأزمات ليس على مضامين وإنما ضد شخصيات وطرح مفاهيم مغلوطة حول الحقوق والحريات وتسييس القضايا ومثال ذلك قضية باسم يوسف المتهم بإهانة الرئيس وازدراء الأديان، تم تسييسها رغم أن الأهم فيها جانب ازدراء الدين ولكن تحولت إلى قضية رفض لحرية التعبير رغم الفارق الكبير بين النقد والإهانة وهل لدى كل شخص مفهومه الخاص عن الإسلام والشريعة؟ كما أن الحرية لا تعني الابتذال والإسفاف والخروج عن التقاليد والمرعيات.
ولم أعرف بالتاريخ رئيس هوجم في قصره مثل الرئيس مرسي رغم أنه أول رئيس منتخب بتاريخ مصر كما أنه يتم إهانته من بعض الإعلاميين بداعي حرية التعبير وحرية الكلمة، والأسباب في كل ذلك غير مفهومة ومنها أنه نتيجة تراكم صورة إدراكية متراكمة عبر سنوات من الإعلام الناصري والساداتي والمباركي ضد الحركات الإسلامية بصفة عامة والإخوان بصفة أخص لدرجة التسميم للعقول والقلوب والأذهان والأرواح، ولم يستعدى ضد أحد من قبل مثل الرئيس لانتمائه للإخوان.
وماذا عن قلب المفاهيم واستخدام العنف والقيام بعصيان مدني بالقوة الجبرية ومحاصرة مؤسسات الدولة والهجوم عليها؟
يتم استخدام العصيان المدني لممارسة العنف والتأزيم لترويج فزاعات بأن هناك حالة حرب أهلية وانفجار ثورة جياع بعد 8 أشهر فقط من حكم الرئيس، وتفسير ذلك هو تراكم 60 عامًا من التخويف من الإخوان واستدعاء صور سلبية عنهم، فالإخوان شاركوا بوقت بعينه بمقاومة الاحتلال الانجليزي واليهودي بينما يتم الادعاء بفزاعة وجود ميليشيات الآن، رغم أن كل العنف الممارس الآن هو من تيارات غير الإسلاميين، وحتى لو شارك المنتمين للتيارات الإسلامية بأحداث وقع بها عنف يتم قلب الحقائق وتحميلهم وحدهم المسئولية والمثال الواضح هو أحداث الاتحادية حيث أن عشرة قتلوا من الإخوان لا يذكروا على الإطلاق ويتم التعتيم عليهم ويذكر فقط الشهيد الصحفي الحسيني أبو ضيف.
وكذلك يتم حصار قصر الاتحادية ودار القضاء العالي وإغلاقها والنائب العام بزعم حماية الثورة واستقلال القضاء ، في حين أن العصيان المدني ونموذجه بالهند امتناع الناس عن شراء الصوف الانجليزي والملح فهذا هو معناه عمل إرادي سلمي له غاية محددة في وقت محدد، أما ما ينظر له بمصر هو الرغبة في إسقاط الدولة وهو تعبير عن الفكر الراديكالي الفوضوي باستخدام القوة لإجبار الناس عليه، هذه معايير مزدوجة لما يسمى المعارضة دون قيم وثقافة المعارضة الحقيقية وهو من أهم أسباب عدم الاستقرار بغرض إفشال الرئيس، فالمعارضة مقبولة في ظل الممارسة الديمقراطية وليس قيامها على رفض فصيل بالسياسة لمجرد أنه ذو مرجعية إسلامية.
على الجانب الآخر هناك ممارسات من بعض المنتمين للتيار الإسلامي فيها قدر من عدم الموعظة الحسنة ولغة لا تقبل بيننا كمصريين، وبذاءات وخطاب ليس كما يضخم له باضطهاد ولكنه عنف لفظي لا يليق مع شركاء الوطن مما يولد مشاعر سلبية، أيضا الحركات والتيارات الإسلامية عليها الانفتاح أكثر على بقية المصريين، والعلاقة بين الدعوي والحزبي والسياسي لابد أن تضبط ضبطا كبيرا.
كيف ترين الأحداث الأخيرة بالخصوص وبمحيط الكاتدرائية، وكيف نوأد الفتنة؟
نريد في البداية الإجابة على العديد من التساؤلات، ومعرفة من فجر الوضع ومن الباديء؟، ومن بدأ التصعيد بالقتل؟، لأنه في كل مرة يتم تجاهل التفاصيل ومن الباديء رغم أهمية ذلك، وهل فعلا الشرطة لم تتدخل أم ماذا حدث؟ وهل هذا السلوك مقصود أم أنه سلوك الشرطة منذ 8 أشهر أي منذ تولي الرئيس فقط؟ ، وكيف حدث التصعيد أمام الكاتدرائية؟ .
ولابد من إجابات تزيل التباس المشهد، والأخطر قيام قوى سياسية معارضة باستغلال الواقعة وبدلا من التضامن معا للحفاظ على اللحمة الوطنية كيد واحدة ، تم توظيف الحدث ضد الرئاسة والإخوان والدستور بدعوة لإسقاط كل شيء في مصر، ولكن هناك مزايدات وتوظيف الفتنة الطائفية في صراع سياسي وهذا أمر خطير يزيد المشهد تعقيدا.
وما هو المخرج الآن لاستعادة جماعية الثورة ولحمتها مرة أخرى؟
نحتاج قبول متبادل والكف عن المعايير المزدوجة والكف عن توظيف العنف بلعبة السياسة والكف عن الاستهانة بالوطن ومصيره، والكف عن التعاون مع قوى الثورة المضادة والنظام السابق تحت ذريعة حماية الثورة من استبداد إخواني على حد زعمهم.
نحتاج المزيد من التنسيق بين صفوف قوى المعارضة لإنتاج خطاب وسياسات معارضة حقيقية، وعلى الحركات والتيارات الإسلامية أن تعرف أن تعددها ليس تعدد تضاد بل تنوع لا ينتقص من بعضها البعض، ولابد من الاستفادة من أهل الكفاءة ومنتجات علماء الأمة بمجال الفكر الإسلامي التجديدي لتفعيل الحركة بالفكر والاستفادة من علماء الأمة في العلوم المختلفة للمساعدة في صناعة البرامج والسياسات الوطنية لحل المشكلات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.