نعى د. محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، إلى الأمة الدكتور فريد عبد الخالق، من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين، الذي تربى على يديه وعلى مؤلفاته الأجيال. سائلا الله تعالى أن يتقبل جهاده، وأن يحشره في الصالحين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأن يعوض الأمة عنه خيرًا، وتشيع الجنازة "غدا السبت" عقب صلاة الظهر من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر. ولد د. عبد الخالق- رحمه الله- في مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية في الثلاثين من نوفمبر 1915، ثم انتقل بعد ذلك مع عائلته إلى مدينة القاهرة، وأكمل دراسته في معهد التربية العالي، وتخرج منه عام 1936م، ثم جمع في دراسته العليا بين القانون والشريعة والعلوم والرياضيات. ويعد د. عبد الخالق من الرعيل الأول للإخوان المسلمين، الذي كان له دور كبير في تاريخ الجماعة، واتُهم واعتقل أكثر من مرة بمحاولة قلب نظام الحكم قبل ثورة يوليو وبعدها، حيث تعرف على الجماعة بعدما سمع الإمام البنا في احتفال إسلامي بمدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، عندما كان في زيارة لصهره صلاح شادي، وفي ذلك يصف د. فريد ما حدث قائلا: إنه منذ سمع الإمام البنا في هذه الاحتفالية، وقد تغير وجدانه وانقلب تفكيره، حيث وجد ضالته في جماعة قربت المسافات بين الالتزام الديني والواجب السياسي، وفي رجل يقودها له طريقته التي تميزه عن مشايخ وعلماء الدين، رغم أنه أحدهم كما كان له أسلوبه السياسي المميز والخلاب الذي اختلف اختلافا شاملا عن كلام رجال الأحزاب والسياسة الذين تجمعهم المصالح وتفرقهم الواجبات، ويصف الأستاذ فريد عبد الخالق شعوره بعد اللقاء الأول مع الإمام البنا بأنه أوصله لأن يكون مسلمًا نافعًا يجعل مصلحة وطنه من العبادات مثلها مثل الصلاة والزكاة . تولى د. فريد أحد الأقسام المهمة في الجماعة وهو قسم الطلبة، ثم اختير عام 1948م عضوا في الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين، كما أنه كان عضوا بمكتب الإرشاد، وليس ذلك فحسب بل عمل لفترة سكرتيرا للإمام حسن البنا، ويعتبر من الكثيرين "كاتِم أسرار" الجماعة، وأحد الآباء الروحيين للكثير من شباب الإخوان. كان د. فريد عبد الخالق أيضًا أحد القيادات التي اختارت المرشد الثاني للجماعة المستشار حسن الهضيبي عام 1951، وهو أحد الذين تفاوضوا مع جمال عبد الناصر قبل وبعد قيام ثورة يوليو عام 52، ويعتبر أحد الشخصيات الهامة التي عاصرت وعايشت ثورة يوليو في مهدها، ثم اكتوت بنارها بعد ذلك.