دعا الدكتور صلاح سلطان أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، العلماء أن يوجهوا الأمة إلى حمل الواجب الذي يوجبه الشرع وتقتضيه المروءة نحو إخواننا في غزة، خاصة أرض الأقصى والقدس عامة. وطالب بضرورة وجوب استعادة الفتاوى الصحيحة التي اتفق عليها خيار علماء الأمة لوجوب قتال الصهاينة، ليس فقط انتصارا لما يفعلونه بأهل غزة من حصار وقتل ودمار، وإنما حتى ينتهي الاحتلال البغيض تماما. وشدد سلطان على أهمية الإلحاح الدائم على موجبات القتال ديانة وسياسة؛ لوجود الاحتلال وتتابع القتل وتزايد الطرد من الديار، وهو يساوي في الإسلام القتل تماما، وإهانة القرآن، ورسول الإسلام وسيدنا عيسى عليه السلام، والتدمير والتخريب، ونقض المواثيق والعهود، وتكرار الخيانة، وحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، وسلب الفلسطينيين حرياتهم، وأسر رجالهم ونسائهم وأطفالهم مما لا يخفى على منصف دينيا أو سياسيا. وطالب سلطان الدعاة بأن يكونوا مثل مهرة الأطباء، يشخصون الداء ويصفون الدواء بعد تحليل العلل والأسباب، فليكن كل داعية طبيب قومه في الوصف الدقيق لأمراضهم، والتحليل العميق لأسباب عللهم، والحلول المناسبة لإمكاناتهم وقدراتهم، كما قال تعالى: "اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ". وقال سلطان: على الدعاة أن يختاروا لأنفسهم أحد هذه المقامات من الدركات أو الدرجات، إما أن تكونوا من أصحاب الشمال، وأول حطب لجهنم بمزيد من الصمت على هذا الظلم البين لإخواننا في غزة خاصة وفلسطين عامة، أو بمزيد من التلبيس (بالتعالم دون فهم)، والتدليس (بتغيير الأحكام الشرعية)، وتلك لعمري خسارة الدارين واجتلاب اللعنات، كما قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)، أو أن نختار أن نكون من أصحاب اليمين، ببيان الحق وألا نخشى فيه لومة لائم، كما قال تعالى: "إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ".