مشاهد الفيديو والصور التى التقطت طوال يوم الجمعة الماضية كلها تشير إلى أن العملية بأكملها قامت بها جماعات إجرام وبلطجة منظمة محترفة على أعلى درجات التدريب، ورغم ذلك فهناك من يرى الأمر على غير ذلك، ويعتقد أن ما حدث من بلطجة وإجرام وقتل وسحل، إنما هو عمل سياسى يستحق الإشادة!! تسألنى: مَن المجنون الذى يشيد بهذا الفعل الإجرامى؟!! أقول لك وأنقل عن موقع "المصريون" يوم السبت التالى للواقعة "اعتبر حمدين صباحى زعيم التيار الشعبى، وعضو جبهة الإنقاذ الوطنى، ذهاب القوى السياسية والمعارضين إلى مقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين وحرق مقر الجماعة بالمنيل، بمثابة إنذار شديد اللهجة موجه لرئيس الجمهورية والمرشد العام". يعترف السياسى السابق والبلطجى الحالى حمدين صباحى أن ما حدث هو رسالة إنذار على غرار الرسائل السابقة، التى أرسلها عبر التيار الشعبى البلطجى فى أحداث الاتحادية والمحلة والبحيرة والإسكندرية، وكلها تتم بطريقة واحدة، وواضح أن الرسالة واحدة، ومن ثم فمهما ينكر صباحى أو يحاول الالتفاف حول تصريحاته المشجعة للإرهاب، فهو مُدان ويجب تقديمه إلى المحاكمة. إنذار صباحى للرئيس والجماعة إنذار إرهابى لا يمت للسلمية بصلة، فهو ليس إنذارا سياسيا عبر انتخابات أو استفتاءات أو عبر منافسة شريفة من أجل نيل رضا المواطنين، بل هى الحرب بوسائل وآليات إرهابية يعاقب عليها القانون. لم يعرف حمدين صباحى النجاح منذ دخوله معترك السياسية عبر بوابة البرلمان الذى ساعده على دخوله الإخوان المسلمون، وهم تحت القصف الأمنى فى عصر مبارك، مرورا بالانتخابات البرلمانية بعد الثورة، ثم الانتخابات الرئاسية، ثم الاستفتاء الدستورى، ولم يعرف عنه أى جهد شعبى حقيقى سوى حضوره بعض الأفراح والليالى الملاح وبعض التويتات السياسية التى تحاول دغدغة مشاعر البسطاء، مع أنهم لا يستخدمون الإنترنت وليس لديهم حساب على التويتر، ولكنه يمارس عمله السياسى فى الفراغ الفضائى؛ لأنه "ببلاش". كنت أتوقع أن يقوم حمدين بالتواصل مع الشارع ومنافسة الحرية والعدالة والإخوان فى تقديم الخدمات للناس، ولكن الخدمة الوحيدة التى يقدمها حتى الآن هى خدمة البلطجة، ودفن الموتى الذين يسقطون على يد أتباعه من التيار الشعبى الإرهابى. لا أرى فرقا كبيرا بين البلطجية الذين يقوم المواطنون بسحلهم وإعدامهم لتخليص البشرية منهم وبين إرهابى التيار الشعبى، هؤلاء مجرمون والآخرون مجرومون، وإن لبسوا عباءة السياسية.. فلماذا يُعتقل المجرمون ويترك المحرضون؟ اعتقال صباحى أصبح مطلبا شعبيا؛ لأنه يؤيد ويشجع الإرهاب والبلطجة علانية!