ب9 رحلات.. مصر للطيران تبدأ غدا جسرها الجوى لعودة الحجاج إلى أرض الوطن    في ثالث أيام العيد.. حملات نظافة مكثفة بمراكز المنيا    بعد انتشار ظاهرة قطع الأشجار.. تحرك برلماني عاجل لوقف وحظر تصدير الفحم    الأمم المتحدة: نزوح مليون فلسطيني قسرا داخل غزة منذ مايو الماضي    الرياضة: 400 مشارك في النسخة الأولى لبطولة "عرب فيت" للياقة التنافسية    مستشهدًا بالدوري الإنجليزي.. خبير اللوائح يحسم الجدل حول كرة الزمالك (صورة)    راموس يوضح حقيقة اعتزاله كرة القدم    إصابة 5 أشخاص إثر انقلاب توك توك في ترعة بالإسماعيلية (صور)    ضبط 147 بطاقة تموينية بحملة مركزية على المخابز والمطاحن في الإسكندرية    أسرة صاحبة أشهر فيديو بموسم الحج: "كانت دائمة التقرب إلى الله"    بالصور.. أبطال فيلم "ولاد رزق 3" يضعون بصمتهم على جدار المشاهير بالرياض    إحياء الذكرى ال13 لرحيل الشيخ أبو العينين شعيشع بمسقط رأسه «بيلا» الأحد المقبل    مدير مستشفيات جامعة بني سويف يتفقد الطوارئ في ثالث أيام عيد الأضحى    مدير صحة شمال سيناء يتفقد انتظام العمل بمستشفى نخل المركزي    كيربي: يجب على الناتو بحث نشر مزيد من الأسلحة النووية    9 برامج تدريبية ضمن مبادرة "طور وغير" بتعليم الوادي الجديد    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الهندسة الزراعية والنظم الحيوية جامعة الإسكندرية فرع الشاطبي    وزير الري يتابع الموقف المائي خلال فترة إجازة عيد الأضحى    شد الحبل وكراسى موسيقية وبالونات.. مراكز شباب الأقصر تبهج الأطفال فى العيد.. صور    "هبطلك كورة".. ميدو يكشف واقعة بين لاعب الزمالك وأحد الحكام في لقاء المصري البورسعيدي    البنك المركزي يعلن ارتفاع الودائع ل 10.6 تريليون جنيه في فبراير الماضي    تضامن الدقهلية: نحر 54 رأس ماشية وتوزيعها على الأسر الأولى بالرعاية    الإسكان: جارٍ تنفيذ 23 مشروعًا لمياه الشرب لخدمة أهالي الوادي الجديد    ثانى أيام التشريق.. الحجاج المتعجلون يودعون المشاعر المقدسة بالدموع.. أداء طواف الوداع بالحرم وسط استعدادات مكثفة والمدينة تتأهب لاستقبالهم.. مستشفى متنقل وأطقم طبية للطوارئ.. و251عربة كهربائية لنقل الحجاج..صور    بالأسماء.. مصرع شخص وإصابة 5 آخرين في حادث تصادم على طريق أجا بالدقهلية    محافظة القاهرة تتصدى لمخالفات بناء بمناطق عابدين والسلام والساحل    أعلى معدل بأول 5 أشهر من 2024.. وزير التجارة والصناعة: الصادرات السلعية تسجل 16.55 مليار دولار    تنسيق الأزهر 2025.. ما هي الكليات التي يتطلب الالتحاق بها عقد اختبارات قدرات؟    بائع غزل البنات بين قسوة الواقع وإطعام أطفاله!    معلومات الوزراء: المتحف المصرى بالتحرير أقدم متحف أثرى فى الشرق الأوسط    وفاة 9 أشخاص جراء الانهيارات الأرضية والفيضانات في جنوب الصين    موعد مباراتى ديربى مدريد بين الريال وأتلتيكو بالدورى الإسبانى 2024-2025    طريقة عمل الطحال المحمر في ثالث أيام عيد الأضحى    مجدي يعقوب: تقدم الشعوب ليس بالمال ولكن بمدى اهتمامه بالصحة والتعليم - (فيديو)    حزب الله اللبناني: استهداف دبابة ميركافا إسرائيلية وإصابتها إصابة مباشرة    الصحة: ترشيح 8 آلاف و481 من أعضاء المهن الطبية للدراسات العليا بالجامعات    رئيس الإمارات وأمير الكويت يهنئان الملك سلمان بنجاح موسم الحج    بسبب الإقبال الكبير.. عرض «الحلم حلاوة» يعتذر لجمهوره الذين لم يتمكنوا من الحضور    حزب الله: استهدفنا دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا وحققنا إصابة مباشرة    دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى.. «اللهم إياك أرجو ولك أدعو»    ضبط عنصرين بالإسكندرية بحوزتهما كمية من المخدرات تقدر ب 1.5 مليون جنيه تقريباً    دار الإفتاء: ترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    اتفسح وأنت فى البيت.. الحديقة الدولية تستقبل زوارها للاحتفال بثالث أيام عيد الأضحى    يورو 2024| التشكيل المُتوقع لجورجيا أمام تركيا في بطولة الأمم الأوروبية    سيتي يبدأ المشوار بمواجهة تشيلسي.. خريطة مباريات القمة في بريميرليج 2024-2025    احذر الحبس 10 سنوات.. عقوبة تزوير المستندات للحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة    «المهايأة».. كيف تتحول شقة الميراث إلى ملكية خاصة دون قسمة؟    قيادي بحماس: المقاومة الفلسطينية فككت مجلس الحرب الإسرائيلي    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024 ثالث أيام عيد الأضحى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 18-6-2024    دعاء الأرق وعدم النوم.. لا إله إلّا الله الحليم الكريم    «الصحة»: فحص 13.6 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي    أخبار الأهلي : الزمالك يتلقي صدمة جديدة بعد التهديد بعدم مواجهة الأهلي    دفاعا عن الاستقلال والعدالة..كوريا الشمالية ترى القتال إلى جانب روسيا شرفا    إسعاد يونس: عادل إمام أسطورة خاطب المواطن الكادح.. وأفلامه مميزة    إيهاب فهمي: بحب أفطر رقاق وفتة بعد صلاة العيد وذبح الأضحية    تهنئة إيبارشية ملوي بعيد الأضحى المبارك    البطريرك يزور كاتدرائية السيّدة العذراء في مدينة ستراسبورغ – فرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كاميليا حلمى تكتب: "الجلسة 57" للجنة المرأة بالأمم المتحدة.. استمرار لمحاولات هدم الأسرة

تسعى العلمانية العالمية بكل ما تملكه من أدوات لهدم الأسرة وتضييع حقوق المرأة التى وهبها الله عز وجل إياها؛ وذلك من خلال عقدها لمؤتمرات، ونشرها لوثائق تصدرها لجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة بدعوى حماية حقوق المرأة.
ومع قليل من الدراسة الموضوعية لهذه الوثائق نجدها بعيدة كل البعد عن حماية الحقوق، كما أنها لا تحترم التنوع الدينى والثقافى لشعوب الأرض، وتعمل على فرض نمط ثقافى (أوحد)، فهى تفرض علينا واقعا لا يمت لمجتمعاتنا بأى صلة، ثم تفرض علينا من منظورها حلولا لهذا الواقع الافتراضى.
فالأمم المتحدة تسعى من خلال هذه الوثائق إلى التدخل فى أدق خصوصيات الحياة الأسرية حتى إنها تتدخل فى العلاقة شديدة الخصوصية بين الزوج وزوجته، وبين الأب وأبنائه بدعوة حماية المرأة والفتاة من العنف! وفى سبيل سعيها لهذا التدخل، فإنها تعقد مؤتمرا سنويا فى مقرها بنيويورك، بهدف متابعة الحكومات فى تطبيق الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة والطفل (اتفاقية سيداو، وثيقة بكين، وغيرها)، حيث تُطرَح فى كل مرة وثيقة جديدة بغرض مواصلة الضغوط.
تساوٍ مطلق
وفى جلسة هذا العام (الجلسة 57) للجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة، والتى تعقد فى الفترة 4-15 مارس، تطرح وثيقة بعنوان: "إلغاء ومنع كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات Elimination and prevention of all forms of violence against women and girls".
ومن خلف ذلك الشعار البراق الذى تطرحه، تأتى المطالبة بالحريات الجنسية للفتيات والشابات، وحقوق الشواذ، وذلك من خلال مصطلح "العنف المبنى على الجندر (النوع)"؛ لأن جندر تعنى رجل وامرأة وآخرين من الشواذ، ومن ثم فإن المطالبة بمساواة الجندر تشمل مساواة الشواذ بالأسوياء، كما تشمل إلغاء كل الفوارق بين الرجل والمرأة.
وتصبح أى فوارق فى المعاملة تندرج تحت مصطلح "العنف المبنى على الجندر Gender base violence"، وللقضاء على ذلك "العنف" ينبغى تحقيق التساوى فى المعاملة بين كل الأنواع، فلا تجب معاقبة الشواذ، بل لهم الحق فى ممارسة شذوذهم باعتباره ذلك حرية شخصية لا يجب التعدى عليها، وينبغى تحقيق التساوى المطلق بين الرجل والمرأة، فى الأدوار الحياتية، وفى التشريعات.
مطالبات الوثيقة
ولذلك فإن الوثيقة الجديدة التى تطرحها الأمم المتحدة فى جلستها هذا العام تشتمل على العديد من المطالب، أبرزها: استبدال الشراكة بالقوامة، والاقتسام التام للأدوار داخل الأسرة بين الرجل والمرأة مثل: الإنفاق، رعاية الأطفال، الشئون المنزلية.
والتساوى التام فى تشريعات الزواج مثل: إلغاء كل من: التعدد، والعدة، والولاية، والمهر، وإنفاق الرجل على الأسرة، والسماح للمسلمة بالزواج بغير المسلم وغيرها.
كما طالبت الوثيقة بالتساوى فى الإرث، وإلغاء استئذان الزوج فى: السفر أو العمل أو الخروج أو استخدام وسائل منع الحمل، وكذلك سحب سلطة التطليق من الزوج ونقلها للقضاء، واقتسام كافة الممتلكات بعد الطلاق.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اشتملت الوثيقة على إعطاء الزوجة الحق فى أن تشتكى زوجها بتهمة: الاغتصاب أو التحرش، وعلى الجهات المختصة توقيع عقوبة على ذلك الزوج مماثلة لعقوبة من يغتصب أو يتحرش بأجنبية، بالإضافة إلى منح الفتاة كل الحريات الجنسية، ومنحها حرية اختيار جنسها وحرية اختيار جنس الشريك، أى أن تختار أن تكون علاقاتها الجنسية طبيعية أو شاذة، مع رفع سن الزواج إلى الثامنة عشرة.
وطالبت وثيقة الأمم المتحدة بتوفير وسائل منع الحمل للمراهقات، وتدريبهن على استخدامها، مع إباحة الإجهاض للتخلص من الحمل غير المرغوب فيه تحت مسمى الحقوق الجنسية والإنجابية.
وكذا مساواة الزانية بالزوجة، ومساواة أبناء الزنا بالأبناء الشرعيين مساواة كاملة فى كل الحقوق، وإعطاء الشواذ كافة الحقوق وحمايتهم واحترامهم، وأيضا حماية العاملات فى البغاء.
لعبة "تعلية السقف"
ولضمان تمرير هذه الوثيقة -وغيرها من الوثائق- يتم فتح الباب للإضافات والتعديلات، فتبدأ أمريكا والاتحاد الأوروبى وغيرهما فى إدخال بعض الإضافات التى تتسم بالجرأة والوقاحة، حتى يصبح النص الأصلى للوثيقة نصا ملائكيا إذا ما قورن بتلك الإضافات.. ثم تبدأ المفاوضات لتخفيف حدة تلك الإضافات، وإدماجها ضمن النص الأصلى، فى مقابل التوقيع على الوثيقة النهائية.
ومن أمثلة ذلك أن الولايات المتحدة أضافت فقرة كاملة عن حقوق الشواذ والعاملات فى الدعارة، حيث أدانت جميع أشكال العنف ضدهن فى المادة الخامسة، ومن أمثلة ذلك أيضا استبدال كلمة (LGBT) بكلمة (Homosexuals) بناء على طلب الشواذ أنفسهم ليصبح المصطلح الجديد للشواذ هو (LGBT) وهى اختصار لكلمات: السحاقيات (L:Lesbians)، الشواذ من الرجال (G:Gay)، ثنائيو الممارسة (B:Bisexual)، المتحولون (T: Transgender)؛ وذلك بهدف التأكيد على تمثيل كل فئة منهم بشكل واضح فى الاتفاقيات الدولية!
المراقبة والمساءلة
وتتكرر عبر هذه الوثيقة المطالبة بالمراقبة والتقويم والمساءلة فى مواضع عدة، بما يعد انتهاكا صريحا لسيادة الحكومات، وفرضا للرقابة الدولية عليها والتدخل فى شئونها الداخلية، بل فى شئون الأفراد الداخلية شديدة الخصوصية.
بل إن الأمر وصل إلى مطالبة الاتحاد الأوروبى بتحويل ما أطلق عليه "جرائم العنف المبنى على الجندر"، إلى محكمة الجرائم الدولية، ولن يقتصر الأمر هنا على جرائم الاغتصاب الممنهج فى أثناء الحروب، وإنما نظرا لتعميم مفهوم "العنف المبنى على الجندر" فى الوثيقة، فإن أى ممارسة تدخل فى نطاق ذلك التعريف، سيتم تحويلها –وفقا لتلك الإضافة- إلى محكمة الجرائم الدولية، وبصفة خاصة ما أطلقوا عليه "العنف الجنسى Sexual violence"، والذى يشمل أيضا العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته، وهنا مكمن الخطر، فحتى هذه اللحظة، لم يكن يترتب على مخالفة اتفاقية (سيداو) أى عقوبات دولية.. أما إذا تم تحويل ما يسمى ب"جرائم العنف المبنى على الجندر" إلى تلك المحكمة، تكون (سيداو) قد تحولت بالفعل إلى إلزام حقيقى، يترتب على عدم الوفاء بالعقوبات الدولية.
ونحن بوصفنا شعوبا ثارت على أنظمة استعبدتها عشرات السنين نرفض أن نواصل العبودية لهيئات دولية تحاول أن تسلبنا الحرية والكرامة، وتنتهك أعراضنا.. فمتى نمتلك حقا إرادتنا ونقول لا لكل ما يتعارض مع شريعتنا وقيمنا وأخلاقنا؟.
*رئيس اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل ومنسق ائتلاف المنظمات الإسلامية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.