يا أخى مصر دى عجيبة فعلا، وفيها تقاليع وموضة تأخذ العقل وتذهب بالألباب، خذ عندك مصطلح المليونية التى عرفناها مع بداية الثورة الحقيقية من بعد 28 يناير 2013، التى تحولت بعد رحيل المخلوع إلى موضة وتقليعة، لدرجة أن الرجل أصبح يقول لصاحبه: "أنا عامل مليونية على روح أبويا، تطلع معايا؟"، طبعا الثانى على الفور أجابه: وماله، أهى سبوبة، الله يرحم أبوك وأبويا وكل الميتين! الله يرحم زمان لما كانت المليونية مليونية بجد شكلا ومضمونا، كان فيه ضمير ورغبة، أما اليوم فكما ترى كل اثنين ثلاثة بيعملوا مليونية، ولو زاد العدد يبقى مئات يتجمعوا ويهتفوا ويتحرشوا ويقبضوا وبعد كده كل حى فى حال سبيله! على الموضة نفسها ظهرت تقليعة العصيان المدنى، تقرأ الصحف فتجد العنوان "عصيان مدنى فى شبرا"، "انتشار العصيان المدنى فى مدن القنال"، "إعصار العصيان يمتد إلى الإسكندرية غربا وأسوان جنوبا"، وحين تذهب إلى هذه المناطق تجد الحياة تسير فى كافة الدواوين الحكومية والمدارس والجامعات، ومن ثم تسأل عن العصيان المدنى، وقد تجد من يقول لك ببراءة "كان هنا ومشى!!!". العصيان المدنى الوحيد الذى يمكن أن تلحظه عزيزى القارئ فى مصر هذه الأيام هو عصيان زوجتك لأوامرك، وعصيان أولادك لتعليماتك، وعصيان جميع إعلاميى القنوات الليلية لكل ما هو قانونى، بدليل أن صاحب إحدى هذه القنوات مدين ب14 مليارا للضرائب المصرية، ولما طالبوه عمل عصيان وسافر بره!! الموضة الأخيرة والمثيرة هى موضة التوكيلات التى ابتدعت فى بورسعيد لتوكيل الفريق السيسى لقيادة البلاد بدلا من الرئيس مرسى المنتخب، طبعا السيسى رجل محترم ويعرف حدوده الوظيفية، ويحترم تقاليده العسكرية احترامه لذاته ولتاريخه، لكن جماعة التوكيلات وجدوها "سبوبة" أو "مصلحة" فانتعش سوق التوكيلات فى بورسعيد، فما الذى جرى؟ انتبه أحد مرشحى الرئاسة الذين لم يحالفهم الحظ وطلع ترتيبه الحادى عشر من بين عشر مرشحين إلى "سبوبة" التوكيلات، وبما أنه محام فى الأساس فقد نظر حوله وصرخ هاتفا: "وجدتها وجدتها" فلما سئل قال: "التوكيلات هى الحل". وعلى الفور قام كمن مسه الجن، فانطلق يدعو الناس لتوكيله رئيسا للجمهورية، يعنى أصبح الأخ الفاشل فى الانتخابات منافسا قويا فى التوكيلات. ناس تنجح بالانتخابات وناس ترزق بالتوكيلات.. وأبوك السقا مات!