سيرته الذاتية تؤهله لتقلد مناصب كبيرة، خاصة بعد الثورة التى كان منسق مستشفاها الميدانى فى "التحرير"، وكان له دور كبير فى أحداث "موقعة الجمل"، بحكم تخصصه كطبيب عيون.. "بشوش".. لا تغادر الابتسامة وجهه، وهى صفة يراها واجبة فى أمين حزب "الحرية والعدالة" بالقاهرة، لما تحمله الابتسامة من معان فى التواصل مع كل القوى السياسية فى العاصمة. إنه الدكتور خالد حنفى فهيم -أمين حزب "الحرية والعدالة" الجديد بالعاصمة -كما يحب أن يسميها- ووكيل لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب السابق، ومؤسس ومدير المركز العربى لمكافحة العمى "إبصار"، ومؤسس مركز "متضامنون" لرعاية وعلاج ضحايا الثورة.. صحيفة "الحرية والعدالة" التقته قبل أول اجتماع لأمانة الحزب بالقاهرة وأجرت معه هذا الحوار.. * كيف تنظر لهذه المهمة الثقيلة بعد توليكم مسئولية أمانة الحزب بالعاصمة؟ كان يجب لأحد أن يتصدى لها، وأولاد القاهرة هم أدرى بشوارعها وحواريها وثقافتها وناسها وتفكيرهم، وهى ليست محافظة كباقى المحافظات، وأنا لا أحب تسميتها القاهرة، ولكنها العاصمة، وهذا هو التميز، فنحن نتحدث عن 10 ملايين مواطن بينهم 6 ملايين صوت انتخابى، يمر عليها يوميا 2 مليون شخص، فضلا عن التركيز الإعلامى والحركة السياسية والحزبية الفاعلة، وخصوصيات التواصل الإلكترونى، وانفتاح على العالم بشكل كبير، وهو ما يجعل الأقاليم والأطراف يبلغ عليها التحفظ وحب الاستقرار عكس القاهرة التى يغلب عليها الحوار والإقناع والجدل والحركة السريعة. ونحن كأهل القاهرة موجودون فيها.. عشنا وتربينا بها، ونعرف سماتها وخصائصها، ونستطيع أن نتعامل معها بما يحفظ خصوصيتها من ناحية، وبما يتلاءم مع مرجعيتنا ورؤيتنا فى الحزب والجماعة، بأن نقدم أفضل صورة. * حسين إبراهيم الأمين العام للحزب وصفكم بعد انتخابات الأمانة بأنكم "خير خلف لخير سلف".. وهو ما يجعل المهمة أصعب خاصة أنكم تسلمتم الراية من قامة كبيرة كالدكتور محمد البلتاجى؟ من الكياسة والحكمة والعقل والمنطق أن أسير على ما بناه الآخرون، وبما زرعه الآخرون، ومنهم أعرف جيدا كيف أستفيد مما سبق، وكيف أبنى عليه، والاستفادة من الخبرات والجهود السابقة، وأن أضع رؤيتى وإعادة صياغة الأمور بما يناسب المرحلة المقبلة. وكل شخص له بصمته وتميزه، بما يعطى تنوعا يحقق تعظيم الفائدة المرجوة. * أنت طبيب عيون وكنت مدير المستشفى الميدانى فى الثورة.. كيف تنظر إلى الإدارة؟ أنا رجل مؤسسى لا أستطيع العمل إلا من خلال فريق عمل ومن خلال عمل مؤسسى، ومن خلال رؤية تقنع جميع الأفراد، خاصة أن العمل السياسى قائم على ذلك، ولا يمكن أن يقوم إلا على ذلك. وأعمل من خلال رؤية تبنيها القواعد، خاصة أنه مع تبنى هذه الرؤية، يمكن تحقيقها بشكل أكبر وبكفاءة أعلى، وأنا حريص أن أبنى رؤية الحزب فى الفترة المقبلة مع القواعد. * ما الذى ستقدمه لأعضاء الحزب خلال فترة توليكم أمانة العاصمة؟ برنامجى الانتخابى الذى سأسعى إلى تنفيذه، ينقسم إلى عدة محاور، تبدأ بضرورة تنشيط عضوية الأعضاء وتفعيلها بشكل عملى، بدءا بالمؤسسين الذين لم يستكمل بعضهم أوراقه حتى الآن، وإشراك كافة الأعضاء فى أنشطة وفعاليات الحزب، مع دعم فعاليات نوعية لاستيعاب أصحاب الكفاءة والخبرات. أيضا أسعى إلى تطوير المقرات، وربط الأمانة العامة للعاصمة بالوحدات القاعدية ربطا إلكترونيا بالشكل الذى يسمح للأمانة العامة بمتابعة أنشطة القواعد الحزبية، وتقييمها دوريا من أجل تحسين الأداء، بالإضافة إلى دعم التماثل القياسى بين المقرات، بما يسمح بتشابه المطبوعات والإداريات وأساليب وأوقات العمل. * فى برنامجكم بند "المشروعات المستدامة".. ماذا تقصد به؟ أهدف إلى خلق نوع من المشروعات المستديمة الصحية والتنموية والمهنية وغيرها، بهدف تجويد الخدمات بالمحافظة، واستمرارها، بعيدا عن فكرة الومضات الوقتية التى تنتهى آثارها سريعا ولا تعالج جذور الأزمات. * كيف يمكن خلق رأى عام مناصر لأفكار الحزب؟ هذا ما أطلق عليه إعلاما أفقيا، وأسعى فيه إلى استثمار الانتشار الجغرافى وكثافة المقرات الحزبية فى صناعة رأى عام مناصر للفكرة، وإيجاد مؤيدين ومتفهمين لمواقف الحزب، مع تفعيل التواصل الإلكترونى وتأهيل كوادر إعلامية جديدة. * وماذا عن الاتصال السياسى مع أمانة الحزب المركزية؟ لدىّ خطة للتنسيق والتعاون مع قطاع القاهرة الكبرى، بما يحفظ لكل مؤسسة تميزها وتخصصها، كما سأسعى للتواصل مع الأمانة العامة بما يسمح بتدفق المعلومات، والتبنى الفعال للمواقف الحزبية، مع مراعاة الحفاظ على خصوصية العاصمة. * هل ستدعم دور الشباب والمرأة فى الحزب خلال الفترة المقبلة؟ أنا داعم أساسى للمرأة والشباب بالشكل الذى يسمح لهم أن يمارسوا دورهم فى المجتمع، ولكن ليس على خلفية "كوتة" وإنما الكفاءة. ورغم أننى أزعم أن المرأة لديها وقت كاف للاتصال بالمجتمع، وأن الشباب لديهم طاقة كبيرة وحيوية وفاعلية، لكن علينا تهيئتهم فكريا وسياسيا واجتماعيا حتى نستخرج منهم كوادر تستطيع أن تتحرك فى العمل العام لتحقيق النتيجة المرجوة. وأسعى إلى دعم التنمية الذاتية للشباب والمرأة، وتنمية مهاراتهم الإعلامية واستثمارها، واكتشاف المواهب وتفعيل برامج الإرشاد النفسى والأسرى لهم، بما يحقق النفع لهم وللمجتمع. * هل يمكنكم تحقيق كل ذلك وأنتم تواجهون استحقاقا انتخابيا على الأبواب؟ بالفعل، نحن على أبواب استحقاق انتخابى كبير بعد حوالى 55 يوما، القاهرة ممثلة فيه ب66 مقعدا برلمانيا، بما يعادل 12% من إجمالى المقاعد، يجعلنا نضعها فى أولوياتنا، وهى معركة كبيرة يجب أن تفرغ لها الجهود وتستنهض لها الهمم، وهى لها الأولوية فى المستوى القريب، ثم نعود إلى ملف تطوير الأمانة وتفعيلها. * هل هذه المدة كافية لوضع لمساتكم فى الانتخابات؟ لم أكن أحب أن يتم انتخابى خلال هذه الفترة؛ لأن 55 يوما مدة قصيرة جدا لدعم هيكلة الحزب، واختيار المرشحين والمفاضلة بينهم، لكن شاءت الأقدار، وسنعمل بأقصى درجة لتحقيق أفضل تواصل مع الجماهير، ولدى رؤية لهذا سيتم عرضها على أعضاء الأمانة، بنشرات دورية نصف أسبوعية، توضح للرأى العام حقيقة موقف الحزب وقراراته ورؤيته خلال الفترات المقبلة. أيضا سأسعى إلى دعم مجلس الشورى لإصدار تشريعات وقوانين عرضية تمس قطاعا كبيرا من الشعب المصرى، كقرارات التأمينات الاجتماعية والحدين الأقصى والأدنى للأجور، بحيث إنها تلمس قطاعات عريضة من المجتمع. كما أهدف إلى السعى نحو تحسين عدة مرافق يستخدمها المواطنون يوميا؛ لأنه يستحق منا أفضل مما يقدم له الآن، كملف الطاقة والقمامة والأمن، وهى أمور يجب أن تتحقق من أجل توصيل رؤيتنا الحقيقية للشعب المصرى، ومن ثم حصد هذه الرؤية فى الانتخابات. * هل ستترشحون لمجلس النواب المقبل؟ أعلنت عن عدم رغبتى فى الترشح، ولكن القرار للحزب سواء بتفريغ أمناء المحافظات وعدم تفريغهم، وأنا أتفهم وجهة النظر القائلة إن أمناء المحافظات يتم تفريغهم من أى مناصب من أجل إدارة أمانة محافظاتهم. لكن هناك وجهة نظر أخرى تقول إن أمينى القاهرة والجيزة اللذين يمثلان القاهرة الكبرى بما تحتويه من أحداث وبؤر اهتمام، يجب أن يكونا نوابا فى البرلمان من أجل تسهيل التواصل السياسى، والتفاعل مع الوزراء والمؤسسات، مما يعطيهما مزيدا من القوة يوظفانها لصالح الوطن والحزب. لكنى أميل حتى الآن إلى عدم الترشح لمجلس النواب، إلا أنه فى حال أن كانت حظوظى فى الانتخابات كبيرة وأستطيع حصد المقعد ورأى الحزب هذا الأمر، فسأعيد التفكير. * ما عدد المقاعد التى تتوقع حصول حزب الحرية والعدالة عليها فى مجلس النواب المقبل؟ أتوقع ألا تقل النسبة عما كانت عليه فى مجلس الشعب 2011. * هل "الحرية والعدالة" سيتحالف مع أحزاب أخرى فى الانتخابات؟ أعتقد أن الرأى انتهى إلى أن يخوض الحزب الانتخابات منفردا بقوائم كاملة، لكن سيتم التنسيق مع رموز وطنية سياسية واجتماعية مستقلة، تحمل همّ الوطن على المقاعد الفردية، فالجو السياسى العام يجعل رغبة كل حزب فى زيادة حصصه من المقاعد وتعظيم مقاعده، ومن ثم كل حزب سيسعى إلى خوض الانتخابات منفردا. * العاصمة بؤرة الأحداث السياسية.. كيف ترى الاتصال المجتمعى والسياسى خلال الفترة المقبلة؟ رغم صعوبة الاتصال السياسى فى الفترة المقبلة، خاصة أننا نسير نحو انتخابات تنافسية، وإبراز مساوئ الآخرين، والتركيز على محاسن النفس، فالتواصل لو كان فى نطاق الميثاق الانتخابى فهو أمر جيد. أما التواصل من خلال الوصول إلى مشتركات أو مساحة تقاطعات، فهذا سيكون بعد الانتخابات؛ لأن كل فصيل سيعرف حجمه النسبى، ويمكن بعدها التواصل من خلال هذا الحجم وهذه النتيجة. وعلى أى حال، سأسعى إلى توسيع قاعدة العمل الحزبى لتضم أفرادا جددا، واستثمار طاقات المجتمع، وتفعيل الاتصال السياسى.