أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية تفاصيل الدورة الثانية للمهرجان فى مؤتمر صحفى عقد مؤخرا بنقابة السينمائيين بحضور عدد من نجوم السينما. وأعلن السيناريست سيد فؤاد -رئيس المهرجان- عن أهم ترتيبات الدورة الثانية التى ستكون فى الفترة من 15-24 مارس القادم؛ حيث استقرت إدارة المهرجان على أن يكون فيلم الافتتاح هو فيلم "ساحرة الحرب"، وهو إنتاج مشترك بين الكونغو الديموقراطية وكندا، سيناريو وإخراج كيم نجوين، يحكى عن فتاة لا تزيد عن 14 عاما تم خطفها من قبيلتها، وإلحاقها بقوات المتمردين، ثم تتمكن من الهروب بمساعدة أحد الجنود لتنعم بالحرية والسلام، فتطاردها الكوابيس والأشباح التى خلفتها ذكريات الحرب المخيفة فى عقلها الصغير. يذكر أن الفيلم هو أحد الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار للأفلام الناطقة بلغة أجنبية. وتشهد هذه الدورة إقبالا إفريقيا كبيرا، حيث بلغ إجمالى عدد الأعمال المتقدمة للمهرجان 320 فيلما ل35 دولة إفريقية مختلفة، تنوعت الأعمال بين أفلام روائية وتسجيلية طويلة وأفلام روائية وتسجيلية قصيرة، كما تم تخصيص قسم من المهرجان لأعمال الدياسبورا للأفارقة المغتربين وقسم للرسوم المتحركة، بالإضافة إلى قسم خاص لأفلام الثورات والحريات. وعن تشكيلات لجان التحكيم، تم الإعلان عن لجنة تحكيم الأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة بعضوية كل من تسيتستى دنجاريمباجا من زيمبابوى، وشيخ عمر سيسكو من مالى، وليلى علوى من مصر، ومفيدة تلانتى من تونس، ويسرى نصر الله من مصر، وفى الأفلام الروائية القصيرة لومى ندور من السنغال، وبيتر روفيك من جنوب إفريقيا، وخالد الصاوى من مصر، وسيلفستر امس من بنين، وكاملة أبو زكرى من مصر. وتقوم إدارة المهرجان هذا العام بتكريم كل من رائد السينما الإفريقية المخرج سليمان سيسيه من مالى، والناقد المصرى سمير فريد، ومخرجة الرسوم المتحركة شويكار خليفة، ورائد الرسوم المتحركة فى إفريقيا مصطفى الحسن، إضافة إلى الفنانة المصرية يسرا. وقررت إدارة المهرجان إهداء دورة هذا العام إلى روح كل من الناقد السنمائى التونسى الراحل طاهر الشريعة، والمخرج المصرى الراحل عاطف الطيب . كما تعقد على هامش المهرجان العديد من الفعاليات والندوات الفنية والثقافية والورش الفنية فى العديد من المجالات المهتمة بصناعة السينما منها ولأول مرة فى مصر ورشة لتدريب وتطوير مهارات شباب النقاد فى القارة الإفريقية تحت إشراف الناقد العالمى أوليفيه بارليه، بالإضافة إلى ورش الرسوم المتحركة التى لاقت نجاحا فى العام الماضى ذلك بالتعاون مع الفرع الإقليمى للاتحاد الدولى للرسوم المتحركة. كما سيتم عقد مؤتمر يضم صناع السينما الإفريقية بهدف خلق شبكة من التواصل المستمر والبناء بين صناع السينما الإفريقية فى المجالات السينمائية كافة المتعلقة بالإنتاج والتوزيع لوضع نواة إنشاء سوق للسينما الإفريقية، كما تنظم إدارة المهرجان مسابقة باسم الصحفى الراحل الحسينى أبو ضيف لأفلام الحريات والثورات؛ حيث تتشكل لجنة تحكيمها من أعضاء من نقابة الصحفيين والناقد طارق الشناوى وعلا الشافعى وياسر محب. ووجه رئيس المهرجان سيد فؤاد الشكر للجهات الداعمة للمهرجان هذا العام، وهى وزارات السياحة والثقافة والآثار ومحافظة الأقصر ونقابة المهن السينمائية، كما أشاد بالتعاون الجاد من قبل الدكتور محمد صابر عرب وحرصه على توفير الدعم المالى للمهرجان . كما أكد الناقد سمير فريد أهمية العمل الجاد من أجل إقامة مهرجانات فنية تضاهى وتنافس المهرجانات العالمية الكبرى، مشيرا إلى أن عقد دورة المهرجان هذا العام تعد تظاهرة فنية وثقافية، وليس مجرد عرض أفلام سينمائية؛ حيث تقام الورش والندوات الفنية والثقافية فى المجالات المختلفة كافة لدعم صناعة من ترويج توزيع وإنتاج واحتكاك سينمائى بين مختلف الدول الإفريقية ومصر؛ لما تمثله صناعة السينما من مورد مادى ضخم، وتأثيراته المباشرة على التنمية الوطنية فى الإنشاءات السياحية والفنادق، وتأثيراته المباشرة على الرواج السياحى بشكل خاص، مشددا على ضرورة الاقتداء بالمغرب فى هذا الشأن؛ حيث تبلغ ميزانية صناعة السينما لديها إلى ما يقرب من 500 مليون دولار سنويا. وفى كلمته، أكد فاروق عبد الخالق أن إقامة المؤتمر الصحفى للمهرجان هذا العام فى مقر نقابة المهن السينمائية يعد تتويجا لقيمة السينما المصرية، ويعكس الرغبة فى إقامة المزيد من أطر التعاون بين السينما المصرية ونظيرتها الإفريقية، وشدد على ضرورة استغلال هذا الاهتمام فى محاولة التقريب بين الشعوب الإفريقية والشعب المصرى، خاصة من دول حوض النيل التى تربطنا بها علاقات طبيعية حتمية وأصيلة من خلال مياه واحدة لنهر واحد وتعليم الأجيال القادمة كيفية الحفاظ على وحدة هذا النسيج والترابط من خلال رسالة الفن السينمائى التى تربط بين الجميع. ومن أهم الأعمال المصرية المشاركة فى المهرجان فيلم "فبراير الأسود"، الذى أكد سيد فؤاد مشاركته فى فعاليات المهرجان بعد مناقشات مع منتجته إسعاد يونس التى أكدت أن الفيلم تم تأجيل عرضه تجاريا. الفيلم بطولة خالد صالح وأمل رزق وطارق عبد العزيز وميار الغيطى ومن إخراج محمد أمين، وتدور أحداث الفيلم فى إطار من الكوميديا السوداء حول الإحباط والمشاكل التى تطارد العلماء والمخترعين المصريين؛ حيث يحاول المخترع -الذى يقوم بدوره خالد صالح- الوصول إلى الثروة والشهرة من خلال اختراعاته التى لا تعود عليه إلا بالمشاكل. كذلك يشارك الفيلم المصرى الخروج إلى النهار للمخرجة هالة لطفى، الذى تدور أحداثه حول أسرة فقيرة تعيش فى أحد أحياء القاهرة الشعبية حيث: أب قعيد وأم ممرضة وابنة تواجه مشاكل فى التعبير عن مشاعرها وأحلامها بعد أن أصبحت فى الثلاثين من عمرها ولم ترتبط بعد ولا تفعل شيئا سوى رعاية أب غائب عن العالم مع صوت أم كلثوم. وفى النهاية، أكد سيد فؤاد أن حفلى الافتتاح والختام لن يكونا تقليديين؛ حيث من المقرر إقامة رحلة نيلية لضيوف المهرجان إلى جانب ابتكار زفة شعبية بالعرائس الضخمة لشخصيات شهيرة فى القارة الإفريقية مثل جمال عبد الناصر وأم كلثوم ومانديلا، ومن المقرر أن تطوف الزفة أرجاء المدينة.