* نستعد لإنتاج عشرة أفلام وندعم أفلام الشباب لوجيستيا * مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية لم يتحدد موعده بعد المركز القومى للسينما يقوم بعدد من الأدوار على مستويات عدة، إذ ينظم مسابقة سنوية لما صار يعرف بأفلام الدعم، يختار من خلالها عددا من الأفلام التى تستحق أن تتبناها الدولة ويسهم فى إنتاجها، وكذلك ينتج عددا من الأفلام الوثائقية والقصيرة والتحريك بشكل مباشر من خلال مخرجى المركز، فضلا عن الدعم اللوجيستى الذى يقدمه للشباب العاملين فى السينما عن طريق إتاحة جميع المعدات لهم بشكل مجانى. حول كل هذه الأنشطة وغيرها كان ل"الحرية والعدالة" هذا الحوار مع كمال عبد العزيز رئيس المركز القومى للسينما.. بعد مرور عامين على الثورة.. هل ترى تغيرا ملحوظا فى الواقع السينمائى؟ بالطبع هناك فارق كبير بين حال السينما قبل الثورة عما هى عليه الآن، إذ توقفت عجلة الإنتاج السينمائى تقريبا بعد الثورة، نتيجة الأحداث التى تمر بها مصر، التى تؤدى إلى هروب رءوس الأموال السينمائية بشكل أو بآخر، نظرا للخوف الذى ينتاب المنتجين من المغامرة برءوس أموالهم فى عمليات إنتاجية غير مأمونة أو مضمونة المكسب. فرأس المال بطبعه جبان، والسينما والسياحة والبورصة مرتبطون بالاستقرار الأمنى والسياسى، ومن ثم فالظروف الاستثنائية التى نعيشها تدفع المنتجين إلى الهرب من خوض تجارب جديدة والانتظار إلى ما ستسفر عنه الأيام المقبلة. ألا ترى أننا بجانب الأزمة الاقتصادية نعانى أيضا من أزمة فى الإبداع؟ لا أرى ذلك؛ لأن المبدعين موجودون وما زالوا مرابطين مثلهم فى ذلك مثل كل العاملين فى المجالات التى تعد الأكثر تأثرا بالأحداث الأخيرة ولم يختفوا أو يندثروا بعد. وما دور المركز فى إعادة إحياء صناعة السينما من جديد؟ إن صناعة السينما لم تمت من الأساس لنقوم بإعادة إحيائها، وإنما توقفت عجلتها للظروف الطارئة التى تمر بها البلاد، وعموما فإن المركز يعكف الآن على تنفيذ الأعمال التى تم اختيارها عبر مسابقة دعم الأفلام وعددهم حوالى ثلاثين فيلما، ما بين روائى وتسجيلى وقصير وتحريك، وجار العمل فيهم ومنهم أفلام لمخرجين كبار كداود عبد السيد، ومحمد خان، وإبراهيم البطوطى، ومجموعة أفلام قصيرة وروائية لعدد من المبدعين الشباب. وماذا عن ميزانية المركز بعد الثورة؟ تقلصت كغيرها من مؤسسات وزارة الثقافة والدولة. وهل أثر ذلك على أداء المركز؟ بالطبع.. فأى أموال يتم تقليصها تؤثر على تقديم النشاط الذى نرتبط به، وإذا تمت زيادة الميزانية فسيكون لدينا مساحة أكبر للعمل. وهل للمركز دور فى ضخ دماء جديدة للسينما عن طريق اكتشاف وجوه جديدة؟ المركز ينتج أفلاما تسجيلية وأفلاما روائية قصيرة وأفلام تحريك، وهناك قسم جديد للسينما المستقلة يتيح فرصة جديدة للشباب الذى يبحث عن فرصة؛ لأننا نقدم له دعما لوجيستيا عبارة عن تقديم جميع الأدوات التى يحتاجها العمل ليرى النور كالكاميرات وأدوات الإضاءة والصوت والمونتاج وما إلى ذلك من أمور يحتاجها العمل. وماذا عن إنتاج المركز نفسه؟ نحن بصدد إنتاج عشرة أفلام، ثلاثة أفلام منهم انتهوا من مرحلة المونتاج، وأربعة فى مرحلة المونتاج، واثنان لم ينته التصوير فيهما إلى الآن، وقمنا بعمل أرشيف لجميع أفلام السينما المستقلة لتخدم بعد ذلك شباب السينمائيين المستقلين فى المستقبل. وما دور المركز فى حماية التراث السينمائى؟ قمنا بعمل حصر لجميع الأفلام التى تم إنتاجها على مدى تاريخ المركز، وهم حوالى 600 فيلم، ومنهم أفلام من أربعينيات القرن الماضى، وجمعنا كل ما يخصها من تواريخ إنتاج ومعلومات وما إلى ذلك، وجار تحويل هذه الأفلام إلى "هاى ديفينيشن" ليتم إتاحتهم أمام الدارسين والطلاب والمتخصصين وراغبى مشاهدة هذه الأفلام التى تخص كبار السينمائيين على مدار تاريخ السينما الوثائقية والتسجيلية والروائية، وكذلك حماية هذه الأفلام من التلف؛ لأن النيجاتيف له عمر افتراضى تقل كفاءته بعد فترة ثم ينتهى ولا يعد صالحا، وكل ذلك يتم بهدف الحفاظ للأجيال القادمة على تراثها السينمائى، ولتكون على علم ودراية بتاريخها من عيون مخرجين ومبدعين رأوا مصر، كل من زاويته ومن وجهة نظره. وماذا عن أرشيف "السينما تك"؟ هناك مشروع بدأه الدكتور خالد عبد الجليل رئيس المركز السابق، بالتعاون مع الجانب الفرنسى لتوثيق وأرشفة جميع الأفلام الروائية الطويلة المصرية عبر التاريخ منذ إنشاء السينما إلى الآن، ولكنه توقف بعد الثورة بعد أن قطع خطوات كبيرة فى هذا الاتجاه، فقد تم اختيار قصر الأمير طوسون مكانا يتم فيه إنشاء المشروع، ووافقت على ذلك هيئة الآثار عندما كانت تابعة لوزارة الثقافة. وبالفعل أخذ المركز القصر، وبدأ فى الخطوات الفعلية لتنفيذ المشروع وجاءت البعثة الفرنسية وبدأت العمل الفعلى إلا أن اندلاع الثورة ومرور البلاد بالأحداث المعروفة أدى إلى انقطاع الجهات المالية عن تمويل المشروع مما أصابه بالشلل الكامل، واستردت وزارة الآثار القصر، وما زال المشروع ينتظر التمويل الذى يصل إلى 120 مليون جنيه، وفى ظل الظروف الحالية يعد أمرا صعبا أن نطلب من الدولة مثل هذا المبلغ. وهل بدأ مجلس إدارة المركز بتشكيله الجديد فى العمل؟ بالطبع، لأنه يضم نخبة من المحترفين والقامات الفنية والسينمائية يمثلون تركيبة مهمة نتمنى أن تنهض بالمركز الفترة المقبلة. وهل تشكيل اللجنة العليا للمهرجانات يعد ارتدادا عن المكاسب التى حققها المركز فى الفترة الأخيرة؟ دور هذه اللجنة هو وضع تصور للشكل الأمثل لكيفية إقامة المهرجانات وتقدم رأيها لنا ثم نقرر ما نستقر عليه؛ لأن رأيها يعد استشاريا وليس ملزما، فإذا قدمت اللجنة أفكارا جديدة تخدم المركز والمهرجانات التى يشارك فيها فأهلا وسهلا وإلا فإننا لن نلتزم به. وما أهم المعوقات البيروقراطية التى قابلتك فى إدارة المركز؟ أنا ابن المركز ولست غريبا عليه، وجميع المشاكل التى يعانى منها المركز والعاملون فيه أدركها وأعرف أبعادها، وحتى لو قابلتنا مشكلة فإننى أجلس معهم وأناقشهم فيها لنصل إلى حل وسط. كثير من النقاد والسينمائيين يأخذون على السينما فى هذه الفترة أنها أقل نشاطا، خاصة فى ظرف تاريخى مثل الثورة؟ هذا إلى جانب السينما الروائية الطويلة فقط، ولكن على الجانب التسجيلى والوثائقى منها، فهى أكثر نشاطا، وكانت هى البطل على مدار الثورة وحتى الآن؛ لأنها رصدت الثورة بعيون المخرجين الشباب والمتخصصين فى الإخراج بشكل جيد جدا، ولذا سنقوم بعمل مسابقة للأفلام التى تناولت الثورة وجائزتها عشرون ألف جنيه لأفضل فيلم، وكنا سنقيمها يوم 27, 28 يناير الماضى، ولذا أجلناها بسبب الأحداث التى تلت الاحتفال بذكرى الثورة. وما تفاصيل هذه المسابقة؟ سنعرض جميع الأفلام التى تختارها اللجنة وتقر بأنها تصلح للعرض الجماهيرى على المستوى النقدى، وسيكون اختيار الفائز فيها بناء على التصويت المباشر للجمهور الذى سيحضر هذه الأفلام، وأكثر الأفلام التى ستحصل على أصوات سيتم اختياره بناء على رأى الجمهور، وهذا هو أمر ثورى من وجهة نظرى؛ أن نترك الحكم للجمهور، ومسألة أن توافق وزارة الثقافة على جائزة قدرها عشرون ألف جنيه فهذا أمر محمود. وما دور المركز فى توثيق ثورة 25 يناير؟ لدينا قسم المتابعة يتحرك بشكل تلقائى إذا حدث أى شىء قوى أو مفاجئ يقوم بتوثيق أى حدث للأرشفة، وللاحتياج الذى يكون لمثل هذه الشرائط بعد ذلك فى حال إنتاج أفلام جديدة، ويعد بمثابة مخزون بنكى للأفلام الجديدة، ويتاح لأى مخرج يقوم بصناعة فيلم عن الثورة مثلا ويحتاج إلى مشاهد أو أى أمر من هذا القبيل. مهرجان الإسماعيلية.. هل سيعقد العام المقبل فى موعده أم سيلغى؟ بالتأكيد سيقام مهرجان الإسماعيلية؛ لأنه المهرجان الدولى الوحيد فى مصر والمنطقة للأفلام التسجيلية، إلا أن موعده لم يتحدد بعد، وبمجرد موافقة الوزير سنبدأ فى البحث عن رعاة للإسهام فى ميزانية المهرجان، خاصة أن ميزانية المهرجان مليون و250 ألف جنيه فقط.