جري هذا الحوار مع د. خالد عبدالجليل فور عودته من باريس ونجاحه في عقد عدة لقاءات مع المسئولين عن المركز السينمائي الفرنسي ومؤسسة الدعم الفرنسي ومعهد السينما في باريس ومعهد العالم العربي هناك من أجل إحياء اتفاقية التعاون المشترك بين مصر وفرنسا في مجال الاستعانة بالخبرة الفرنسية لأرشيف الفيلم المصري أيضاً المساهمة في إنتاج مجموعة من الأفلام القصيرة والوثائقية، بالإضافة إلي مشروع ترميم فيلم «الفلاح الفصيح» للمخرج شادي عبدالسلام، وهو أحد أهم أفلامه القصيرة.. وذلك تمهيداً لعرضه في قسم الأفلام المرممة في مهرجان «كان» السينمائي الدولي في شهر مايو القادم- للعام الثالث علي التوالي وشاركت مصر- في دورة المهرجان في العام الماضي بفيلم «المومياء» لشادي عبدالسلام. أيضاً الاتفاق علي ترميم فيلم «بداية ونهاية» لصلاح أبو سيف لعرضه في مصر وأوروبا خلال الاحتفال بمئوية الكاتب المصري العالمي نجيب محفوظ في عام 2011. وعلي صعيد التعاون مع المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة- نستضيف المخرج الفرنسي «كلير سيمو» أستاذ السينما التسجيلية لينظم ورشة عمل صناعة الفيلم التسجيلي خلال الفترة 8- 14 إبريل بمركز الإبداع بدار الأوبرا. قال: في البداية.. لقد توليت رئاسة المركز القومي للسينما في أغسطس 2008، وكان علي أن أبدأ بتحديث البنية الأساسية واستكمال ما بدأه من سبقني، وقبل أن أبدأ خطة الإنتاج قمت بشراء كاميرا سينما ديجيتال H.D بالإضافة إلي وحدة مونتاج فينل كت F.K وأيضاً وحدة جرافيك حديثة. وبعد ذلك وضعت خطة لأكبر إنتاج في تاريخ المركز. انتهينا في المرحلة الأولي منها بإنتاج 14 فيلما، منها ثلاثة أفلام روائية قصيرة وفيلم تجريبي وفيلمان تسجيليان وخمسة أفلام رسوم متحركة وفيلما عرائس، وقد حرصت الخطة علي تنوع المضمون والتناول - بمعني أن هناك أفلام فانتازيا، أفلام اجتماعية ودراما.. أيضاً أن يشارك في تنفيذ الأفلام صناع السينما من كل الأجيال- فهناك فيلم تسجيلي للمخرج سمير عوف من تصوير المصور السينمائي الكبير سعيد شيمي، وهناك أفلام يقوم بتنفيذها خريجو معهد السينما.. وأيضاً أفلام ينفذها شباب من محبي السينما غير الأكاديميين، وقد اعتمدنا في تنفيذ هذه الأفلام جميعها علي التقنية من حيث استخدام أحدث المعدات أيضاً وضعت لها ميزانيات مناسبة بهدف إنتاج أفلام علي مستوي سينمائي عال- تحسب لقيام وزارة الثقافة فيما بعد تسويقها عبر القنوات الفضائية- والمشاركة بها في المهرجانات السينمائية الدولية، وأعرض بالفعل عدد من هذه الأفلام في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام القصيرة والتسجيلية 2009 وكذلك مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي 2009 ضمن المسابقة الدولية. أفلام تسجيلية وماذا عن خطة إنتاج الأفلام لعام 2010؟ - في هذه السنة تم رفع سقف الإنتاج من حيث الكم والتكلفة الإنتاجية والتقنية إلي جانب التنوع في النوعية بمعني أننا ننتج أربعة أفلام تسجيلية- اثنان منهما سيتم تصويرهما سينمائياً وثلاثة أفلام روائية قصيرة، وأربعة أفلام ما بين رسوم متحركة وعرائس وصلصال، بالإضافة إلي فيلم روائي قصير بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل وستة أفلام بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهذه الخطة تهدف إلي جانب تنوع تحقيق الفكرة التي طالما نادي بها وزير الثقافة الفنان فاروق حسني بضرورة التعاون والتكامل والتناغم ما بين قطاعات الوزارة المختلفة، ولذا كنت في منتهي الحماس بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل وهيئة قصور الثقافة، وخاصة لإنتاج أفلام للهواة محدودة الميزانيات، هناك أيضاً بروتوكول مع هيئة قصور الثقافة لإنتاج مجموعة أخري من الأفلام، إلي جانب التعاون في تنظيم مشروع الليالي السينمائية بالأقاليم وسأبدأ في محافظة الفيوم وأسيوط وقريباً المنيا وهكذا، وإلي جانب أيضاً إقامة ورش عمل لتعليم فنون السينما في كل هذه المحافظات. لجنة المهرجانات باعتبارك أمين عام اللجنة العليا للمهرجانات- ما الأفلام المرشحة لتمثيل مصر خلال هذا العام؟ - قررت اللجنة أن يتم خلال مارس الاشتراك في «سوق الفيلم الأوروبي بمهرجان برلين- بفيلم «المسافر» بطولة النجم المصري العالمي عمر الشريف والفيلم من إنتاج وزارة الثقافة، وأيضاً الاشتراك في مهرجان «فريبور» بسويسرا بفيلم «واحد صفر» وفي مهرجان جنيف الدولي للسينما الشرقية بفيلمي «هي فوضي»، «الغابة»، وسوف يشارك أيضاً فيلم «واحد صفر» في مهرجان كليفلاند الأمريكي وفي مهرجان الدنمارك السينمائي الدولي خلال شهر إبريل. وخلال هذا الشهر سيتم تكريم دولي للمخرج السينمائي الكبير «توفيق صالح» بمتحف الفن المعاصر في برشلونة، يعرض خلاله ثلاثة من أفلامه هي «درب المهابيل- المتمردون- يوميات نائب في الأرياف». كما يتم تكريم الكاتب والمفكر الراحل «توفيق الحكيم» في إطار النشاط الثقافي لمعهد العالم العربي في باريس. ويعرض له بهذه المناسبة ثلاثة أفلام مأخوذة عن رواياته هي «الأيدي الناعمة- يوميات نائب في الأرياف- الرباط المقدس». كتاب نصف سنوي تردد أن المركز بصدد إصدار مطبوعة سينمائية.. فهل ستكون مجلة صحفية.. أم بحثية؟ - صحيح أن المركز بالفعل بصدد إصدار كتاب نصف سنوي يضم أبحاثاً سينمائية جديدة يشارك في إعدادها مجموعة من الباحثين وأساتذة السينما وكبار النقاد- ويراعي فيها أن تكون علي مستوي علمي راق، حتي تكون مرجعاً يستفاد به في الرسائل الأكاديمية حول السينما وسيطبع باللغتين العربية والإنجليزية حتي يتاح لجميع الباحثين والنقاد العرب والأجانب المهتمين بكتابة تاريخ السينما المصرية، بالإضافة إلي كتاب سنوي علي غرار ال CNCAI الذي يصدره مركز السينما الفرنسي، ويضم تعريفاً بكل المعلومات الثانوية عن السينما المصرية مثل عدد الأفلام ودور العرض والإيرادات «البوكس أوفيس» والمعامل والاستديوهات.. الخ بمعني كل ما يتعلق بالسينما إنتاجاً وتوزيعاً وتسويقاً.. وتم بالفعل اختيار مجموعتي عمل لهذا الغرض، وحالياً نقوم بإنشاء وحدة تجهيز صحفية تضم أجهزة كمبيوتر خاصة بهذا الغرض. دليل الأفلام المصري الدوري الذي كان يصدره مركز الثقافة السينمائية كل ثلاثة أشهر توقف منذ ست سنوات فمتي يعود للصدور. - من أجل كل هذه المطبوعات السينمائية وغيرها قررنا إنشاء وحدة التجهيز الصحفي حتي تخرج جميع المطبوعات من المركز علي اسطوانة C.D للمطابع مباشرة. عروض أفلام وماذا عن عروض مركز الثقافة السينمائية ولماذا لم يعلن عنها مسبقاً لمدة ثلاثة أشهر علي الأقل حتي يحدد الجمهور مسبقاً ظروف حضوره لهذه العروض، بدلا من أن يلهث أسبوعياً لمعرفة العرض القادم؟! -المشكلة أن هذه الأفلام ليست ملكاً للمركز، ولكنها ملك لشركات إنتاج خاصة، وبعضهم يطالب بمقابل لهذا العرض، وليس لديه نسخة متوفرة للعرض، ولكن يمكن أن تكون هناك خطة شهرية علي الأقل وهذا حق الجمهور، ولذا قررنا إصدار دليل شهري يتضمن جميع عروض وأنشطة مركز الثقافة السينمائية بالإضافة إلي جمعية الفيلم وجمعية السينمائيين المصريين وجمعية التسجيليين وسوف يتم توزيع هذا الدليل من خلال جميع المواقع الثقافية التابعة لوزارة الثقافة. كاتب السيناريو أين كاتب السيناريو «خالد عبدالجليل» وسط مسئولياتك كرئيس للمركز القومي للسينما؟ - أعتقد أن الجانب الأكاديمي والإداري سرقني من «خالد عبدالجليل» السيناريست وان كنت أعوض هذا كمواطن يلعب دوره في تنمية بلده، وان كنت كلما انفردت بنفسي أبحث عن خالد عبدالجليل الكاتب السينمائي. كيف تري حال السينما المصرية الآن وأنت داخل كواليسها كمتابع وكمسئول؟ - أنا عندي اعتقاد أن السينما المصرية في ازدهار علي مستوي الكم وأيضاً علي مستوي التنوع، لكن في العالم كله هناك الأفلام الكبيرة والأفلام الرديئة، أيضاً الأفلام التي تحمل فكراً أو التي لاتحمل أي فكر.. الأزمة في العقول- بمعني أن السينما حالياً لديها تقنية عالية في التنفيذ ولدينا بالفعل كفاءات فنية وتكنيكية جيدة، ولكن ينقصها مراجعة الموضوعات التي تطرح في السينما ففي كثير من الأحيان نبعد عن الطرح السينمائي والدرامي.. فتتحول أفلامنا إلي مجرد منشورات صحفية أكثر منها سينما أو دراما.