باختتام القمة الإسلامية الثانية عشرة أعمالها بالقاهرة الخميس، برزت الوحدة والعملية كأبرز سماتها. فقد حظيت ملفات الحريات السياسية، وتغير النظم السياسية فى الدول الإسلامية، والتعاون الاقتصادى، وتشغيل الشباب، وتوحيد التصويت فى المحافل الدولية، وإدانة الإرهاب ودعم المقاومة، بالنصيب الأكبر من قرارات القمة.. وفيما يلى رصد لأهمها: سوريا شدد البيان على ضرورة وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وندد بقوة باستمرار عملية سفك الدماء فيها، وأكد المسئولية الأساسية للحكومة السورية عن استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات، وأعرب المشاركون عن بالغ قلقهم إزاء تدهور الوضع وتفشى أعمال القتل التى تسببت فى سقوط آلاف الأرواح من المدنيين العزل، وارتكاب السلطات السورية لمجازر داخل المدن والقرى. ودعا لوقف فورى لأعمال العنف والقتل والتدمير واحترام القيم الإسلامية وحقوق الإنسان، وإلى تجنيب سورية مخاطر الحرب الأهلية الشاملة، وحث النظام السورى على التحلى بالحكمة، ودعاه لحوار جاد بين التحالف الوطنى للثورة السورية وقوى المعارضة وممثلى الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسى فى سورية والذين لم يتورطوا بكيفية مباشرة فى أى شكل من أشكال القمع، وحذر من أن استمرار التصعيد العسكرى المرفوض والمدان من المجتمع الدولى. الاحتلال الإسرائيلى كما أدان البيان بشدة العدوان الإسرائيلى بتاريخ 30 يناير 2013 غير المبرر وغير الشرعى ضد سيادة ووحدة أراضى سوريا، مطالبا المجتمع الدولى باتخاذ الإجراءات الفورية لوقف أى عدوان مستقبلى، ولا سيما فى ظل هذا الموقف على الأرض. مالى أكد مجددا تأييد الحفاظ على وحدة جمهورية مالى وسيادتها ووحدة أراضيها، وأدان بشدة الأعمال المرتكبة من مختلف الجماعات والحركات الإرهابية، وكذا الشبكات عبر الوطنية للجريمة المنظمة والاتجار فى المخدرات كخطر حقيقى، والتضامن الكامل مع كل من شعب مالى وحكومة وحدته الوطنية. وأيد جهود استعادة مالى لوحدة أراضيها. السودان أكد مجددا كامل الدعم للسودان واحترام وحدته وسيادته على كامل أراضيه، رحب بالاتفاقية الإطارية التى وقعت فى أديس أبابا يوم 27 سبتمبر 2012 لكل من البشير وسلفا كير. جامو وكشمير وبالنسبة لقضية جامو وكشمير، أكد بيان القاهرة الختامى للقمة الإسلامية الثانية عشرة على الدعم المبدئى لشعب جامو وكشمير من أجل إحقاق حقه المشروع فى تقرير المصير وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن الأممالمتحدة وتطلعات أبناء الشعب الكشميرى. وأعرب البيان عن قلق القادة إزاء الاستخدام العشوائى للقوة والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التى ترتكب فى كشمير التى تحتلها الهند على يد قوات الأمن الهندية، والتى أدت الى مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء والعزل وجرح مئات آخرين منهم نساء وأطفال ومسنون. كوسوفا وفيما يتعلق بكوسوفا، جدد البيان نداءه إلى جميع الدول الأعضاء فى المنظمة والتى لم تعترف بعد بكوسوفا، أن تنظر فى موضوع الاعتراف بها استنادا إلى حقوقها الحرة والسيادية ووفقا لتشريعاتها الوطنية، كما أكد البيان مجددا دعوته للدول الأعضاء لمواصلة إسهامها فى دعم اقتصاد كوسوفا. البوسنة وفى يخص البوسنة، أكد البيان مجددا دعم المنظمة الثابت لصون سلامة أراضى الكيانين والشعوب الثلاثة المكونة لها وغيرها وسيادتهما والمساواة بينهما داخل حدود البوسنة والهرسك المعترف بها دوليا، داعيا القادة السياسيين كافة فى البوسنة والهرسك إلى توحيد جهودهم من أجل مستقبل البلاد المشترك والتركيز بالتالى على عملية الإصلاح. ميانمار وفيما يخص الروهينجيا المسلمين فى ميانمار، أدان بيان القاهرة الختامى للقمة الإسلامية الثانية عشرة الأعمال الوحشية المتواصلة التى ترتكب فى حق مجتمع الروهينجيا المسلمين فى ميانمار، والتى تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولى والعهود الدولية لحقوق الانسان. كما أكد مسئولية المجتمع الدولى بضرورة حمل حكومة ميانمار على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأقليات داخل أراضيها ووضع حد لأعمال العنف ضد جماعة الروهينجيا المسلمين. الصومال وحول الصومال، رحب البيان الختامى للقمة الإسلامية الثانية عشرة برئاسة مصر بالإنجاز المهم الذى تحقق للصومال بعد اختيار أعضاء البرلمان الجديد وانتخاب الرئيس حسن شيخ محمود بطريقة ديمقراطية شفافة وبمراقبة الهيئات الإقليمية والدولية وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامى فى سبتمبر 2012، وما تبع ذلك من تشكيل حكومة جديدة تمكنت خلال فترة وجيزة من تحسين الوضع الأمنى، وتعزيز الاستقرار، وإعادة تشكيل مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسات الأمنية والمالية والقضائية، وفتح قنوات الحوار مع كافة القوى السياسية. جيبوتى وبالنسبة للأوضاع فى جيبوتى، أكد البيان التضامن الكامل للدول الأعضاء فى التعاون الإسلامى مع جمهورية جيبوتى فى نزاعها الحدودى مع إريتريا، مشيدا بالجهود التى تبذلها حكومة جيبوتى لوضع حد لحالة التوتر بالوسائل السلمية . البحرين وفيما يتعلق بالبحرين، ثمن البيان الختامى للقمة الإسلامية الثانية عشرة برئاسة مصر مبادرة العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالدعوة للحوار الوطنى الذى يشمل جميع أطياف الشعب بمختلف مكوناته من أجل استيعاب متطلبات التقدم الحديث واستمرار عملية الاصلاح لتحقيق التطلعات الوطنية وتعزيز التفاهم وتقوية أواصر الوحدة الوطنية والحفاظ على الوطن وأمنه وسلامة أراضيه. التعاون الاقتصادى وتشغيل الشباب أعرب البيان عن عزم الدول الأعضاء العمل سويا من أجل وضع سياسات تحقيق النمو الذى يخلق فرص العمل وتعزيز قدرات الشباب بمجال إدارة المشاريع، وذلك من أجل تشجيع نمو المشروعات المستدامة، وتنمية إشراك الشركاء الاجتماعيين بتطوير السياسات من خلال الحوار وضمان مراعاة جميع البرامج والسياسات لحقوق العمل للشباب. وشدد بيان القمة على ضرورة اتخاذ تدابير من قبل الحكومات على الصعيد القطرى؛ لتعزيز جهود خلق وتوفير فرص العمل؛ حيث يشكل الشباب جزءا من الحل ويتعين الاستماع لمطالبهم واحترام حقوقهم، مؤكدا اهتمام دول المنظمة بتعزيز التواصل بين شباب البلدان الإسلامية بمختلف الجوانب. توحيد التصويت فى المحافل الدولية ودعا البيان الدول فى منظمة التعاون الإسلامى إلى الالتزام بالقرارات السابقة الصادرة عن المنظمة التى دعتها للتصويت لفائدة القرارات المقدمة باسمها (المنظمة) فى المحافل الدولية، ولا سيما الأممالمتحدة، مشددا على أن عدم التصويت لصالح تلك القرارات وإعلان مواقف مختلفة عن تلك المتفق عليها ينافى الإجماع الذى يفرضه واجب التضامن الإسلامى. إدانة الإرهاب ودعم المقاومة كما دان البيان الختامى الإرهاب بشدة، بما فى ذلك إرهاب الدولة، بجميع أشكاله وأيا كان مرتكبه وحيثما كان، مؤكدا مجددا التزام الدول بتعزيز التعاون المتبادل فى مكافحة الإرهاب، باعتماد أساليب عدة، من ضمنها وضع تعريف دقيق للإرهاب وذلك على المستوى الدولى وكذلك المعاهدات الدولية لمكافحة الإرهاب. ودعا البيان للتفريق بين الأعمال الإرهابية التى تعتبر وبكيفية لا لبس فيها أفعالا غير شرعية ومرفوضة، وبين النضال المشروع للشعوب المحتلة من أجل حقها فى تقرير المصير، داعيا الدول للتوقيع والتصديق على اتفاقية منظمة التعاون الإسلامى حول مكافحة الإرهاب الدولى ما لم تكن قد وقعت أو صادقت عليها بعد. وحث البيان الدول على الامتناع عن دفع الفدية والتعاون من أجل منع دفع الفدية التى تطالب بها المجموعات الإرهابية، لأنها تشكل موردا من الموارد الرئيسية لتمويل الإرهاب، مرحبا بالمؤتمر الدولى حول "تعزيز التعاون الدولى فى درء الإرهاب" المقرر تنظيمه على نحو مشترك بين مكتب الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) يومى 18 و19 مارس فى باكو بأذريبجان. إنشاء (مرصد دولى لدعوات الكراهية العرقية) دعا أيضا البيان الختامى إلى إنشاء مرصد دولى لرصد دعوات الكراهية العرقية أو الدينية التى تشكل تحريضا على التمييز والعداء أو العنف بمختلف أنحاء العالم، حتى يكون بمثابة آلية للإنذار المبكر لمساعدة الدول فى الوفاء بالتزاماتها طبقا للقانون الدولى لحقوق الإنسان. وطالب البيان منظمة التعاون الإسلامى بتولى زمام هذه المبادرة (مرصد دولى لدعوات الكراهية العرقية) والدول الأعضاء بالمساهمة فى تعزيز الحوار بين الثقافات والديانات والحضارات، مرحبا بإنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة فى فيينا الذى يهدف إلى تعزيز ودعم الجهود الرامية لهذا الأمر. شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية وأكد البيان دعم الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووى فى الشرق الأوسط، والدعوة إلى حمل "إسرائيل" باعتبارها الطرف الوحيد فى الشرق الأوسط غير الموقع على معاهدة عدم الانتشار النووى على الانضمام دون شروط وعلى الفور للمعاهدة كطرف غير حائز على السلاح النووى، وإلى إخضاع جميع مرافقها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعرب البيان عن الأسف والرفض والتحفظ لتأجيل المؤتمر الذى كان مقررا عقده فى ديسمبر 2012 بفنلندا حول جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة التدمير الشامل. كما أكد أن الذرائع التى تم تسويقها لتأجيل المؤتمر غير واقعية، لا سيما فيما يتعلق بالأحكام الواردة فى الوثيقة الختامية للمؤتمر الاستعراضى لعام 2010. وشدد على حق كافة الدول غير القابل للتصرف فى تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للمعايير التى حددتها الوكالة الدولية للطاقة النووية، وتحت إشرافها والتعاون بين الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى فى هذا الخصوص. وأكد البيان دعم جمهورية كازاخستان بشأن اعتماد الإعلان العالمى لعالم خال من الأسلحة النووية فى إطار الأممالمتحدة، باعتبار ذلك خطوة مهمة نحو اعتماد معاهدة الأسلحة النووية، داعيا الدول الحائزة على الأسلحة النووية إلى التوقيع على البروتوكول المتعلق بالضمانات الأمنية السلبية لمعاهدة أسيا الوسطى الخالية من الأسلحة النووية. دعم سخى للتعليم والإعلام وفيما يتعلق بالتعليم العالى، أشاد البيان بالاهتمام المتزايد الذى توليه الدول الأعضاء ل(البرنامج التربوى لمنظمة التعاون: التضامن من خلال الأوساط الأكاديمية فى العالم الإسلامى) الذى تنفذه.. داعيا الدول الأعضاء إلى تقديم دعمها السخى للمبادرة والمشاركة بنشاط فى برنامج التبادل التربوى. ودعا البيان جميع الدول الأعضاء إلى مواصلة جهودها من أجل تحسين جودة التعليم بما ينمى القدرات الإبداعية والابتكار والبحوث والتطوير وتعزيز التعاون والتفاعل الأكاديمى وتبادل المعارف بين مؤسساتها الأكاديمية. كما نوه البيان بالقرار الصادر عن القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة التى عقدت فى مكةالمكرمة يومى 14 و15 أغسطس 2012 باعتماد تدابير واضحة المعالم لتعزيز التطور العلمى والتكنولوجى والابتكار والتعليم العالى. وقد تمت الموافقة على تنظيم قمة إسلامية استثنائية تخصص لموضوع العلوم والتكنولوجيا برعاية اللجنة الدائمة للتعاون العلمى والتكنولوجى (كومستيك). وفيما يتعلق بالإعلام، شدد البيان الختامى للقمة الإسلامية على أن وسائل الإعلام تتحمل مسئولية كبرى فيما يتعلق بتحقيق أهداف التضامن الإسلامى استنادا إلى مبادئ المسئولية، كما أقر بالدور الحاسم الذى يمكن أن تضطلع به وسائل الإعلام فى إبراز الوجه المشرق للإسلام والبلدان الإسلامية للعالم الخارجى، داعيا الدول الأعضاء إلى أن تعمل على تنفيذ أحكام القرارات السابقة ذات الصلة. الصحة والبيئة وفيما يتعلق بالصحة، أعرب بيان القاهرة عن عزم الدول الأعضاء على إيلاء قطاع الصحة الأولوية القصوى واتخاذ الخطوات اللازمة من أجل وضع قضايا الصحة فى صلب الخطط الوطنية، وداعيا إلى ضرورة الإسراع فى استكمال برنامج العمل الإستراتيجى حول الصحة 2013/2022، الذى سيوفر إطارا لبذل المزيد من جهود التعاون والتعاون الدولى لمعالجة مختلف التحديات التى تواجه الدول الأعضاء لمعالجة الصحة. وحول البيئة وتغير المناخ، شدد البيان على ضرورة إقامة تعاون دولى متين ولا سيما بالنسبة للبلدان الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية الناجمة عن تغير المناخ. وشدد على ضرورة اتباع نهج تفاوضى شفاف وشامل بين الحكومات فى إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أهداف التنمية المستدامة وأجندة التنمية العالمية لما بعد 2015. كما شدد على ضرورة المشاركة فى تحضير معرض (اكسبو 2017) فى آستانا بكازاخستان من أجل استكشاف إمكانات التعاون المتبادل فى المجالات المرتبطة بالبيئة والطاقة المتجددة ونقل التكنولوجيا النظيفة.