بعد فترة من السيولة المرورية التى سادت ميدان الجيزة خلال فترة ال100 يوم عادت أزمة ازدحام المواصلات من جديد بالميدان، مما يؤدى إلى تعطل السير على كوبرى عباس والطريق المؤدى إلى الهرم، ورغم وجود أفراد المرور فى ميدان الجيزة منذ الصباح الباكر يوميا، إلا أن الوضع يكون متأزما خاصة فى أوقات الذورة. وبحسب الإدارة العامة لمرور الجيزة فإن هناك 18 خط ميكروباص يتوقف فى ميدان الجيزة، و7000 سيارة تجوب الميدان كل ساعة، إضافة إلى أنه لا توجد مواقف منظمة لكل هذه الخطوط، والموقف الوحيد الموقف الموجود أمام جامع الاستقامة، وطريقة تصميمه تعمل على خط سير واحد القادم من اتجاه جامعة القاهرة فقط، بينما جميع الخطوط القادمة من فيصل والسيدة زينب والهرم وبولاق والسيدة عائشة ودار السلام وحلوان والقاهرة ليس لها مواقف مخصصة للانتظار بها، وتضطر للوقوف فى الشوارع الرئيسية للميدان صف أول وثان مما يؤدى إلى استغلال حارتين من الطريق كانت مهيئة لسير السيارات فيها. ويعد وجود الباعة الجائلين والإشغالات فى محيط ميدان الجيزة من أكبر العوائق للسيولة المرورية بالجيزة والمؤدية لتضييق الطريق وازدحام المواصلات، حيث يفترش الباعة الجائلون مساحة كبيرة من الميدان، وكانت شرطة المرافق والإشغالات والمحافظة حدت من وجودهم بشكل كبير فترة ال100 يوم ولم يعد لهم أى وجود سوى فى ساعات متأخرة ليلا بعد مغادرة أفراد المرور، إلا أنهم عادوا من جديد دون أى مانع لهم، واختفت شرطة المرافق والإشغالات عنهم مما سبب فى عودة الازدحام من جديد. لا يقتصر ازدحام المواصلات فى ميدان الجيزة على الباعة الجائلين أو وقوف السائقين صف ثان، إلا أنها تكتمل بسلوكيات المواطنين الخاطئة، فعلى الرغم من وجود نفق مشاة فى ميدان الجيزة مجهز للمواطنين يربط الطرق، ويسهل على المواطنين مرور الطريق، لكنهم يتساهلون ولا يسيرون فى نفق المشاة، مما يؤدى إلى وقوف السيارات فترة لحين مرورهم الطريق الآخر، ويسبب ذلك تكدسا مروريا لأن ميدان الجيزة من الميادين الشهيرة والرئيسية والمكتظة بالمارة. سائقو الميكروباص "خط المنيب والسيدة عائشة" من جانبهم برروا وقوفهم فى ميدان الجيزة أنه لا يوجد مواقف مخصصة لهم وأنهم اعتادوا على الوقوف فى هذا المكان، مطالبين محافظة الجيزة بتخصيص مواقف لهم، حتى لا يقفوا فى الميدان ويضيقون الطريق. وقالوا "كيف يريد المرور والمحافظة إبعادنا عن الميدان لتسيير عملية المرور، ولا يوجد لدينا أى موقف بديل"، مؤكدين أنهم فى حال توفير موقف لهم سينتقلون إليه على الفور، رافضين وصفهم بأنهم سبب ازدحام ميدان الجيزة. ورفض (م. أحمد) أحد الباعة الجائلين فى الميدان الذى يقوم ببيع ألعاب الأطفال والنظارات مغادرة المكان لأنه مكان "أكل عيشهم" الذى يصرفون منه على أسرهم، متسائلين أين يذهبون؟ وأن ميدان الجيزة يأتى إليه مواطنون من كل مكان ويرون بضاعتهم ويشترون منهم، أى أنه مكان جيد بالنسبة لهم، بعكس وجودهم فى مكان آخر. وقال م. أحمد على، يعمل بإحدى الشركات فى الجيزة: إن ميدان الجيزة من أهم ميادين مصر لوجود المترو ومحطة القطار والشركات وجامعة القاهرة ومواقف الميكروباص لأغلب مناطق القاهرةوالجيزة، لذلك يكون فى تكدس مرورى وبشرى، فهو معلوم للجميع ويمر عليه أغلب المصريين، لافتا إلى أن عمل موقف خاص لكل الميكروباصات مهم جدا، وسيحد من وجود المواطنين بكثافة فى الميدان وركن الميكروباصات "صف ثانى". فيما قال أحمد عبد العزيز -موظف فى المنيل، الذى يمر يوميا على كوبرى عباس، وغالبا ما يكون مزدحما بشكل كبير-: "إن سبب ازدحام المواصلات على طريق كوبرى عباس المتجه من الجيزة للملك الصالح، وجود سيارات الميكروباص المتجهة إلى حلوان والموجودة بشكل كبير "صف أول وثانٍ" وضيقت الطريق، بينما المتجه من الملك الصالح للجيزة بسبب سيارات السيدة عائشة ودار السلام التى تقف فى منتصف الطريق فتؤدى إلى زحام شديد. من جانبها أكدت الإدارة العامة للمرور أنها مستمرة فى عملها فى تسيير عملية المرور فى الميدان، وأنه لا صحة لما يشاع بأن الإدارة تقاسعت عن عملها عما كانت عليه فى ملف ال100 يوم، حسب قول اللواء أحمد حوالة مدير إدارة مرور الجيزة. وأضاف أن الإشغالات أحد أهم مشاكل ميدان الجيزة، ودور شرطة المرافق الوقوف لهم ورفع الإشغالات، وتخصيص أماكن أخرى للباعة الجائلين، لكن أفراد المرور فى الميدان يقومون بهذا الدور. وقال حوالة: "لو قارنا شهر نوفمبر وديسمبر 2012 بنفس الشهرين من العام الماضى 2011، سنعرف أن هناك فرقا كبيرا، وأن المرور يعمل بصورة كبيرة، وأن هناك سيولة مرورية فى الميدان، لكن لا بد من حلول جذرية مثل إيجاد موقف كبير لجميع خطوط الميكروباص التى تقف فى الميدان وتعطل الطريق، وسنجد الباعة الجائلين انتقلوا تلقائيا لهذا الموقف، حيث تجمع المواطنين، وكل ما يتم الآن حلول مؤقتة لحين البدء فى تنفيذ الحلول الجذرية.