تحول الزحام المرورى فى شوارع محافظتى القاهرةوالجيزة إلى كابوس يلاحق أصحاب السيارات الملاكى والأجرة أيضاً، ويجعل رحلة المواطنين يومياً من خلال الشوارع الرئيسية قطعة من العذاب، وعلى الرغم من أزمة المرور المشكلة الأكبر التى يسعى الرئيس محمد مرسى لإيجاد حلول فورية لها فى أول 100 يوم من تنصيبه رئيساً، إلا أن الواقع يؤكد صعوبة تسهيل وتيسير حركة المرور فى الشوارع الحيوية والمناطق التجارية؛ وهذا ما رصدته كاميرا «الوطن»، حيث يستمر تكدس السيارات وبطء حركتها فى معظم الشوراع الرئيسية، بجانب بعض الممارسات السلبية لسائقى سيارات الأجرة والتوك توك، وانتشار الباعة الجائلين وسط الشوارع. شارع الهرم من أكثر المناطق ازدحاماً، حيث تتباطأ حركة السير منذ خروج السيارات من «نفق الجيزة» بسبب تكدس سيارات محافظات الفيوم وبنى سويف وأكتوبر والتى تتجه إلى مواقف الميكروباص، بالإضافة لسيارات الأجرة التى تنقل الركاب إلى ميدان الجيزة وموقف رمسيس. وتظل حركة السيارات فى الشارع بطيئة للغاية لحين وصولها إلى منطقة «كايرو مول» وعنده تنعدم الحركة تماماً بسبب تقاطع «الهرم» مع عدد من الشوارع الجانبية بالإضافة إلى وقوف عدد كبير من سيارات أمام المول على جانب الطريق، وبعد أن تتمكن السيارات من عبور هذه المنطقة بعد عناء شديد لسائقيها، تعاود الوقوف عدة مرات فى منطقتى شارع العريش وترعة المريوطية. أسامة السيد، مهندس معمارى، أكد أن السبب الرئيسى للزحام فى الشارع يرجع إلى السلوكيات الخاطئة لسائقى الميكروباص، وأبدى استغرابه الشديد من السماح لهم بمجرد السير فى شارع بحيوية شارع الهرم. فى حين أكد محمد الأشمونى، سائق ميكروباص، أن كثرة المولات والمحلات التجارية بالشارع هى سبب الزحام، بالإضافة إلى ضيق الشارع فى مناطق واتساعه فى مناطق إخرى مما يجعل حركة السير غير منظبطة. ويتشابه شارع فيصل إلى حد كبير مع الهرم، وإن كان أكثر ازدحاماً بالحركة المرورية، نظراً لاحتوائه على عدد كبير من الخدمات والمرافق، بالإضافة للكثير من المحلات التجارية التى تجد رواجاً كبيراً لدى المواطنين من أنحاء مختلفة، كما أنه معبر سكان المنطقة للوصول إلى محطة مترو الأنفاق. ويعتبر ميدان الجيزة الأكثر ازدحاماً حيث يوجد به عدد كبير من سيارات «الأجرة والملاكى» متجهة إلى شارع فيصل الذى يضيق فى مناطق بعينها مما يؤدى لتوقف الحركة، ويتكرر مشهد الزحام عند شارع السودان الذى يقع فى امتداده، وتستمر حركة الزحام حتى نهايته عند ميدان الرماية ومدخل طريق الفيوم الصحراوى. الغريب فى الأمر أنه على الرغم من حيوية الشارع وتقاطعه مع عدد كبير من الشوارع الكبرى والهامة، وانتهائه بمحطة مترو الأنفاق، فإنه يخلو تماماً من قوات الأمن وتنظيم المرور مما يجعل للبلطجة الصوت الأعلى فى الشارع. والأمر نفسه فى شارع بورسعيد الذى يمر بجوار عدد من محطات مترو الأنفاق وإن كان أقربها إليه محطة مترو «غمرة» بالإضافة إلى استقباله عدداً كبيراً من السيارات التى تأتى له عبر «كوبرى أكتوبر»، ويمر الشارع فى منطقة وسط البلد الأكثر حيوية وازدحاماً بالركاب، ويعتبر الجزء المجاور منه لمحطة مترو غمرة الأكثر زحاماً، خاصة بعد وصول الباعة الجائلين إليه واستخدامه كرصيف لبيع منتجاتهم. أمين شرطه مسئول عن تنظيم المرور بشارع بورسعيد منذ 20 عاماً قال ل«الوطن»: إيجاد حل فورى وسريع للقضاء على الزحام المرورى بالمنطقة من ضروب الخيال، لأن الشارع يعتبر ملتقى لعدد من الشوارع الجانبية والكبارى العلوية، بالإضافة لكونه المعبر الوحيد لأسواق وسط البلد. وأضاف: لا بد من إيجاد طرق بديلة يتم إنشاؤها على هيئة «كبارى» علوية، وتحديد نوع السيارات التى تمر بها، بمعنى أن يتم تخصيص حارات للسيارات الأجرة وأخرى للملاكى وهكذا، ومنع الباعة الجائلين من الوجود بالشارع وسط السيارات.