* مؤسس الأكاديمية: تدريس مواد تؤهل الشباب للعمل بمراكز البحوث والنشاط الاجتماعى * 3 مشروعات تنموية وقناة دعوية ورعاية الأيتام.. ومقابلات شخصية للتعرف على جدية الطلاب انطلاقا من فكرة العلم أساس المشاركة كانت فكرة إنشاء الأكاديمية الإسلامية، فقد أكد المهندس خالد عبد الرحمن -مؤسس الأكاديمية- أن إنشاء أكاديمية إسلامية للشباب تتميز دون غيرها عن الأكاديميات بحرصها فى الجانب العملى على تنفيذ مشروعات تنموية وتربوية فى المجتمع الأول، يتمثل فى قناة دعوية وتثقيفية، والمشروع الثانى يتمثل فى كفالة اليتيم تربويا، أما المشروع الأخير فيتمثل فى توفير منظومة تربوية وتثقيفية للفتيان والفتيات؛ لذا كان لنا هذا الحوار مع مؤسس ومدير الأكاديمية الإسلامية للشباب المهندس خالد عبد الرحمن. بداية نريد أن نتعرف على فكرة إنشاء الأكاديمية الإسلامية للشباب. بعد الثورة مباشرة وفى أثناء الممارسات السياسية للشباب ومشاركتهم الحياة السياسية، وجدت أن كثيرا منهم يشارك دون فهم، رغم أنه من الضرورى مشاركتهم ومساهمتهم فى بناء الوطن؛ لذا وجدت أن هذا لم يكن يحدث دون أن يكون أساسه العلم، فكانت فكرة الأكاديمية الإسلامية للشباب. الفترة الزمنية بين الفكرة وتنفيذها قصير جدا، فما العوامل التى ساعدتك على إنجاز تنفيذ المشروع؟ بعد توفيق الله، فقد تفرغت لهذا العمل بعد تقديم استقالتى كنائب لمدير عام فى إحدى الشركات، وبدأت التخطيط بشكل احترافى؛ حيث استعنت بمجموعة من الشباب المتحمسين للفكرة، فأثمر ذلك عن التحاقى بالأكاديمية فرع القاهرة، ديسمبر العام الماضى، وبدأت الدراسة بها فى فبراير من العام الجارى ثم فرع الإسكندرية فى أكتوبر من هذا العام، وقد ساعدنى فى العمل مجموعة من المحيطين بى على احتكاك دائم بهم، باعتبارى ناشطا اجتماعيا ودعويا واجتماعيا أستفيد من خبراتهم من خلال ورش عمل متتالية. نريد أن نتعرف على أهداف الأكاديمية الإسلامية للشباب. الهدف هو تكوين جيل من الشباب الواعى، يتفهم احتياجات أمته، وقادر على بناء ذاته ليسهم فى نهضة وطنه على أساس إسلامى، ونقصد بالإسلام هنا الذى يتواصل مع الآخر ولا يقصيه ويتكامل مع كل الأطروحات ويستفيد من كل الإثراءات للحضارة الإنسانية والعالمية. إذا اتجهنا لاسم الأكاديمية، فهل كانت هناك مبررات لاختيار اسم الأكاديمية الإسلامية للشباب تحديدا؟ جاء تفضيل اختيار الأكاديمية على المعهد؛ لأن الهدف كان الجمع بين الدراسة فى جانبها النظرى المتمثل فى المعرفة والدراسة التطبيقية والعملية؛ حيث يتم إجراء بعض الأبحاث، حرصا على أن يكون للأكاديمية رسالة مجتمعية من خلال الانتظام فى مجموعات لتنفيذ ثلاث مشروعات، وقد اخترنا اسم الإسلامية؛ لأن الدين مكونا رئيسيا من مكونات بناء الإنسان، فهو يحث على الإنتاج والنهضة الفكر وبناء الأمة، فالإسلام منظومة حضارية كاملة، فرؤية الإسلام أرقى وأسمى من كل الحضارات الموجودة؛ لذلك فالإسلام منطلق لحضارة الأمة، وقد خصصناها للشباب؛ لأننى على يقين أن الأمة لا تبنى إلا بسواعد الشباب، وهذا القطاع مهمل تربويا؛ لذا سيتم التواصل معهم لتنشئتهم على الأخلاق الكريمة والعبادة والتعاليم. ماذا يمثل الجانب التطبيقى والعملى فى الدراسة بالأكاديمية؟ تسعى الأكاديمية إلى تنفيذ مشروعات تنموية، وهذا هو الجانب التطبيقى والعملى من الدراسة؛ حيث لدينا ثلاثة مشاريع، الأول هو تكوين قناة دعوية وتثقيفية وفكرية على الإنترنت بشكل منهجى من خلال استخدام كل وسائل التواصل، المشروع الثانى يتمثل فى مشروع كفالة اليتيم تربويا، فعدد الأيتام فى دور الأيتام يتراوح ما بين مليون ونصف المليون و2 مليون، وهذه الفئة مهملة تربويا؛ لذا نسعى للتواصل معهم لتنشئتهم على الأخلاق الكريمة والعبادة والتعاليم الدينية. أما المشروع الثالث فهو للفتيان والفتيات التى تتراوح أعمارهم من 9 إلى 13 عاما؛ حيث سيتم العناية بهم من خلال توفير منظومة تربوية وتثقيفية، وقد بدأنا التخطيط، وسيتم التنفيذ خلال شهر ديسمبر من العام الجارى بمشيئة الله. ما نظام الدراسة المتبع داخل الأكاديمية؟ الأكاديمية تقدم محاضرتين أسبوعيا كل سبت، من خلال توفير المحاضرات فى فترة صباحية وفترة مسائية، ويتم خلالها تدريس أربعة فروع من العلوم؛ الفرع الأول هو العلوم الشرعية، والثانى العلوم السياسية، أما الثالث فيتمثل فى العلوم الحضارية والتاريخية، والرابع يمثل التنمية البشرية، أما فى السنة الثانية فيتخصص الطالب فى أحد فروع العلم الأربعة السابقة، ويحصل فيها على الدبلومة، والسنة الثالثة يحصل خلالها الطالب على الماجستير. هل الأكاديمية مشروع هادف للربح؟ الأكاديمية مؤسسة غير هادفة للربح؛ ولكن تسعى لتغطية مصروفاتها. هل تؤهل الأكاديمية الملتحقين بها من الطلاب لفرص عمل؟ فى الأساس، كان الهدف من إنشاء الأكاديمية هو القيام ببناء الإنسان وتربيته سياسيا؛ ولكن المواد التى يدرسها الطالب من خلال الأكاديمية تؤهله للعمل فى مراكز الدراسات ومراكز حقوق الإنسان والعمل فى مجال التنمية البشرية ومراكز قياس الرأى العام والأكاديمية، والآن نحن بصدد إعداد نواة لمراكز بحثية لقياس الرأى العام للقضايا المختلفة، تكون الأولوية للعمل فيها لخريجى الأكاديمية لا سيما الحاصلين على الماجستير. كيف تمت الدعاية لبدء الدراسة فى هذه الأكاديمية؟ فى الحقيقة، إن استخدام المطبوعات كانت هى وسيلتنا، وكذلك "فيس بوك"، ولكن فى الوقت الحالى فإن الفكرة بدأت تكتمل؛ لذا نحرص فى الفترة القادمة على أن يكون لدينا نشاط تسويقى أوسع. إذا انتقلنا إلى الطرف الآخر فى العملية التعليمية ألا وهو الطلاب، فما شروط اختيار الطلاب الراغبين فى الالتحاق بالأكاديمية؟ الاختيار يتم بناء على مقابلات شخصية، نتعرف من خلالها على جدية الطالب وحرصه على استكمال الدراسة، وحرصه على أن يكون له نشاط اجتماعى، فضلا عن الشروط الخاصة بكونه طالبا جامعيا، على ألا يقل عمره عن عشرين عاما، ولا يزيد عن الثلاثين، ويمكن استثناء الطموحين عن شرط السن، إذا توافرت فيه الجدية والرغبة الحقيقية. ما نوعية الطلاب المتقدمين للالتحاق بالأكاديمية؟ أغلبهم من الناشطين واتحادات طلاب الجامعة أو ممن ينتمون إلى حركات فكرية وتيارات وأولئك المهتمين بالشأن العام. تتميز الأكاديمية بوجود نخبة من المحاضرين المتميزين والمعروفين، فكيف تم إقناعهم بالتدريس فى الأكاديمية رغم حداثتها؟ بالفعل هناك مجموعة متميزة من المحاضرين هم أصحاب منظور حضارى إسلامى، وقد تم اختيارهم على أساس الكفاءة أمثال الدكتورة نادية مصطفى، والدكتورة باكينام الشرقاوى، والدكتور راغب السرجانى، وقد تحمسوا للفكرة بعد الاتصال بهم، فأنا على معرفة بعدد كبير منهم. نعلم أن لك إسهامات كبيرة فى مجال العمل الشبابى سابقة عن الأكاديمية نريد أن نتعرف عليها. أنا مهتم جدا بشأن الشباب؛ حيث شاركت من قبل فى برامج تربوية وشبابية، فإننى أعمل فى العمل الشبابى منذ أكثر من عشرين عاما من خلال إلقاء بعض الدروس الدعوية للشباب ودورات فى العلوم الشرعية؛ ولكنه كان عملا محددا، ليس بهذا الاتساع من المواد والأساتذة التى تتمتع بهما الأكاديمية الإسلامية للشباب؛ لذا فبعد الثورة مباشرة بدأت الفكرة تتبلور داخلى، وكان من السهل تنفيذها. ما تقييمك للأكاديمية بعد أول عام دراسى لها؟ فى الحقيقة الأكاديمية حققت نجاحا فى وقت قياسى، ففى فرع القاهرة وصل عدد الطلاب فى الأكاديمية إلى 1000 طالب من القاهرة وبينهم طلاب من المحافظات و600 فى فرع الإسكندرية الذى تم افتتاحه مؤخرا فى شهر أكتوبر الماضى من العام الجارى، فضلا عن وجود طلبات من محافظات مختلفة مثل الغربية والسويس وبنى سويف والقليوبية، يطالبون بإنشاء فروع للأكاديمية داخل محافظتهم، وأعتقد أن كل ذلك مؤشرات للنجاح. ما الرؤية المستقبلية للأكاديمية فى الفترة القادمة؟ أسعى لعمل توسع، أحافظ من خلاله على مستوى الجودة داخل الأكاديمية؛ لذا فإن الخطة المستقبلية تتضمن إدخال دفعات جديدة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة؛ حيث تبدأ السنة الدراسية فى شهر فبراير من كل عام، بالإضافة إلى إنشاء فروع فى الجيزة وطنطا خلال الأشهر الأربعة المقبلة وفروع فى القناة والسويس خلال عام، وجارٍ الآن التنسيق مع الجامعات الإسلامية المرموقة، سواء ماليزيا أو أوروبا؛ لتعتمد مناهج الأكاديمية، وجارٍ التنسيق لاعتماد الأكاديمية كمعهد للدراسات العليا.