قال سياسيون إن ضآلة عدد المشاركين بمظاهرات جبهة الإنقاذ التى دعت إليها للانقلاب على نتيجة الاستفتاء تكشف أن مؤيديها ينفضون من حولها وانصرفوا عنها لأنها فقدت المصداقية، لافتين إلى أن الشعب أكثر ذكاء ونضجا من النخب السياسية، مؤكدين أن استقواء منسقها العام بالخارج ضد الرئيس المنتخب د. مرسى خصم من رصيدها بشكل متزايد. وأكد عمرو فاروق -المتحدث الرسمى باسم حزب الوسط- أن أعداد من شاركوا بالمظاهرات التى دعت لها "جبهة الإنقاذ" أمس الأول كانت ضئيلة جدا بشكل واضح للعيان، وهو ما سجلته كاميرات جميع الفضائيات؛ مما يؤكد أن مؤيدى الجبهة انفضوا من حولها فلم تجد أى تأييد شعبى لها، لافتا إلى أن الجبهة فقدت مصداقيتها أمام الشارع، وأصبحت الجماهير تعلم جيدا أن مزاعمها وادعاءاتها بتزوير الاستفتاء ونتائجه افتراءات فقط، وليس لها دليل من الواقع. وقال إن القضاة واللجنة العليا للانتخابات المشرفة على الاستفتاء أكدوا صدق نتائجه، ودحضوا مزاعم الجبهة فلم يستحب أحد لمظاهراتها؛ مما يدل على أن الرأى العام أصبح يعلم أن "الجبهة" كانت على خطأ فى مواقفها، وأن دعواتها لن تؤدى للاستقرار بأى حال. ولفت عمرو إلى أن تضارب وتناقض مواقف الجبهة أفقدها المصداقية، وكشف عن وجود انشقاقات داخلها، مشيرا إلى أن الداعمين بدءوا ينفضون عنها تباعا، مشيرا إلى أن تصريحات المرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة عمرو موسى بأنه سينضم للحوار الوطنى فور إعلان نتيجة الاستفتاء بنعم، تدل على أن أنصار الجبهة على مستوى القيادات وعلى مستوى القاعدة يتخلون عنها وينفضون من حولها سواء كانوا شخصيات عامة أو أعضاء داخلها، لأن الجميع يعلم الآن أن محاولة إسقاط الرئيس فشلت، متوقعا رضوخ الجبهة لحقائق الواقع. وخلص عمرو إلى أن الجبهة سترضخ لحقائق ونتائج أفرزتها الإرادة الشعبية وسيلتزم الجميع بالاتجاه العام بالبلاد المؤيد للاستقرار، والتصويت بنعم، ونبه لوجود متغيرات جديدة أخرى تضعف الجبهة، منها موقف القضاة الداعم للاستفتاء والإشراف عليه، ونجاح جولات الحوار الوطنى، خاصة بعد أن بدأت الكنيسة فى الاستجابة له وتم إرسال ترشيحاتها لمجلس الشورى إلى رئيس الجمهورية. ولفت عمرو إلى أن رفض قيادات الجبهة دعوة الجمعية التأسيسية لمناظرة بشأن الدستور على الهواء يضعف موقفها لأنه يكشف عدم وجود حجج حقيقية لديها. من جانبه، يرى د. مجدى قرقر -الأمين لحزب العمل- أن ضآلة عدد المشاركين بمظاهرات "جبهة الإنقاذ" تكشف أن الجماهير المؤيدة لها انصرفت من حولها وأن رصيد الجبهة فى تناقص مستمر، ويؤكد المشهد بالتحرير والاتحادية أن الشعب بدأ يرفض مسار الجبهة لأنه شعب يؤمن بالديمقراطية ونتيجة الانتخابات، ويعلم أن هذه المظاهرات تفتقد الموضوعية وليس لها جدوى أو مبرر. ونبه "قرقر" إلى أن "جبهة الإنقاذ" تخسر رصيدها الشعبى بشكل متزايد، خاصة مع استمرار محاولة محمد البرادعى الاستقواء بالخارج واستعداء الغرب على مصر، وسوء نية بعض قيادات الجبهة وليس كلهم، لذا سينفض الناس من حولهم أكثر فأكثر، لأن الشعب فطن وذكى. ويرى د. محمد محيى الدين -عضو الجمعية التأسيسية، عضو حزب غد الثورة- أن ضعف الاستجابة لمظاهرات الجبهة يعنى أن الشارع أصبح أكثر ذكاء ووعيا من النخب السياسية، وأن الشعب أدرك مع بدء الاستفتاء أن الصراع انتقل من صراع سياسى عبر الإعلام والفضائيات للصراع حول صناديق الاقتراع. وأكد محيى الدين أن مصر لكى تخرج من حالة الاحتقان السياسى القائمة تحتاج معارضة قوية، وكذلك تحتاج حزبا حاكما قويا يحققان التوازن المطلوب من جميع أطراف العملية السياسية من أجل ضمان حكم رشيد، لافتا إلى أن مصر لا تحتاج معارضة مستأنسة وفى الوقت نفسه لا تحتاج لسطوة الأقلية والمعارضة، مؤكدا أن مشهد المعارضة الديمقراطى يعزز ويقوى التجربة الديمقراطية وإن كانت غير منضبطة ببعض آلياتها ولكنها ستصبح أكثر خبرة ونضوجا مع الممارسة السياسية، متحفظا على مطالبتها الحاكم بسقف عال جدا من المطالب.