* هى المعركة الأخيرة بين محبى مصر الحقيقيين ومن يريدون إسقاط * بلطجية أطلقوا علينا الرصاص الحى والخرطوش والمولوتوف * البلطجية كان بينهم قناصة واستخدموا رصاصا محرما دوليا * الإخوان حرصوا على السلمية والطرف الآخر بدأ بالعنف * أمسكنا 120 بلطجيا بعضهم "ملتحى" ليقال عليهم إخوان * الشهداء وأغلب المصابين من صفوف شباب الإخوان * الأمن تواطأ مع المعارضين وفتح لهم الطريق لضربنا "طلق فى الرأس، إصابة بخرطوش فى الفخذ، طلق نارى بالأمعاء".. هذه كانت بعض الإصابات المتنوعة التى شاهدناها بمجرد أن وطأت أقدامنا مستشفى هليوبوليس بحى مصر الجديدة حيث يرقد عدد من المصابين الذين سقطوا أمام قصر الاتحادية فى أحداث الهجوم الوحشى وغير الآدمى من جانب بعض القوى المعارضة لقرارات الرئيس محمد مرسى والذين استعانوا بالبلطجية لزعزعة استقرار مصر وإسقاط شرعية الرئيس المنتخب. أكد المصابون أنهم شاركوا فى المسيرة لقصر الاتحادية يوم الأربعاء الماضى من اجل الدفاع عن الشرعية وحمايتها من محاولات النيل منها التى أثارها البعض من القوى المعارضة، مشيرين إلى أنه لم يكن بحوزتهم سوى مصاحفهم فى جيوبهم وليس لدى أى منهم سلاح نارى أو أبيض كما تحاول وسائل الإعلام إلصاق هذه التهم بهم، مشددين على أنهم ثابتون ومؤمنون بقضاء الله وقدره والثقة بالله. "الحرية والعدالة" التقت عددا من المصابين لسماع شهاداتهم والتعرف على إصاباتهم، فى البداية تحدثنا مع عمرو محمد نظيم -مهندس كمبيوتر- مصاب بطلق نارى فى الفخذ الأيسر نفذ إلى الفخذ الأيمن وهو أول مصاب بطلق نارى فى اشتباكات الاتحادية حيث أصيب عقب صلاة المغرب مباشرة ومن مسدس كاتم للصوت! ويقول عمرو: "قبل سقوطى متأثرًا بجراحى لم أسمع دوى رصاص ورغم ذلك أصبت بالطلقة التى أكد الأطباء أنها رصاص حى"، ويضيف: "كنا نستشعر وكأننا فى موقعة جمل جديدة، وجدت شابا يرتدى قناع بانديتا وفى يده خرطوش يضرب به يمينًا ويسارًا، وكنت فى بادئ الأمر أحاول تهدئة الأوضاع حتى أنى قلت لأحد الموجودين فى الجهة الأخرى اهدأ ولا بد أن نكون يدا واحدة وجميعنا سلميين، ومن حق كل منا التعبير عن رأيه فى حرية تامة". وتابع: "كنت طوال الوقت فى وسط المعارضين ولا أبالى بشىء، ففوجئت بأحدهم يسب الإخوان بأبشع الشتائم ثم قال لى هل أنت منهم، ومن وقتها وبدأ التركيز علىّ أينما أذهب بالضوء الأخضر إلى أن وجّه نحوى سلاحه وأطلق النار وكنت أول مصاب سقط". وعما تقوله بعض وسائل الإعلام من حمل الإخوان للسلاح، أوضح عمرو :"كل ما قاله الإعلام حول حملنا لحقائب وبداخلها أسلحة هو محض افتراء وليس له أى أساس من الصحة وهو تكملة لإشعاله الأزمات فى البلد، وتماما مثل افتراءاته وقت الثورة لخدمة فلول النظام السابق، والآن هو يخدم أجندته الخاصة"، واستكمل: "والله لم أغسل يدى حتى الآن لو أحد أحب أن يتفقدها ويرى ذرة تراب لأنى حتى لم أرفع حجرا أو أمسكه وأقذف به المصرى الذى أمامى". وطلب عمرو من النائب العام المستشار طلعت عبد الله أن يكون هناك محاكمات عادلة وسريعة للبلطجية الذين اندسوا وسط المتظاهرين وتم القبض عليهم من شباب الإخوان وأن تنتهى بهم هذه المحاكمات إلى السجون، فمن قمنا بضبطه من البلطجية لا يحتاج أن نثبت أنه بلطجى فهناك ألف دليل على ذلك، كما أن أحد البلطجية ظل مرعوبا وظل يترجانا أن لا نقطعه إربا، فنحن سقيناه ماء وطمأناه وأخذنا منه عهدا بعدم التعرض لنا مجددا، ثم فر هاربًا". أما زوجة عمرو نظيم فقالت: "طلبته هاتفيًا تسأله عن سبب ذهابه للاتحادية بعد عمله فقال لها لا بد أن نعبر عن رأينا ونحمى شرعيتنا"، وتضيف: "أول ما قرأت على شريط أخبار قناة مصر 25 أن هناك مواطنا أصيب بطلق نارى فى الرأس شعرت أنه زوجى وظللت أطلبه ولم يرد، ثم فتح الهاتف ولم يرد وسمعت صوته ينادى إسعاف، فعلمت أنه هو وبدأت أتصل بأخته وبالجميع وأحاول أن أصل له ويدى على قلبى". وأشارت إلى أنها معركة أخيرة بين محبى مصر الحقيقيين ومن يريدون إسقاط مصر، وإن شاء الله الحق سينتصر لا محالة. من جانبه وقف أحمد حسن أمام غرفة العناية المركزة بمستشفى هليوبولس حيث يرقد شقيق زوجته، رضا إبراهيم عبد الله، البالغ من العمر 39 عامًا لإصابته بطلق نارى خرطوش بطول 9 ميلى اخترق بطنه وخرج من الظهر، وعلمنا منه أن عبد الله خرج إلى الاتحادية لتأييد قرارات الرئيس مرسى، مع العلم أنه ليس من الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن عبد الله وحيد والدته التى تقطع قلبها على فلذة كبدها عقب علمها بما حدث له، أما والده فمتوفى، فى حين جلس طفلاه وهما فى عمر الزهور لا يعرفان إن كان والدهما سيعود لهما أم لا. وروى لنا أحمد ما حدث قائلًا: "إن عبد الله ذهب إلى قصر الاتحادية فى عصر يوم الأربعاء عقب الانتهاء من عمله "شيف" بأحد الفنادق الكبرى، ليعلن تأييده للرئيس وكنت معه هناك، ومع اقتراب الساعات الأولى من الليل، إذا بقنابل المولوتوف والخرطوش تنهال علينا من كل حدب وصوب، الغريب أننا تمكنا من إمساك 120 منهم بينهم أشخاص مُلتحون يبدو لك من الوهلة الأولى أنهم سلفيون ولكن بالتحقق منهم تبين أن كثيرا منهم مسيحيين". ويستكمل أحمد حديثه مسترجعًا شريط الأحداث أمام عينيه: "جاء الأمن بعدها وقرر الفصل فيما بيننا ورجعنا للخلف حوالى 500 متر، إلا أن الأمن غادر ولا أعرف إن كان هذا تواطؤًا من الأمن أم ماذا؟، وأعقب انسحابهم وابل من القنابل المسيلة للدموع والمولوتوف انهمرت علينا فتراجعنا أكثر، إلا أننا قررنا أن نصمد ونبقى مكاننا بعدما سمعنا التكبير". وأوضح أن أغلب الإصابات والمتوفين وقعت بين صفوف الجانب المؤيد لقرارات مرسى وليس المعارض له، مشيرًا إلى أن رضا شقيق زوجته يرقد بغرفة الرعاية المركزة لكنه الأقل إصابة بين المصابين المتواجدين معه، لافتًا إلى أن هناك واحدًا من بينهم "ميت إكلينيكيًا". ومع تجولنا فى المستشفى قابلنا أحد المصابين بالمستشفى والذى أصيب بالتواء فى ساقه اليمنى وهو شاهد عيان فى المذبحة التى وقعت للإخوان أمام الاتحادية، وأوضح أنه لا ينتمى لأى تيار سياسى وأنه ذهب ليعرف ما الذى يحدث، وهل ما يشاع ويقال عن فريق المؤيدين أو المعارضين صحيح أم لا؟، قائلًا:" الإخوان كانوا غاية فى الأدب والاحترام..لم يعتدوا على أى فرد معارض.. وكانت الحجارة هى وسيلة الدفاع الوحيدة أمامهم، وحينما كان يقع أى فرد من الطرف الآخر كان الإخوان يساعدونه ويعود مرة أخرى لفريقه المعارض". وقال إنه على النقيض من ذلك حينما كان يسقط أو يقع أى فرد من الإخوان المسلمين كانوا يقومون بضربه ضربًا مبرحًا ويسبونه بشتائهم سيئة، وتابع أنه طوال فترة وجوده بمحيط القصر الرئاسى لم يسمع الإخوان يتلفظون بأى ألفاظ ولم يبدأوا بأى هجوم بل كان الفريق الآخر هو من يسب بأسوأ الشتائم والسباب. أما أحد المصابين فلم يكد يستطيع الحديث بسبب إصابته بطلق نارى اخترق معدته وذراعه، إلا أنه حرص على التحدث معنا قائلًا: "ذهبت إلى قصر الاتحادية لتأييد قرارات الرئيس ولحماية دستور مصر الذى يسعى البعض لتعطيله ووقْف أحوال البلاد"، مؤكدًا أنهم كانوا سلميين ولم يحملوا أى أدوات نهائيًا للرد على المعارضين. وعن إصابته أوضح أن الهجوم بدأ عليهم من معارضين قادمين من ناحية روكسى يحملون أسلحة نارية وخرطوشا ورصاصا حيا، وفى أثناء وقوفه شعر بألم فى ذراعه وبطنه على إثر طلق نارى اخترق معدته وذراعه، مشيرًا إلى أن ما حدث أظهر حقيقة العديد من المعارضين الذين يحملون السلاح ويثيرون الرعب فى الشوارع ويسعون لتعطيل الشرعية. وفى الشأن نفسه يقول ياسر وجدى -أحد المصابين- إن الفريق المعارض كان يحمل أجهزة ليزر وأضواء وكانوا يشيرون بها علينا وبعدها كانت تقع الإصابات، لافتًا إلى احتمالية وجود قناصة فى الفريق المعارض، مشيرًا إلى أنه فجأة بعد منتصف الليل أشار عليه فرد بإضاءة من الليزر وعلى إثرها أصيب بطلق نارى فى أسفل ساقه. وكشف أن الأطباء اكتشفوا فى الأشعة أن الطلق النارى الذى أصيب به من رصاص محرم دوليًا ويستخدمه بالأساس جيش الاحتلال الإسرائيلى لأنه يسبب كسرا فى العظم، وأضاف أنه يثق كامل الثقة بالرئيس مرسى، وأنه نزل ليدافع عن الشرعية التى يحاول المغرضون أن يسقطوها.