صراخ وعويل.. دموع تنزف واياد ترفع الي السماء لطلب الرحمة والعفو.. اطفال وامهات تتشح السواد وصرخاتهم تعلو »منها لله السياسة« مشهد بات متكررا داخل المستشفيات المصرية.. وفي مستشفي هليوبوليس كانت الكارثة ثلاثة مصريين قتلي داخل المشرحة نتيجة الاحداث التي وقعت اول امس امام قصر الاتحادية بين مواطنين مصريين فرقتهم السياسة وجمعتهم المشرحة.. اهالي الشهداء تساءلوا اين الطرف الثالث الذي نبحث عنه من اول ايام الثورة ومن اطلق النار علي المصريين ومن قتلهم برصاصات الغدر؟!. وقد استقبل المستشفي 227 مصابا من مؤيدي الرئيس خرجوا جميعا باستثناء 28 يتلقون العلاج. واكدت د. ايناس محمد مكاوي مدير عام مستشفي هيوليوبلس ان المتوفين الثلاثة وهم محمد ممدوح احمد نجل ممدوح الحسيني القيادي بحزب الحرية والعدالة بالقاهرة الجديدة ومحمد خلاف سعد مندوب مبيعات لشركات مستلزمات طبية ومحمود محمد ابراهيم »تاجر« واوضحت ان المتوفي الاول لقي مصرعه عقب اصابته بطلق ناري »رصاص حي« في الصدر.. بينما توفي المجني عليه الثاني نتيجة اصابته بطلق ناري »رصاص حي« اخترق خده الايمن ليصيب الرأس.. ولقي المتوفي الثالث مصرعه نتيجة اصابته برصاصة حية بأعلي الحاجب الايمن واخترقت الرأس. واضافت أن المستشفي استقبل حتي الان 227 مصابا وكلهم من مؤيدي الرئيس تم استعافهم ولم يتبق سوي 82 حالة اصابة حرجة.. وان اصابتهم تمثلت في اصابتهم بطلق ناري حي وخرطوش وكدمات وسحجات وجروح قطعية وان اطباء المستشفي لم يستطيعوا اخراج طلقات الخرطوش من جسد المجني عليهم لاصابة كل منهم بعدد 15 بلية خرطوش في منطقة واحدة من الجسد وان عملية استخراج البلي ستسبب ضمورا في عظلاتهم وجروحا اخري لذلك يفضل طبيا ترك ذلك البلي مع تعقيم الجروح.. وان عدد الحالات المصابة بالطلق الناري والخرطوش 61 حالة بينما واصيبت باقي الحالات باصابات مختلفة واشتباه الارتجاج.. وانه تم استدعاء 45 طبيبا للعمل بالمستشفي بعد اعلان حالة الطواريء حتي بعد السبت القادم. مصاب السلام والتقت »الأخبار« بالمصاب الوحيد الذي استطاع التكلم علي الرغم من اصابته برصاص حي اخترقت فخذه الايسر لتصيب فخذه الايمن وهو المصاب عمرو محمد نظيم مهندس كمبيوتر من احد مؤيدي الرئيس.. واضاف انه كان يقف مع باقي زملائه المتضامنين لقرارات الرئيس. وعندما اقتربنا لقصر الاتحادية وفوجئ بنا المعارضون للرئيس وفروا هاربين وتركوا لنا الساحة الامامية للقصر ولم نطارد واكتفينا بازالة خيامهم.. ثم سمعنا اصوات استغاثة تفيد بتعرض مؤيدي الرئيس للهجوم من البلطجية بشارع الاهرام.. وذهبت هناك لمعرفة ما يحدث.. وقام المعارضون بالقاء كم هائل من الحجارة علينا بالاضافة الي قيامهم بسبنا وقذفنا بالشتائم.. ثم القوا علينا زجاجات المياه الغازية الفارغة.. واستطعنا القاء القبض علي بعض الافراد منهم الا اننا اطلقنا سراحهم لاننا لسنا في حرب وهم ليسوا اسري حرب واننا اخوة في وطن واحد. واضاف انه ذهب بمفرده للمنطقة الوسطي الفاصلة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس لوقف المشادات والمشاجرات بينهم وكان رافعا يده في السماء ملوحا للمعارضين مطالبا بالسلم والسلام ووقف الاعتداءات والضرب والاحتكام لصوت العقل والصندوق الا انه فوجئ بقيام 6 اشخاص من معارضي الدكتور مرسي واحدهم كان يقف في المنتصف مرتديا قناعا ويمسك في يده سلاح خرطوش وقام باطلاق العديد من الاعيرة النارية علي المؤيدين بحيث يتصدر هو المشهد ويطلق الخرطوش ثم يقوم زملاؤه بحماية ظهره وهو احد تكتيات الحرب. »الأخبار في المشرحة« واستطاعت »الأخبار« دخول مشرحة مستشفي هلوبوليس ووجدنا امهات وزوجات واقارب الشهداء ارتدوا الملابس السوداء وانتشرن في اركان المشرحة صراخهم والعويل والبكاء.. وبدخول ثلاجة المشرحة وجدنا جثث الشهداء الثلاثة بجوار بعضهم وهم بملابسهم وتأكدنا من اصابتهم بالرصاص التي في الرأس والصدر. واكد د. احمد عارف المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة والذي تواجد بداخل المشرحة بان الشرطة بعد ان قامت بالفصل بين مؤيدي ومعارضي الرئيس فوجئنا بانسحاب جنود الامن المركزي فجأة ليقوم البلطجية بالاعتداء بجميع انواع الاسلحة علي مؤيدي الرئيس.. وردد لاكثر من مرة بان جميع القيادات الامنية التي انسحبت وتواجدت في مكان الحادث ولم تتدخل لمنع حدوث تلك الكارثة سيتم محاسبتهم ومساءلتهم قانونيا.. وان البلطجية ارادوا اقتحام قصر الاتحادية وليس للتعبير عن ارائهم.. وتساءل عن كيفية حصول هؤلاء البلطجية علي القنابل المسيلة للدموع والاسلحة التي استخدموها ضد المجني عليهم في حين انها من المفترض مع رجال الشرطة فقط. واضاف ان ما حدث امام الاتحادية يعد ثورة مضادة من الفلول ضد النظام المنتخب وان عدم وجود محاكمات عادلة والثأر من قتلة ثوار يناير تسبب في سقوط شهداء جدد امام الاتحادية.. وان من بين الشهداء محمد نجل القيادي ممدوح الحسيني وان الشهيد يبلغ من العمر 43 سنة.. كما حضر شقيقه وعمه وزوجته لرؤية جثمانه قبل احالته للطب الشرعي ورفض اي منهم التحدث.. بينما ردد عمه حسبي الله ونعم الوكيل.. منكم لله يا اعداء الوطن. وقال محمود خلاف شقيق المتوفي محمد خلاف عيسي بان شقيقه متزوج وعنده 3 ابناء وانه ذهب لقصر الاتحادية لتأييد ودعم الرئيس مرسي وانه لم يذهب سوي بمفرده ولم يحمل اي سلاح او شومه مثل ما اذيع عن مؤيدي الرئيس.. وان اعداء الوطن وهم عمرو موسي وحمدين صباحي ومحمد البرادعي وايمن نور سيحاسبون علي دم هؤلاء الشهداء والمصابين. بينما اكتفي شقيق الشهيد محمود محمد احمد بألتأكد بان المتوفي من مؤيدي الرئيس وله طفل عمره عام واحد وزوجته حامل في شهرها السادس وانه كان سيبقي اب للمرة الثانية بعد ثلاثة اشهر فقط.