لا تتراجع سيدى، لا تستسلم لغوغائيتهم الملعونة. نحن أمام انقلاب حقيقى كشفت بعض أوراقه وستكشف الأيام عن البقية. لاتتراجع فهؤلاء الذين قالوا إنهم ثوار تبين لنا أنهم تجار ثورة على غرار تجار الحرب أو ما يعرفون بWar lords . احترامك للمعارضة فى المرات السابقة أخذ على غير مقصده، وأطل علينا المستشار "عبده موتة" ساخرا من قرارك ومعه الزند وبكرى وأبو حامد ومرتضى منصور وسامح عاشور. لم يقدروا فيك احترامك لمعارضتهم فانساقوا وراء غيهم ومرضهم وحقدهم. لا تتراجع لأنهم بدءوا الحرب والذى يتراجع فى الحروب مهزوم، ونحن نعرفك صلبا قويا غير قابل للكسر، لم تنل منك ولا من إخوانك السجون والتشريد وكل صنوف القهر، فهل ينال منك نفر ليس لهم بين الناس ظهير اللهم الفلول؟ لا تتراجع حتى تكتمل المسيرة، ويتم التطهير من أول الفاسدين فى القضاء إلى سدنة الفضائيات ورجال الأعمال الذين يمولونهم إلى مصادر الأموال القذرة التى أرسلت لتغسل فى نهر النيل. لا تتراجع، ولا يهمك بياناتهم، ولا أطفالهم الذين استأجروهم ليحرقوا المقرات ويقصفوا الشرطة بالحجارة ويغلقوا الطرقات الرئيسية فى وسط البلد، ولا أعرف ما هى على وجه التحديد مطالبهم؛ لأنهم شنوا حربهم فى "محمد محمود" قبل الإعلان الدستورى الأخير. لا تتراجع فنحن نعرف أن تحصين قراراتك كان فى مواجهة انقلاب محكمة "تهانى" الدستورية، ونعرف أنك وبمجرد الانتهاء من الدستور وإجراء انتخابات مجلس الشعب ستعيد الأمور إلى نصابها. لا تتراجع فهؤلاء المتباكون على الديمقراطية هم من ينادى اليوم كما نادوا من قبل مطالبين بانقلاب عسكرى، لم يستح البرادعى الرجل الذى ظننا به خيرا أن يطالب الجيش وأمريكا بالتدخل ضد الرئيس المنتخب. لا تتراجع سيدى الرئيس، فالشعب كما ترى معك ويثق فى قدرتك على عبور هذه المرحلة الحرجة، والشعب مستعد كما أظهرت استطلاعات الرأى لتحمل كلفة هذه المرحلة وتبعاتها، لكن الآخرين لن يتحملوا طويلا؛ لأنهم يعملون بنظام بطاقات الدفع المسبق، فإذا نفذ رصيدهم تراجعوا حتى يأتيهم المدد من هنا وهناك. إن نظرة واحدة سيدى فى وجوه القوم المتآمرين تكشف لك عن ضعفهم وهوانهم على أنفسهم وفى عيون الناس. لا تخشاهم يا ريس فالله أحق أن تخشاه. --------------- د. حمزة زوبع [email protected]