د. حمزة زوبع [email protected] بحثت عن عزبة الإخوان التى يريد بعض المعارضين استعادتها منهم فلم أجد شيئا من ذلك، وكل ما فى الأمر أن القوم بعد أن فشلوا فى كل شىء يريدون تبرئة أنفسهم وإلقاء المسئولية على الإخوان. تعالى عزيزى القارئ نحسبها بالعقل وسنرى أن موضوع العزبة ما هو إلا أكليشيه إعلامى ينفع فى عالم الفضائيات لكنه لا يصلح فى عالم الواقع؛ حيث ينتظر الشعب من جميع الطوائف السياسية أن تعمل لصالحه وألا تنشغل بصراعها مع بعضها البعض. انشغلت هذه التيارات بالحرب على الإخوان، وانصرف الإخوان إلى الشارع يتواصلون معه ويقتربون منه، ورغم ذلك لطمهم الشعب على وجوههم وأسقطهم، فلجئوا إلى المجلس العسكرى يستنقذونه لكى يقضى على أغلبية البرلمان الإسلامية التى جاءت بإرادة الشعب وعلى غير رغبة المثقفين الفضائيين، ونجحوا فى حل مجلس الشعب. فرحوا بحل المجلس المنتخب لأنهم فشلوا فى الحصول على صوت الشعب.. فانتظروا حتى جاءت انتخابات الرئاسة، وفعلوا كل ما فى وسعهم، ثم جاء مرشح الإخوان الاحتياطى لكى يحقق الفوز، ولم يفهموا رسالة الشعب ولطمته الثانية على وجوههم. لم يسألوا أنفسهم لماذا خسروا فى كل الجولات، ولكن راحوا يعنفون الشعب على خياراته ويتهمونه بالجهل تارة، وببيع صوته تارة أخرى! استمر القوم فى غبائهم وجاءهم من يقنعهم بأن الديمقراطية ليست هى الحل، بل الثورة على الإخوان وتنغيص الحياة عليهم حتى يفشلوا، ومرة أخرى راهنوا على غيرهم فى الوقت الذى لم يقدموا فيه للشعب مسوغات استحقاقهم بالسلطة أو بعضوية البرلمان. يعلم هؤلاء أن الانتخابات البرلمانية على الأبواب وليس لديهم حيلة أو طريقة أو برنامج يقنعون به الناخبين ففكروا ثم فكروا ودبروا وخرجوا بفكرة التظاهر ضد كل شىء. لم يعجبهم شىء منذ اليوم الأول للبرلمان، ولم يقنعهم الرئيس مرسى بأنه جدير بالحكم منذ اليوم التالى لتوليه السلطة، ويبدو لى أنهم لا يعجبهم إلا أنفسهم، ولكنهم لا يعرفون قدر أنفسهم. سئل أحدهم: من الذى سيفوز فى الانتخابات البرلمانية؟ قال: الحرية والعدالة؛ لأنهم أحسن تنظيما وأكثر قدرة على الحشد! وماذا عنكم، لماذا أنتم مفككون ومتصارعون؟ ماذا عنكم أنتم أيها المتظاهرون، هل لديكم مشروع لتقنعوا به الناس فى الانتخابات؟ الإجابة: لا.. إذن تظاهروا!