خرجت علينا أحزاب التيار الثالث من شقوق الثورة التي باعوها للمتأسلمين عنوة أو غفلة أو جهلا بنظرية جديدة تعطيهم شرعية جديدة بعدما أحسوا بخزي وعار ما ارتكبوه في حق انفسهم وفي حق مدنية هذا الوطن العزيز من ترويج لإبطال الاصوات والمقاطعة والتطفيف الانتقامي ظنا منهم بأن الانتخابات محسوم امرها سلفا لمصلحة مرشح العسكري فإذا بالعسكري يوجه لهم اللطمة الكبري ويعلن النتائج المشكوك بها وفي صحتها كما هي حتي لايعطيهم الفرصة التي كانوا يحلمون بها لأداء فاصل جديد من الاسفاف الثوري والمزايدة الهيسترية ويضعهم امام انفسهم وامام اختياراتهم وبدلا من ان يعترفوا بخطئهم وجرمهم الأكبر في حق مدنية الدولة التي ناضل مدنيو مصر الحقيقيون من اجلها طيلة اكثر من مائتي عام خرجوا علينا بزيفهم وخداعهم وانتهازيتهم بنظرية جديدة مفادها انهم يحملون المجلس العسكري والاسلام السياسي المسئولية عما حدث وهم بالطبع لايبحثون عن ابراء لذممهم الخربة وضمائرهم العطبة وانما هم يبحثون عن دور جديد بعد انكشافهم وتعريهم امام التيار المدني المتنامي الكاسح الذي صحا علي هول الفاجعة ليعلنوا في وقاحة انهم من هم يمثلون التيار المدني الحقيقي وقد عرفوا انهم سقطوا جميعا امام هذا التيار ليسوا إذن إلا مرتزقة يبحثون عن لهطة جديدة بعد ان خرجوا من المولد بلا حمص فلا طالوا برلمان ولا طالوا رئاسة ولا طالوا احترام التيار المدني الذي حسم خياره وتحمل مسئوليته في شجاعة رغم هول الهجمة المنظمة التي تعرض لها من تخوين واقصاء واسفاف وتسفيه وخرجوا بالملايين في وسط تلك الاجواء التآمرية الارهابية الترويعية لينتصروا لمدنيتهم وبعد كل هذا يخرج علينا مأفونو التيار الثالث ظانين ان خدعتهم تنطلي علي المدنيين الحقيقيين الذين خاطروا وغامروا واتخذوا قرارهم الواضح ليرفعوهم مرة أخري علي الاعناق ويعلنوهم علي الملأ زعماء للتيار المدني واقول لهم ما أنتم إلا خونة مصابون بالفصام والازدواجية انتم وثلة من المثقفين الذين باعوا مدنيتهم وباعوا الوطن بأبخس الاثمان فالجهل خيانة والغفلة خيانة والشعر والنثر خيانة خيانة للمبادئ وإلباس الباطل بالحق وترويجه للبسطاء لينساقوا وراءهم ثقة فيهم وفي عقولهم المعطوبة وهم المفروض فيهم انهم اصحاب الحل والعقد واصحاب الرأي والفكر فأبطل مئات الآلاف اصواتهم وقاطع الملايين بل وطفف البعض اصواتهم نكاية في مرشح العسكري تارة أو مرشح الفلول تارة أو مرشح النظام البائد تارة وآذا بهم يصحون علي هول المفاجأة فالعسكري لم يزور واثبت للجميع انه فعلا وقولا يقف علي مسافة واحدة من الجميع واثبت انه اشرف من كل هؤلاء جميعا ولكن المفاجأة الأكبر جاءت في خروج13 مليون مصري يمثلون طاقة مدنية كبري لتصوت لمن رأوا فيه يحمل المدنية التي تربوا عليها ولم ينخدعوا في فرية النظام البائد أو خدعة الخلفية العسكرية تلك الطاقة المدنية التي تولدت من محنة الفترة الانتقالية بكل مآسيها ومزايداتها ومتاجراتها جاءت لتسيل لعاب هؤلاء الخونة مرة أخري خاصة بعدما رأوا هذا التيار المدني المتنامي يصطف جميعه خلف رجل وطني حقيقي تصدي للاخوان بكل جسارة وعناد وفقه ومعرفة ألا وهو الوطني الشريف المحامي الفقيه رجائي عطية فأحس هؤلاء المرتزقة بالبساط يسحب من تحت أرجلهم فتحزبوا لينالهم من الحظ جانب وهم من دافعوا عن قانون العزل الفاشي المشين الذي انكره رجائي عطية وهم من روجوا للمقاطعة التي انكرها رجائي عطية وهو في نظري الوحيد الجدير بحمل لواء المدنية والتنوير الذي اسقطه عمدا أو غفلة أو جهلا ثلة من الخونة ولا خيانة اعظم من خيانة المبادئ والله اعلم.