د. حمزة زوبع [email protected] إذا كان "الفساد فى المحليات للركب" كما كان يزايد على المعارضة زكريا عزمى أحد أركان الفساد الرئاسى فى عصر المخلوع، فإن فساد الأندية المصرية صغيرها وكبيرها أولها وآخرها أصبح فوق الركب، وربما يكون قد وصل إلى ما دون الأعناق. انظر إلى رؤساء الأندية الكبيرة، كلهم رجال أعمال معظمهم بدءوا مغمورين، وأعلنوا عن تبرعات كبيرة ليوهموا الرأى العام بأنهم إنما جاءوا من أجل إنقاذ هذا النادى أو ذاك، فصاروا بذلك نجوم الفضائيات وضيوف سماسرة الإعلام الذين قاموا بتسويقهم مقابل مصالح مشتركة. راجع تاريخ رؤساء المصرى والإسماعيلى والمنصورة والزمالك والأهلى خصوصا فى السنوات العشر الأخيرة سوف تكتشف أنهم رجال أعمال (سوداء)، يعلمون تمام العلم أنهم يعملون فى (المبلول) و(المضروب)، وأن أفضل طريقة لحمايتهم هى نيل الحصانة الجماهيرية عبر رئاسة الأندية الكبرى، أو الحصانة السياسية من خلال ترشحهم لعضوية مجلس الشعب، والطريق سهل وواضح، وهو الثناء على الحزب الوطنى (المحلول) وعلى جمال مبارك (المسجون) فى برنامج شوبير ثم التبرع للحزب وللبرنامج بالمرة ثم (طريقك أسفلت) ومبروك العضوية والحصانة ورئاسة النادى (يعنى ثلاثة فى واحد). حسن حمدى رئيس النادى الأهلى لم يكن بعيدا وإن احتفظ ببعض السرية والكتمان ورباطة الجأش ولكنه وقع أخيرا فى مصيدة الأجهزة الرقابية، وهو الذى حاول ومن معه التكتم على المصائب ملتحفا بحصانته الإعلامية وعلاقاته ببعض الأجهزة سابقا. وقع حسن حمدى وأظنه لن يخرج من المصيدة؛ لأن قرار الإفراج عنه من النيابة كان بكفالة قدرها مليونا جنيه، وهذا مبلغ كبير جدا ويبين إلى أى مدى بلغت ثروته غير المشروعة، حتى إن الرجل كان يتقاضى راتبا من شركة إماراتية -ولا أعرف هل كان فى حاجة إلى هذا الراتب؟!- وهو رئيس أكبر نادٍ فى المنطقة، ثم إن لديه من الثروة ما يكفيه، ولكنه الطمع والجشع وعدم توقع المحاسبة، وقديما قالوا: "من أمن العقوبة أساء الأدب". حسن حمدى لم يكن وحده فقد جاء معه إبراهيم نافع الذى خرج من مأزقه السابق بعد "قرصة ودن" من ولى نعمته السابق أيضا صفوت الشريف. اليوم تجرد كل هؤلاء من حصانتهم، وممن وفروا لهم الحماية سابقا، وسيواجهون العدالة متجردين من كل شىء.