يبدو أن نجاح مسلسل "الإمام الغزالى" العام الماضى أغرى قطاع الإنتاج التليفزيونى على الاستمرار فى النهج نفسه بإنتاج أعمال دينية وتاريخية ضمن خطته العام المقبل، وهذا ما كشف عنه عادل ثابت رئيس قطاع الإنتاج بالإذاعة والتليفزيون فى تصريحات خاصة لصفحة "دراما". وقال: إن القطاع استقر على إنتاج مسلسلين تاريخيين من العيار الثقيل، وهما "أسماء بنت أبى بكر" للمؤلف بهاء الدين إبراهيم، و"شجرة الدر" للكاتب يسرى الجندى، بخلاف عدد آخر من الأعمال التاريخية لم نستقر على أى منها، بسبب ضعف الموقف المالى للقطاع، أما إذا توفرت السيولة المالية للإنتاج، فلن نتوانى عن إنتاج عمل واحد من تلك المسلسلات وهى "الخنساء" و"النمرود" و"أميرة ذات الهمة" و"أبو هريرة". ونفى ثابت وجود توجيهات من وزارة الإعلام بإنتاج هذا النوع من الأعمال الدرامية، مشيرًا إلى أن هذه المسلسلات قدمت إلى القطاع قبل الثورة، وحصلت على جميع الموافقات اللازمة لإنتاجها، إلا أن دورها لم يكن قد حان، ومن ثم فلا توجد شبهة أى توجيهات سيادية فى الأمر. وحول سر تأجيل مسلسل "أسماء بنت أبى بكر" من العام الماضى قال: "تأجل المسلسل بسبب انشغال صناعه فى تصوير أعمال أخرى، فقد كان المخرج هانى إسماعيل مشغولا فى إخراج مسلسل "الضابط والجلاد"، وكذلك الفنانة صابرين، فكان من الصعوبة أن نشرع فى إنتاج المسلسل فى ظل هذه الظروف؛ لذلك اضطررنا إلى تأجيله"، وتابع: أما تأجيل مسلسل"شجرة الدر" فجاء بسبب عدم حسم اختيار بطلة العمل حتى الآن. الجدير بالذكر أن المسلسل التاريخى الضخم "شجرة الدر" من قصة وسيناريو وحوار يسرى الجندى، ومن إخراج مجدى أبو عميرة، ومن المقرر أن يضم مجموعة كبيرة من الفنانين، الذين قد يصل عددهم إلى أكثر من 50 شخصية، وفقا لما تحتاجه الأحداث التاريخية الضخمة. وقد أكد الجندى أن المسلسل يقدم ملحمة للمواطن المصرى والشعب المصرى الذى يرفض الظلم والاستعباد والفساد، بل تظهر قوته الحقيقية فى تلاحمه أمام الشدائد والصعاب، ويظهر بقوة فدائه لتراب وطنه أمام أى معتد، رافضا الظلم بكل أنواعه وأشكاله سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وعادة ما تحمل جميع أعمال الجندى فى طياتها ومضمونها إسقاطا وأفكارا مستفادة من خبرات الماضى تلقى بظلالها على الحاضر وتنير أفكار المشاهدين، ولا يكون الهدف منها السرد والترفيه فقط . أما مسلسل "أسماء بنت أبى بكر" فقد اشترطت صابرين على القطاع عرض المسلسل فى توقيت مناسب؛ بحيث يتسنى للجمهور مشاهدته، خاصة أن العمل يحكى سيرة حياة السيدة أسماء بنت أبى بكر الصديق ودورها فى الحياة الإسلامية. وتنبأت صابرين بأن المسلسل سوف يكون من أعظم أعمال السير الذاتية الإسلامية، خاصة أن بطلته عاشت مائة عام، وسوف يرصد العمل العديد من تفاصيل حياتها. وأشارت إلى أنه فى حالة عرض المسلسل فى توقيت غير مناسب ستقوم على الفور بالاعتذار عنه؛ لأنها لا تقبل أن تقدم عملاً تاريخيًّا إسلاميًّا بهذا الحجم دون أن تضمن له الاهتمام اللائق. ومن المنتظر أن تسهم فى إنتاج المسلسل جهات إنتاجية أخرى كمنتج مشارك مع القطاع حتى يخرج بصورة جيدة للمشاهد. الاجتماعية وعن المسلسلات الاجتماعية يقول رئيس قطاع الإنتاج إنه لا يزال الوقت مبكرا جدا على اختيار الأعمال الاجتماعية، وإنما حسمنا أمر المسلسلات التاريخية مبكرًا؛ لأن تحضيرها يحتاج إلى وقت طويل واستعداد مبكر لتخرج فى الصورة المثلى لها على عكس الوضع فى المسلسلات الاجتماعية التى لا تحتاج إلى كل هذا التحضير. وأضاف أن أعداد المسلسلات الاجتماعية ضخم جدا يصل إلى خمسين مسلسلا، ولا تزال فى مرحلة استكمال الأوراق اللازمة لها من الجهات المختصة مثل الرقابة على المصنفات الفنية والعرض على لجنة القراءة العليا والجمعية المصرية للدراسات التاريخية والقوات المسلحة والأزهر الشريف، وغيرها من الجهات المختصة، التى لا بد من موافقتها للبدء فى تنفيذ المسلسل. وأشار إلى أنه بعد هذه الموافقات تعرض المسلسلات على القطاع ليتم الانتقاء منها على أساس جودة الموضوع وملاءمته للوقت الحاضر، بغض النظر عن اسم المؤلف وتاريخه، ليعقب ذلك اختيار المخرج الذى يتولى مهمة اختيار باقى أبطال العمل بالاتفاق مع القطاع . أما عن تخفيض أجور الفنانين، فقال ثابت: نحاول قدر الإمكان تخفيض أجور كبار النجوم، ولكن الغالبية العظمى منهم تكون من متوسطى الأجور أو من ضعيفها، ولذا فإننا نسعى إلى زيادة أجورهم بشكل متوال؛ ليحدث نوع من العدالة. ولفت ثابت إلى أن اللوائح والضوابط التى تحكم عمل القطاع تؤدى فى كثير من الأحيان إلى تعويق العمل، فبند الأجور مثلا يحتوى على معوقات كبيرة، ومن المستحيل معه أن تجارى مسلسلات القطاع الخاص، ففى العام الماضى حاولت الاستعانة بالفنان محمود حميدة، وقام بتخفيض أجره بنسبة 25%، إلا أن لائحة القطاع كانت عائقا فى ذلك الأمر، ومن ثم فلن نستطيع أن ندفع لنجم ثلاثين مليونا مثلا كما تفعل الشركات الخاصة . الإعلانات ويعتقد ثابت أن القطاع الاقتصادى المسئول عن التسويق يعانى من المشكلة نفسها أيضا؛ لأن الوكالات الإعلانية والفضائيات الخاصة تقف له بالمرصاد وتحارب الإعلام الحكومى، الذى أصبح مظلوما فى ظل هذا المناخ الخانق، وما حدث العام الماضى خير دليل، فلم تشتر الفضائيات الخاصة أى من الأعمال الهادفة التى أنتجها التليفزيون المصرى، وهذا ليس ذنب التسويق وإنما التكتلات التى تقوم على احتكار الإعلانات، وهنا نؤكد خطأ المقولة التى ترى أن تسويق الأعمال الدرامية يعتمد على النجوم، فقد رأينا العام الماضى أعمالا بلا نجوم، حققت نجاحا كبيرا مثل "رقم مجهول" و"الغزالى" وكلمة السر فى ذلك هو النص. أوضح أنه حتى يتم الخروج من أزمة الموسم الواحد الذى يحرق الأعمال الدرامية، فإنه يقوم بالتعاون مع شركة "صوت القاهرة" و"مدينة الإنتاج الإعلامى"، ويحاول خلق موسم جديد فى شهر يناير القادم بالأعمال التى انتهى تصويرها حديثا، ولم تلحق بالعرض الرمضانى؛ لأن الصراع على العرض الرمضانى والتكالب على النجاح يتسبب فى ظلم أعمال كثيرة لا تحظى بنسبة المشاهدة المطلوبة.