· ما يحدث فى سوريا إبادة منظمة بدعم قوى خارجية · أقمنا مستشفى ميدانيا تحت قصف الطائرات.. والمئات يُقتلون كل يوم · "البراميل المتفجرة" تنشر حممها على القرى والمدن وتقتل المئات فى ضربة واحدة · كل خمس دقائق يموت إنسان بسبب نقص العلاج · ما وجدته فى سوريا عشرة أضعاف ما وجدته فى غزة من الوحشية والبشاعة خليل إبراهيم "لم يتم التحرك على المستويين العربى والدولى تجاه القضية السورية بما يناسب فظاعتها وخطورتها حتى الآن.. كارثة إنسانية وعملية إبادة منظمة يقوم بها جيش بشار الأسد بدعم من قوى خارجية لإبادة شعب بأكمله".. هكذا بدأ الدكتور أحمد اللبان -أستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة قناة السويس– حواره مع "الحرية والعدالة"، حيث مكث فى حلب سبعة عشر يوما على رأس وفد من لجنة الإغاثة التابعة لاتحاد أطباء العرب، وكان هذا الحوار عقب عودته. · ما التخصصات التى كانت برفقتك فى حلب؟ وأين مكثتم فترة وجودكم هناك؟ ذهبنا كوفد من لجنة الإغاثة باتحاد أطباء العرب برئاستى ومعى مجموعةمن كبار الأطباء فى مختلف التخصصات الجراحية والتخدير، وأقمنا مستشفى ميدانيا بالقرب من مدينة حلب التى تشهد معارك يومية بين الجيش السورى الحر وجيش بشار الأسد. · صف لنا الوضع فى الداخل السورى. كان هناك قصف يومى للمدينة بطائرات تسقط قنابل زنة 200 كجم تسمى براميل، الواحد يعجز عن حمله ستة أفراد، يسقط على المنازل والمناطق السكنية والمدارس والمساجد والمستشفيات وتجمعات المواطنين فى الأسواق، فينتج كتلة من الجحيم ترتفع عدة كيلو مترات فى الجو، وقد تم نقل العشرات من المصابين والجرحى بسيارات إسعاف نصف نقل إلى المستشفى الميدانى ومعظمهم من الأطفال والنساء خلال أسبوعين، تم إجراء عشرات العمليات فيها يوميا فى الصدر والبطن والأطراف، وتم إنقاذ الكثيرين، لكن آخرين كانوا يموتون فى موقع الانفجار أو فى الطريق. · كنت قد ذهبت إلى غزة عقب الحرب الصهيونية عليها.. فهل ما يحدث فى سوريا شبيه بما حدث فى القطاع المحاصر؟ ما وجدته فى سوريا عشرة أضعاف ما وجدته فى غزة من البشاعة وقسوة جيش بشار، كنا نعمل تحت الأرض وبين ساعة وأخرى يطلق الخونة وعملاء بشار الأسد "طلقات كاشفة"، وبعد ذلك يأتى القصف المدمر للمكان الذى انطلقت منه تلك الطلقة. ما رأيته فى سوريا لم أره ولم أسمع عنه قبل ذلك، وواجب على الأمة الإسلامية والعربية أن تقوم ولا تقعد من أجل منع ما يحدثه بشار من جرائم. · كيف كان الوضع قبل بدء الثورة السورية كما أوضح لك مواطنوها؟ أقسم لى الشيخ حسن -إمام المسجد المجاور للمستشفى الميدانى- أن الذى كان يصلى من مواطنى سوريا ثلاث مرات متتالية فى المسجد كان يختفى ويقبض عليه ولا يراه أهله مرة أخرى، ورغم ذلك الشعب السورى يقبل الآن على المساجد فى فترة الحرب رغم عمليات القصف والقتل. · وماذا عن إحصائيات القتلى والجرحى؟ المئات يقتلون ويقطعون ويجرحون يوميا، وكل خمس دقائق يموت واحد بسبب نقص العلاج. · هل ثمة دول عربية أو إسلامية أرسلت معكم العلاج للمرضى والجرحى؟ ليس معنا مساعدات ولا أدوية إلا من مصر، وعندما ذهبنا استقبلنا السوريون بالبكاء وقالوا: أين أنتم؟ أين دور مصر؟ · هل ترى الجهد الإغاثى كافيا حتى الآن؟ الجهد الإغاثى ضعيف، وعار علينا أن يتم قتل وتشريد الشعب السورى والعرب والمسلمون لا يتحركون كما يجب، وما تقوم به الحكومة المصرية دون المأمول. يجب دعم الشعب السورى ماديا وأدبيا، وإرسال المزيد من المتطوعين للإغاثة هناك، فالوضع على الحدود وفى مخيمات اللاجئين يرثى له، والعشرات يعيشون فى خيمة واحدة، وليس هناك مقومات للحياة.