بعيدا عن الإعلام الموجه من الجانبين الرسمى والثورى فى سوريا، كان من الضرورى أن نعرف حقيقة الموقف ممن سافروا إلى هناك من الأطباء المصريين، وبالفعل كشف لنا د.أحمد فاروق رئيس بعثة «أطباء التحرير» الذين اخترقوا أرض المعركة فى سوريا لعلاج الجرحى هناك، بعدما فشلوا فى علاج الجرحى الذين كانوا يصلون للقاهرة، وأكد أن الرئيس السورى «بشار الأسد» يتعمد ضرب المناطق السنية لتحويلها إلى حرب طائفية، خاصة أن السنة بالفعل فى حالة فقر وبدون ماء ولا كهرباء، بينما الشيعة فى حال أفضل!
«فاروق» رفض الكشف عن كل تفاصيل الدخول إلى سوريا حتى لايستهدف زملاؤه بالقصف الجوى السورى الذى يملأ السماوات السورية طوال الوقت، لكنه كشف لنا أن هناك اتفاقا مع الإخوان المسلمين على الدخول لسوريا حتى لو نفوا ذلك علانية!
كيف سافرتم لسوريا وهل كان هناك تنسيق مع وزارة الصحة المصرية؟
-البداية جاءت مع وجود العديد من اللاجئين السوريين فى القاهرة جراء القصف اليومى فى سوريا وقررنا تكوين لجنة إغاثة مكونة من الأطباء السوريين المقيمين بالقاهرة بالإضافة إلى الأطباء المصريين من أجل إغاثة الجرحى فى مصر، ورغم ما قدمته تلك اللجنة أحسسنا أن علينا دورا مهما وهو السفر إلى هناك من أجل الاغاثة الميدانية.
ومع أى جهة تم التنسيق من أجل السفر؟
-تواصلنا مع اتحاد المنظمات الإغاثية السورية وبالفعل سافر 3 أفواج حتى الآن والفوج المكون من عدة أطباء يقضى هناك حوالى 10 أيام ونبعث بفوج كل 3 أسابيع ولم يكن هناك تواصل مع وزارة الصحة المصرية ولكن كان هناك تواصل مع لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء العرب التى تبذل جهدا كبيرا من خلال إرسال الأطباء والمساعدات المادية إلى هناك ولكننا كأطباء التحرير فضلنا الذهاب تحت مسمى «أطباء التحرير» لأننا نعبر عن روح الثورة المصرية التى تود أن تساعد الثورة السورية .
وهل كانت هناك اتصالات مع جماعة الإخوان أو بعض من أفرادها؟
-كان هناك اتفاق شبه ضمنى على مساعدة الشعب السورى فنحن كالتيار المستقل وهم كتيار تابع للجنة الإغاثة بنقابة الأطباء كل منا يكمل الآخر.
صف لى يومك منذ أن دخلت إلى الأراضى السورية؟
-وصلنا إلى شمال سوريا ولا أريد أن أقول المكان تحديدا حتى لا يستهدف من قبل نظام بشار بعد الدخول عن طريق الحدود التركية وقمنا بالتواجد فى مستشفى ميدانى أنشأناه بالقرب من الاشتباكات بحوالى 10 أمتار تقريبا وهو ما نسميه «آخر الأمان وبداية الخطر» ونبدأ يومنا بالتواجد فى غرفة العمليات ونعمل 10 ساعات متواصلة فى جراحة المصابين ثم ننام فى بدروم ملحق بإحدى العمارات وكان معنا 12 طبيبا من المغرب جاءوا خصيصا لنفس الغرض، واليوم معظمه يقضى فى العمليات ..والأهالى وتنسيقيات الثورة هم من يأتون لنا بالجرحى وكان يوميا يموت من الجرحى الذين نحاول علاجهم حوالي5 أفراد ..فلك أن تتخيل بالعدد الحقيقى الذى يقتل يوميا ولا يلحق العلاج .
وكيف تفسر لنا صبر المواطنين على القصف اليومى فى المدن السورية؟
-المواطنون هناك لديهم سكينة مدهشة وإيمان قوى بالله بالرغم من الشهداء والجرحى الذين لا ينقطعون ورغم أن معظم الشهداء من المدنيين وهذا ما يفعله نظام بشار انتقاما من الجيش السورى الحر، والحالة الإنسانية لدى الشعب السورى بائسة فهم فى فقر شديد ولك أن تتخيل أنهم يعيشون بلا ماء أو كهرباء، والمستشفيات مفلسة جدا وهم يعتمدون بشكل أساسى على التبرعات التى تأتى لهم من شتى الدول العربية .
واكتشفنا أن بشار الأسد اخترع نظاما جديدا للقتل وهو إسقاط براميل من الطائرات المحلقة فى سماء سوريا ..البرميل يحتوى ثلثه على مادة ال TNTالمتفجرة وباقى البرميل عبارة عن خردة وحديد ومسامير، والهدف من ذلك هو أنه بمجرد سقوط البرميل على الأرض ينفجر ليصيب أكبر عدد ممكن من المدنيين وبأقل التكاليف المادية.
وماذا عن الصراع بين الجيش السورى الحر وقوات الأسد؟
-لو تكلمنا على الأرض فالجيش السورى الحر مسيطر على معظم الأراضى السورية حتى إنه من النادر أن تلمح جنديا تابعا للنظام، أما السماء فهى ملك لبشار وقواته، وهى تقوم بالقصف بشكل عشوائى على جميع الأحياء والمدن حتى إن الجيش السورى الحر أصبح يخشى من دخول الأحياء السكنية وضمها لما تمت السيطرة عليه خوفا من انتقام قوات بشار بقصف المدينة عقابا لهم على ذلك .
هل الأسد بالفعل يستهدف المناطق السنية، وهل تحولت الحرب إلى سنية - شيعية، أم إنها كما يصفها الإعلام السورى بأنها«حرب أهلية»؟
-نعم الأسد يستهدف المناطق السنية ولذلك ترى أن المناطق الشيعية على سبيل المثال بها ماء وكهرباء، وأود أن أوضح أن الشعب السورى ليس طائفيا بطبعه وهو معتدل فى تدينه ولكن الجرائم التى يفعلها نظام بشار ومن ساندوه مثل إيران وسوريا والصين وحزب الله كفيلة بجعل الصراع «طائفيا» وفى النهاية الأسد يستهدف بصفة رئيسية السنة ولكنه أيضا لا يرحم أى شيعى قرر أن يعارضه من الطائفة العلوية وهو ما يجعل البعض يتصور أن الأزمة طائفية ولكنه أمر غير صحيح فالموقف السياسى معقد ولكن ما يرتكبه الأسد كفيل بأن يلخص الأمر فى جملة واحدة وهى «حرب ضد الإنسانية».