التقت المصريون بالدكتور عبدالله الكريوني مقرر لجنة الحريات بنقابة الاطباء المصرية ،وعضو لجنة الاغاثة بالنقابة ,وذلك بعد عودته من رحلة اغاثية في سوريا قام فيها مع وفد من الاطباء المصريين بعلاج الجرحى والمصابين السوريين داخل مستشفى ميداني مصري في مدينة حلب السورية،ويكشف الكريوني ل"المصريون"دور المصريين في اغاثة الشعب السوري وتفاصيل رحلة لمدة شهر في عمق الثورة السورية تحمل عدد كبير من المشاهد والمواقف التي تجمع بين الألم والأمل . قبل أن يروي الدكتور عبدالله الكريوني تفاصيل رحلته الى سوريا لاغاثة الثوار السوريين وعلاجهم في المستشفيات الميدانية،بدأ الحديث مشيرا الى أن المصريين من أكثر الشعوب الواقفة الى جوار الشعب السوري في أزمته،واجتهدت الهيئات الاغاثية المصرية لتكون على قدر المسئولية في كثير من الأحيان في إغاثة الشعب السوري حيث أن هناك هيئتان اغاثيتان في مصر من أكبر الفاعلين في الشأن السوري هما اتحاد الأطباء العرب ونقابة الاطباء المصرية ويشير الكموني الى أن لجنة الاغاثة في نقابة الأطباء المصرية أنفقت ما يزيد عن 26مليون دولار لاغاثة المنكوبين والمصابين والجرحي سواء في الداخل السوري أو في أماكن لجوء السوريين في مصر وتركيا والأردن ولبنان،وأن الهيئة تكفل في مصر ما يقرب من 2000أسرة سورية وتوفر لهم السكن والغذاء والدواء وعن رحلته الى الداخل السوري يقول "الكريوني" أن نقابة الاطباء المصرية أرسلت ما يقرب من عشرة قوافل اغاثية الى داخل سوريا منذ بداية الثورة وتتكون القافلة من الأطباء والأغذية والأدوية والمعدات الطبية وغيرها من احتياجات السوريين هناك وقال ان دخول سوريا كان صعب للغاية منذ عدة شهور لسيطرة نظام الأسد على جميع الحدود والمنافذ ،اما بعد تحرير الجيش السوري الحر لمدينة حلب وأصبحت تحت سيطرة الثوار اصبح الدخول اليها عبر الحدود التركية السورية أمرا سهلا ،مشيرا الى أن دخول سوريا يكون عبر معبر "باب الهوي" او معبر "كيلس" وأضاف أنهم دخلوا في إطار قافلة مصرية الى سوريا عبر معبر باب الهوى على حدود تركيا مع سوريا وذلك في الاول من سبتمبر الماضي وذلك بالتنسيق مع الجيش السوري الحر والحكومة التركية ،وتوجهت القافلة المصرية الى مدينة حلب حاملة ومعها أطنان من الادوية والمعدات الطبية التي تقوم بشرائها من تركيا ،وأقاموا مستشفى ميداني في إحدى مناطق حلب - رافضا ذكر مكانها حيث انها مستهدفه من جيش الأسد- مشيرا الى ان المستشفى مكونة من كوادر طبية مصرية كاملة هناك ،وقامت على الفور باجراء عشرات العمليات سواء جراحة عامة أو قلب مفتوح اوفي الصدر او بتر أعضاء وجراحة عظام وغيرها من العمليات واشار الى أن المستشفى الميداني كانت تستقبل أكثر خمسين مصاب يوميا بالاضافة الى اجراء اكثر من عشرين عملية جراحية من بينهم عمليات خطيرة ،بالرغم من أنها مجهزة بغرفتين للعمليات فقط وغرفة عناية مركزة ويضيف الكريوني أن المستشفى الميداني المصري أقيمت في بدروم أحد العمارات بأقل الامكانيات حتى لا تتعرض للقصف من جيش الاسد حيث أن القصف مستمر على مدار اليوم سواء بالطائرات الf16 او القصف المدفعي والأسلحه الثقيلة ،اضافة الى البراميل المتفجرة وهي إحدى اختراعات جيش الاسد حيث يتم ملء براميل بالمتفجرات وقصفها من الطائرات فتكون كفيلة باسقاط اي عمارة من خمسة ادوار وأعلى ،علاوة على أنها تصيب اي فرد في قطر 500 متر أو أكثر مشيرا الى أنه نتج عن تلك البراميل المتفجرة آلاف الاصابات الخطيرة التي يصعب علاجها،مشيرا الى حدوث عدد من المذابح التي شهدها العالم وراح ضحيتها عدد من الشهداء والمصابين وعاصرتها قوافل الاغاثة المصرية ويصف الكريوني ابرز المشاهد المؤسفة التي شاهدها هناك في المستشفى الميداني في حلب نتيجة الاصابة بالقذائف والشظايا والتعذيب فيشير الى عدد كبير من الحالات تأتي الى المستشفى وهي في صورة أشلاء ممزقه ،وحالات أخرى لديها قطع في الشرايين ،وحالات لديها بتر في الاعضاء وغيرها من الحالات الصعبة ،مشيرا الى أن المستشفى المياني والاطباء المصريين ساهمت في انقاذ عدد كبير من الحالات بدلا من سفر تلك الحالات للعلاج في تركيا والتي كانت تموت أغلبها في الطريق نتيجه لبعد المسافة وضعف الامكانيات وأكد ان هناك عدد 2 مستشفى ميداني فقط في حلب وهما مصريتين لتغطية منطقة حلب بالكامل واحدة تابعهى لنقابة الاطباء المصريين والأخرى تابعة لاتحاد الأطباء العرب ،ولا يوجد غيرهما الا بعض العيادات الصغيرة في انحاء حلب وأضاف ان القوافل الاغاثية المصرية قامت بتجهيز "الشنطة الجراحية" وزودت بها المقاتلين السوريين والجيش السوري الحر وهي عبارة عن شنطة بها بعض المواد الاسعافية وأكياس الدم والمحاليل ،وهناك بعض الأطباء يدخلون مع الجيش الحر في المعارك من أجل المساهمه في الاسعافات الأولية للمصابين والجرحى. ويؤكد الكريوني أن جيش الأسد استهدف المستشفى الميداني المصري أكثر من مرة لدورها في انقاذ الجرحى من مقاتلي الجيش الحر،ولكن لم ينجح في اصابتها ،حيث يقوم الوفد المصري بتغيير مكان المستشفى من آن لآخر بالرغم من صعوبة ذلك لتفادي القصف والاستهداف. وقال ان القافلة الاغاثية التي شارك فيها ظلت في حلب ما يقرب من شهر ثم استلم وفد مصري آخر من الاطباء ادارة المستشفى الميداني ،وذلك حتى لا ينقطع دور المصريين في اغاثة السوريين. واشار الى أن القوافل المصرية تقوم بتدريب الشباب السوريين على اسعاف المصابين وعلاجهم ولكن هناك مشكلة كبيرة في ندرة الاطباء في سوريا ولذلك لا بد من تكثيف وجود الاطباء المصريين هناك وصرح الكريوني أن اتحاد الاطباء العرب يحاول اقناع الحكومة التركية بالسماح لمصر بانشاء مستشفى ميداني على حدودها معلا سوريا وتزويدها بأطباء مصريين على أعلى مستوى،مشيرا الى أن الحكومة التركية لم تقصر في حق السوريين وتعاونت مع الهيئات الاغاثية المصرية حيث شحنت أطنان المساعدات المصرية على متن طائراتها الى سوريا،ولكن قوانينها تمنع غير الاتراك من اقامة المستشفيات او العمل فيها على الاراضي التركية وتقوم الهيئات الاغاثية باقناع تركيا بضرورة السماح للمصريين باغاثة السوريين وعلاجهم على اراضيها حيث انهم مؤهلين لذلك. وأكد أن احتياجات الاشقاء السوريين في الداخل السوري كثيرة للغاية حيث تتكلف أكثر مم 100مليون دولار شهريا وهي أكبر من طاقة المنظمات الاغاثية المصرية والتركية ،مشيرا الى أن هذه الاحتياجات تتنوع بين الغذاء والدواء وألبان الاطفال والملابس ،مطالبا مزيد من المنظمات والهيئات الاغاثية ان تساهم في توفير تلك الاحتياجات للشعب السوري بأقصى سرعة وخصوصا في الست محافظات السورية التي تتعرض للقصف وهي حلب ،وحماة،وإدلب ،ودرعا وحمص،ودير الزور بالاضافة الى دمشق التي بدأت تتعرض للقصف هي الأخرى كما طالب الحكومة المصرية بان توجد آلية لاستضافة المصابين والجرحى والمرضى السوريين وعلاجهم في مصر حيث أن الامكانيات هناك لا تكفي لعلاجهم ،مشيرا الى أن المشكلة هي أن عدد كبير من السوريين ليس لديهم جوازات سفر أو فقدوها نتيجة القصف ،وليس هناك مكاتب جوازات تعمل حاليا في سوريا ،ولذلك لا بد من وجود آلية لاستقبال هؤلاء السوريين بأقصى سرعة لعلاجهم في مصر